~الفصل السادس~
**
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عُمري على كل باب
وأصبحت أحمل قلبًا عجوزًا
قليل الأماني، كثير العتاب
- فاروق جودة.
***
كان يتوسط الطاولة وهو ينظُر إليهم بنظرات ثعبانية شريرة، فقال وهو ينظر لساعة معصمهُ:
- البيت ده هيمشي على قواعد، واللي هيكسرها ..
قاطعتهُ جولي بضجر: طول عمر القوانين بتتكسر .
اقترب منها وهو يضيق نظراتهُ عليها:
- اللي هيكسرها، هيتحرم من كل حاجة، وأنا مش بهزر.
حمحمت بحرج، ليتابع حديثهُ وهو يعود بظهرهُ للوراء:
- الوقت اللي هترجعو فيه البيت الساعة 9، وطبعا السواق هو اللي بيوصل كل واحدة، وكل حاجة ياريت تحصل ليكم تحكولي..
اعترضت صابرين قائلة:
- أنا مش طفلة صغيرة..
صك على أسنانهُ وهو ينظر إليها:
- خُصوصًا أنتِ يا صابرين. أنا معرفش أنتِ بتقابلي مين، وبتعملي إيه فأكيد مش هتفرحي وأنا بحط ناس حواليكي يراقبوكي؟
صكت على أسنانها، فتابع محذرًا:
- ياريت منوصلش لكده، وهما يدوبك ست شهور وهسيبكم ونرتاح كلنا من بعض.
هتفت داليدا بتساءُل:
- طيب مين اللي هيطبخ لينا؟
ابتسم ابتسامة ساحرة يقُول:
- أكيد أنا، الحاجة جميلة اسبوع أو اتنين وهتكون في السعودية بتحج .. يعني قولوا شهر وهتغيب عن البيت، بس أنا اللي هتولي المطبخ..
سخرت جُولي منهُ قائلة:
- أنتَ؟ هو أنتَ بتعرف تطبخ أصلاً؟
- طبعًا، انا كنت مساعد شيف لسنتين.
تساءَلت داليدا بفضول:
- أنتَ مش خريج زراعة؟
نظر إليها بابتسامة واسعة:
- آآه يا داليدا، بس أنا ملقتش شغُل أول ماتخرجت ولقيت الوظيفة دي..
تابعت تسألهُ:
- وفضلت شغال سنتين بحالهم؟
تنهدت بعُمق وهو ينظر إلى بقعة بعيدة:
- علشان كان المرتب كويس. وكمان كنت مرتاح فيهِ.
هزت رأسها بأماءة .. فابتسم لها، ثم تابع ينظر نحوهم جميعًا كانت كِلتا من صابرين وجولي يفكران، ولكنه تحدث بصوتٍ مريح:
أنت تقرأ
« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)
Romansaالمُقدمة. _ رواية بنـات العم (( غصن الروح)). *** ضُوء .. إنتباه تام لذلك الضوء الصادر من بعيد .. لازال يبحث عنهُ منذ أن اختفى، لازال يردد كلمة (أغيثوني) ومشهد بكاءهُ وإنتظار ذلك الجثمان .. يحُفر بطياتهُ الكثير والكثير، كرهَ نفسه وظنْ بأنهُ يستحق ذل...