~الفصل الرابع~

315 21 4
                                    

~ الفصل الرابع.

***

احتاجك كي أعبر

لست ضريرًا، لكني مستوحش

وهذا الدرب معتم ..

***

كان الغروب دوماً يعُيد آلامها من جديد، تتذكر ذلك اليوم بشكل تفصيلي، كانت تنتظر قدومهُ بعد أن وعدها بانهُ سيأتي الليلة ويجلس معهم، حاولت الأتصال بهِ عدة مرات ولكن كان الهاتف مغلق كل مرة، ازداد أنقباض قلبها بين أضلعها، هي قلقة بشدة .. لم يكن يغلق هاتفه أبدًا، يعلم كم هي تقلق بسرعة..

مرت ساعة وأثنتين .. ولازال هاتفهُ مغلق، حتى وجدت حارس عمها الذي كان يأتي برفقة جواد، وفجأة وجدت والدها يبكي بكاءً حارًا، كانت تقف على الدَرج ترغب بمعرفة ماذا حدث، ولماذا والدها يبكي هكذا؟ أيعقل بأن يكون عمها قد توفى أو حدث لهُ شيءِ ..

ولكنها حين رأت داليدا نظرة الرعب وعينيها الممتلأتين بالدموع الحارة، أزدادت رُعبًا وقلقًا وهتفت بدون وعي وهي تلتفت:

-      أنا هكلم جواد ..

قالت داليدا بصوت يرتعش:

-      جواد توفى يا ياسمين..

كانت تبكي وليس بأمر غريب، ولكنها لم تكن تتصور بأنها ستشعر بشعور حَسن حين ترى الغروب تلك المرة، اطمئنان يسري بعروقها، لمحت والد ليلى يجلس بالأسفل، شعرت بالضيق، لما فعلتهُ خصوصا بأنها لم تكلف نفسها حتى للاعتذار .. لذلك قررت النزول، واحضرت معها قهوة هي تحُبها " امريكانو" ومعها كوب أخر لهُ...

شعر بحركة بجانبهُ ورأى الطبيبة التي تعالج ابنتهُ، كان يشعر بالحرج منها والضيق لأنها لم تعتذر إليه لوقاحتها، ولكنهُ أزداد غرابة حين مدَّت يديها بكوب قهوة قائلة:

-      أنا آسفة جدًا لطريقتي معاك في الكلام.

ألتقط الكوب من يدها، قال وهو يتنهد بعمق:

-      ولايهمك، طبيعي تكوني قلقانة .. خصوصا إنك باين عارفة ليلى؟

ابتسمت تقول:

-      إمبارح شوفتها بتلعب في الجنينة ورا المستشفى ..

هز رأسهُ وقد فهم .. قالت بتساءَل:

-      بَس فين المربية؟ إمبارح شوفتها مع ليلى.

-      للأسف مقدرتش تفضل ومشيّت.

ضمت شفتيها ببعضها البعض، لاتعلم ماذا تقول، كلما أرادت أن تسألهُ لو معلومة واحدة عن ليلى أكثر، يجُيب بكلمة أو أقل، أحتسى من الكوب، ورفع حاجبهُ مستغربًا بانها علمت بانهُ يفضل ذلك النوع من القهوة ..

نظر إليها وجدها تنظُر للأشجار والزهور التي تسقط أثر قوة الرياح، كانت عينيها جميلة هذا ما إنتبهَ إليهِ، قال متحدثًا:

« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن