~الفصل السابع~

334 17 9
                                    

~الفصل السابع~

***

لم يتصور يومًا بأنهُ سيقلق على أحد .. سيشعر وكأن عنقهُ مُقيدة بقيود من حديد، ورغبة مُلحة منهُ ترغب بأن تضمها وتُربتَّ على قلبها.. كانت جليلة تنظُر إليه باستغراب، لـلمعة عينيهِ الغريبة وحزنهُ الذيِّ كسى تعابيرهُ فجأة .. ولكنهُ عكس توقعاتها، اقترب يبتسم بحنانٍ وهو ينظر إليها يقُول:

-      صابرين كلمتني وخلاص نص ساعة وهتكون في البيت، تعالي نحضر سوى الغدا.

هزت رأسها بتردد وهي تحاول أن تُخبيءِ كفها عن مرمى نظرهُ، كان قد لمح تلك المحاولات ولكنه حاول أن يخُفى حزنهُ وفضولهُ نحوها.. طلب منها أن تحضر السلطة وهو سيحضر لهُم "اللازنية" كانت تُراقبهُ بفضول لتعلم كم هو بارع بالطبخ، وأزداد تفاجئها حين بدأ يحضر كل شيءِ، قد بدَّل ملابسه بعد أن صلى المغرب، وكان يُقطع كل شيءِ ببراعة، جعلتها تترك مابين يديها وتراقبهُ وهو يطبخ ..

ابتسمت لهُ بحماس، حمحم ينظف حلقهُ قائلاً:

-      مقولتيش بتحبي تاكلي إيه؟

اضطربت ملامحها باستغراب قائلة:

-      هيفَّرق في إيه؟ أنا باكل كل حاجة..

هز رأسهُ وهو ينظر إليها، كاذبة وهذا هو تفسيرهُ من ملامحها المتوترة والذي لاحظ حركة يديها الكثيرة، ابتسم يحاول أن يخفف من توترها الزائد .. ولكن تفاجأ بـ ياسمين تدلف وهي تنادي على الحاجة جميلة، فلم يكن لديها وقت هذا الصباح، لتستطيع الذهاب إلى المشفى باكرًا ..عقدت حاجبيها باستغراب شديد، وهي ترى شاهين هو من  يحُضر الطعام، لتقول باستفهام:

-      هي فين الحاجة جميلة؟

قالت جليلة وهي تأخذ جزرة وتقطمها:

-      أخدت اجازة شهر، هتعمل عُمرة.

سكنت ملامحها للحظات، وهي تحاول أن تكتم تلك المشاعر التيِّ داهمتها فجأة، لتنظُر لـ شاهين متسائلة بحُزن:

-      أنتَ اللي خلتها ترُوح؟

نظر إليها ثُم هز رأسهُ، وأعطاها ظهرهُ ليكمل تحضير الغداء، اقتربت جليلة من ياسمين قائلة بحماس شديد:

-      شاهين هو اللي هيطبُخ لينا، غَّيري وتعالي نتغدا سوا.

ولكنها أجابت باقتضاب:

-      مليِّش نفس.

وأبتعدت تصعد للأعلى، كان ينظُر إليها بجمود، لن يرجوها بلاشيءِ بالنتيجة، يعلم بأن النساء من الصعب أن يمحو ذكريات من أحبوهم قبلاً، ولكنها كانت مُصرة على تفكيرها العقيم ..والذي لطالما حاول الهرب منهُ قدر الإمكان.

عادت صابرين في الوقت الذي أخبرت شاهين، وحين أستنشقت رائحة الطعام، ركضت نحو المطبخ تقُول :

« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن