~ الفصل الثالث~
***
كانت الرياح تُداعب خُصلاتها السمراء براحّة تامة وكانت تشعر بالأطمئنان، نظرت لهُ، حلمها الكبير "جواد" ابن عمها البكر، ينظر إليها يراقبها بشرودٍ تام، ابتسامتهُ الساحرة فتنت قلبها، لطالما كانت تشعر بشعور غريب وهي تراه، وتملأ عينيها بهِ، وهو كان يشعر بنفس شعورها ولكنه كان يخجل من أن يعترف بمشاعرهُ بكلمة (أحبك)، يرى بأنها يجب أن تنتهي بزواجَ لذلك ينتظرها بأن تنهي دراستها فهي ترغب حسب ما أخبرتهُ بمجال العلوم .. رغم تحصيلها مجموع عالي يدخلها كلية الطب ...
- أنتَ هتمشي أمتى؟
ابتسم نحوها وهما يسيران حول مزرعة والدها:
- بكرة الصبح ..
زمت شفتيها حُزنًا ولكنهُ ضحك يلاعب خصلاتها بحنان:
- متقلقيش هاجي تاني أخر الأسبوع علشانكِ ..
ابتسمت ابتسامة واسعة وقد أحمر وجهها خجلاً من كلماتهُ الصريحة ..
عادت من ذاكرتها تنظُر للمرآة، بدأت بتسريح شعرها ثُم ربطتهُ جيدًا، أخذت حقيبتها وخرجت من غُرفتها، ولكنها وجدت أمامها شاهين والذي يبدو عليه بأنهُ لم ينل قسطًا من الراحة..
لم تهتم بهِ وكادت أن تمُر بجانبهُ ذاهبة لغرفتها لولا أنه وقف أمامها بصدرهُ الواسع يمنعها من المرور .. رفعت نظرها ببرود تقُول:
- أبعد عن وشي!
أغمض عينيه يتمالك نفسه حتى هتف بنبرة ضعيفة:
- أنا مقتلتهوش يا ياسمين.
صكت على أسنانها تمنع نفسها من البكاء، هزت رأسها تقُول وهي تنظُر له بحدة:
- مستحيل المذنب يعترف بذنبهُ.
صرخ بوجهها: جواد ده كان أخويا، ازاي هقتلهُ؟
ضحكت بسخرية تقُول بنبرة واثقة:
- علشان كنت بتغير منهُ، كان هو أنجح منك وأبر منك بأهلك .. وعلشان كده اول ما مات سابوك.
- أنتِ غبية أوي.
تابع وهو يصرخ بوجهها:
- فوقي أنا لو هقتل أخويا، هكون معاه في نفس العربية ..ليه.
- أنتَ اللي فوق محدش عبيط يا شاهين، أنتَ الوحيد اللي طفت للماية، جواد فضَّل جوا العربية ومحاولتش أنك تنقذهُ، محاولتش ولو محاولة واحدة ..
دفعتهُ وكادت أن تعبر لولا يدهُ التي منعها من المواصلة ولكنها كرهت الحوار معهُ، لذلك صفعتهُ صفعة عنيفة أيقظت من في المنزل، وصرخت بوجهه:
- إياك تحاول تلمسني مرة تانية.
وتركتهُ راحلة، حين دلفت داخل السيارة صرخت بشدة، كانت تحترق من داخلها، يراها الجميع صامدة، قوية، ولكن بداخلها بُركان لايستطيع أحد إطفاءهُ، والذيَّ كان معها قد رحل سواء جواد أو أبيها ..
أنت تقرأ
« بـنـات الـعـم-٢#سلسلة_وصية( متوقفة)
Romanceالمُقدمة. _ رواية بنـات العم (( غصن الروح)). *** ضُوء .. إنتباه تام لذلك الضوء الصادر من بعيد .. لازال يبحث عنهُ منذ أن اختفى، لازال يردد كلمة (أغيثوني) ومشهد بكاءهُ وإنتظار ذلك الجثمان .. يحُفر بطياتهُ الكثير والكثير، كرهَ نفسه وظنْ بأنهُ يستحق ذل...
