~الفصل الثامن~

277 13 4
                                    

الفصل الثامن_ رواية بنات العم(غصن الروح)).

***

سيدتي الجميلة، أتعلمين أقسي شيءِ مر عليِّ، حين أردتُكِ ولم أجدكِ، لم أجد لمعة عينيكِ ولاحتى شفتاكِ .. لم أجد سُوى كسور بين طياتكِ.. ولمحة من الماضي.

****

كانت داليدا تتساءَل دومًا عن حال صديقتها ماريان، والتي دوما تؤجل إخبارها بأي شيءِ، ظنًا بأنها لن تفهمها أبدًا، ولكن كُل لقاء بينهما، كانت تعلم من نظرة عينيها الجارحتين بأن زوجها يؤذيها، يدها التي تحاول إخفاءها، وصمتها الذي لايوجد لهُ مبرر سوى الحُزن، ولكنها لم تكن لديها القدرة بأن تواجهها، كيف تواجهها وهي لم تواجه نفسها بحقيقة الأمر، بأنها تخَّلت عن حقَّها، ولم ترغب بأن يعلم الجميع بأن الابنة المتوسطة داليدا الصاوي. تتعرض للعنف الزوجي. من إدريس ابن رجُل سياسي مهم، خصوصًا بأنها تعلم خطورة إدريس .. تتذكر يومًا حين هتفت بعنف لهُ:

-       أنتَ مريض يا إدريس! مريض ومحتاج تتعالج..

تلك الذكرى تتذكرها بعنف، وكأنها تُضرب بأقصى درجة، تتذكر ذلك الكوب الذي كاد أن يتنهش بوجهها لولا الخادمة التي تلقتهُ بدلاً خوفًا عليها، تتذكر صُراخها العنيف وهي تجثو وترى وجههِ الخادمة قد أمتلأ بالدماء ..

فاقت على صوت حمحمة، لترفع وجهها لتتفاجأ برجل وسيم، يبتسم ابتسامة ساحرة، جعلتها تتوقف عن التنفس للحظات، وحين رأت عيناى ماريان، أضطربت من تلك النظرة، صدمة ودهشة .. وقلق.

أما هو لم يكن متوترًا بأي شكل، بل نظر إلى ماريان التي أهتزت بعنف، هنا لم تفهم داليدا المشهد إلا بشكل أخر، أخر رغبت بعدم تصديقهُ..

-       أزيك يامدام ماريان، آسف لو بزعج حضرتكِ ..

كانت نظرات الغضب بدات في الظهور، وهنا مد نديم يدهُ يقُول لـ داليدا:

-       ياسر الجارحي.. صديق لزوج مدام ماريان.

أرتاحت قسمات ماريان تدريجيًا ولكنها زادت حيرتها، لماذا أخيها يختلق ذلك الاسم، وأمام داليدا، ولكنها نهضت قائلة لـ داليدا:

-       آسفة ياداليدا بس محتاجة أتكلم مع الاستاذ ياسر لثواني.

هزت رأسها ولم تعترض، ولكنها كانت تعُيد وجههِ نديم إلى مُخيلتها من جديد، وجهه وسيم هيئة رجُولية، وابتسامة ساحرة، وهنا خطر ببالها بعد أن لاحظت ارتعاش يد ماريان، هل هُناك علاقة تجمعهم، ولذلك خائفة من أن تُفضح!

ولكن نبرة صوتهُ مألوفة، وكأنها تحدثت قبلاً معهُ..

__

-       أنتَ بتعمل إيه هنا؟

قالتها بعصبية، ابتسم نديم وهو ينظر نحوها بشفقة .. وكان قد وضع يد بجيب بنطالهُ وأخرى أخرج هاتفه من الجيب الآخر، أرتعشت أوصالها حين رأت ذلك .. فقال وهو يرى علامات الانهيار ..

« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن