صعق رحيم وقاسم ونظرا لبعض بدهشه مما سمعته اذنهم هب رحيم واضعا يده علي جبينه هاتفا بعدم تصديق: لا لا مستحيل مستحيييل
صرخ بالاخيرة محاولا منع ماتردد في اذنيه الان ولكن الي اين المفر من القدر والواقع
كان يظن انها اذا تجاوزت امر الغيبوبة سيرتاح ضميره ويتخلص من هذا الحِمل ولكن ها هو يتشبث به حِملها ويتحامل علي اعباءه من الان ويزداد سوءا
ابعده قاسم يهدءه هاتفا به
بحنق مما يفعله: اهدي يارحيم مش كده
اخرجه قاسم من الغرفة حتي لايثير ذُعرها
ويتمم تشخيصه بالكامل
هتفت الفتاة بذعر وتساؤل: انتو مين وانا فين واي اللي حصلي؟
ابتسم قاسم هاتفا بمرح لـ بث الطمئنينة بداخلها: حيلك حيلك كل دي اسئلة واحدة واحدة عليا
تنحنحت الفتاة بـ احراج هاتفه بخفوت:طب ممكن تفهمني يمكن افهم اي حاجه انا عقلي ملغبط وحاسه دماغي هتنفجر من كتر الاسئله اللي عاوزه اسئلها
هز قاسم راسه بتفهم: فاهمك وحقك طبعا ارتاحي انتي بس وانا هحكيلك وافهمك كل اللي عاوزة تفهميه
هزت الفتاة راسها هزة خفيفه بالايجاب
واخذ قاسم نفسًا عميقا يرتب فيه ما سيقوله لها
ليردف بهدوء: رحيم قالي انك...
قاطعته مستنكرتاً: مين رحيم؟ اللي كان هنا!
هتف قاسم: ايوه هو
ثم اكمل يقص عليها ما حدث شارحا لها حالتها وانه يظن ان مـا فيه هي الان فقدان ذاكرة مؤقت وليس دائما
لترد الفتاة بـ تساؤل: طب يعني مفيش حاجه تدل علي شخصيتي بطاقه كارنيه اي اوراق شخصيه اقصد
قاسم: مش عارف الحقيقة لان كان كل همنا انك تفوقي وتكوني بخير وقتها بس هسألك داده رحمة هي اللي ساعدتك تغيري هدومك لانها كانت متبهدلة دم بسبب نزيف دماغك
هزت الفتاة راسها بتفهم: طيب ممكن اسال اخر سؤالين
قاسم بابتسامة: طبعا اسالي كل الاسئلة اللي انتي عوزاها لحد ماتفهمي وتطمني كمان
الفتاة بتساؤل: هو انا ممكن افتكر امتي؟
قاسم بجدية: بصي هو رجوع الذاكرة ملهوش وقت محدد كمان هحتاج علي بكره الصبح تكوني شديتي حيلك شوية تجيلي المستشفي اعملك اشاعة علي المخ عشان نتاكد اذا فيه تلف او اضطربات في المخ ووقتها هشرحلك حالتك بالتفصيل بس اطمني من خلال معاينة الجرح فـ متوقع انه فقدان ذاكرة مؤقت المهم انك ماتحاوليش تضغطي على نفسك في انك تفتكري وتاكلي كويس وتنامي كويس جدا جدا وتاخدي الادوية اللي هكتبهالك في وقتها
******************
يجلس رحيم يستند بمرفقيه علي مكتبه يزفر بضجر
الا يكفيه ماهو فيه ليأتي حمل تلك الاخري لينكب علي عاتقيه؟!
شرد رحيم يتذكر تلك الليلة التي انقلب كل شئ علي عقبيه من بعدها تلك الليلة التي عكرت صفو حياته
مر حوالي ثلاث اشهر علي تلك الحادثه الملعونه التي لم يرتاح له بال من بعدها!!
نظر امامه بشرود يري ماحدث بتفاصيله
«Flash Back»
دلف رحيم وابن عمه"يحيي"
الذي جاء مع رحيم لقضاء بعض الامور المستعجلة في القاهرة وسيعاود مرة اخري للبلد واستضافه رحيم في فيلته حتي يقضي مـا جاء لاجله
دلف الاثنان يتمازحون وتتعلي اصوات ضحكاتهم اكثر واكثر حتي سمعوا ذاك الصراخ الذي دوي بالمكان اصم اذانهم
ركضا رحيم ويحيي باتجاه الصوت ليدلفا تلك الغرفة ويري الاثنان مايصعقهم ويظل يطاردهم كشبح ملعون...
تلك الفتاه التي لطخت دماء عذريتها المكان بقوه وهي تنزف ارضا وملابسها الشبهه عارية اثر معافرتها لتنجو من ايدي ذاك الذئب الذي يراقبها منذ مده ليطمع بجسدها ويتلثم مستغلا غياب رحيم وتلك الحراسة الشبهه منعدمه ويتسلل الي الفيلا في الوقت الذي علم بغياب رحيم عن المنزل ويهتك عرضها بلا رحمه ولا شفقه علي تلك المسكينه التي لم يرحمها ولايرق قلبه ولايفزع ضميره اثر صرخاتها وترجيها له بعدم الاقتراب منها
صرخت تبكي بكاء هيستيري علي ضياع اثمن شئ تمتلكه اي فتاه علي وجه الارض
نظر رحيم بضياع لتلك الفتاه وجثي بركبتيه علي الارض يلتقط راسها بين كفيه محاولا محو تلك الافكار اللعينه التي تتهافت بذهنه
ليسألها وهو يترجاها بعيناه بـ ان تكذب تلك الافكار اللعينه التي سيطرت علي عقله يهتف بتقطع: ا.. اي.. اي اللي...
ليبتلع غصته مهتفا بفقدان اعصاب: اي اللي حصل
لتقبض الفتاه تتشبث بذراعيه ترتمي باحضانه صارخة بالم تتمتم بهستيريه: انا ضعت انا ضعت يارحييييم
لتصرخ بالاخيرة صافعة عقل ذاك الاحمق الذي يرفض التصديق
وقع يحيي هو الاخر منكبا بجسده كله علي ركبتيه ينظر بضياع رافضا لما تهتف به تلك الحمقاء ويتسائل ضياع؟! اي ضياع تتحدث عنه
ايوجد علي وجه الارض ضياع اكثر مما هو فيه؟!!!
صرخ رحيم صرخة دوت ارجاء المكان يصرخ بالم وخزي يود لو صمَ قبل ان يسمع ماتفوهت به : لاااااااااااااااا لاااااااااااااااااااا
«Back»
اغمض رحيم عينيه بالم يكاد يتقتلع عينيه اثر تلك الذكري اللعينه
مر ثلاث اشهر وكلما تذكر الحادث يتذكره كانه يراه لاول مره بنفس الالم واثقل
انقتلت روحه منذ ذلك اليوم
استبدل رحيم تلك الفيلا التي حدث بها الحادث بتلك يسكن بها الان وعادت شقيقته البلد مرة اخري
تأتي شقيقتاه فجر وفاتن ايام الدراسه ويعودوا مره اخري بعد الامتحانات وفي ذلك اليوم المشئوم كانت فجر قد انتهت من امتحاناتها منذ عده ايام وعادت الي البلد اما فاتن فانتهت من امتحاناتها في ذلك اليوم الذي اغتصبت في مساؤه
*****************
فاتن... فاتن.... يافااااتن
هتفت بـها امل والدة فاتن بصوت عالي نسبيا لـ افاقتها من شرودها
لـ تنتفض فاتن وتستجيب بفزع: اي يااما
لترد والدتها بـ عتاب : مالك يابنيتي اديلك مدة مش عجباني واصل جوليلي يابتي فيكي اي
لترد فاتن بتخبط: م.. ما.. مالي ياما ماانا زي الفل اهاه
لـ تهتف والدتها بـ عدم تصديق وقلة حيلة: براحتك يابنيتي بس وقت ماهتحبي تتحدتي تعاليلي يابتي وانا هسمعك ماتجلجيش جوليلي اللي تاعبك وانا جمبك يابتي
لتترقرق الدموع في عيناها حبيسه تكتمها حتي لاتقلق والدتها فـ ماذا تريد والدتها ان تسمع تظن ان الامر سهل ومايعكر صفو حياتها بهين ويمكن ان تحكيه لها وتنفث عما بداخلها بـالحديث ولكن هيهات فـ بمجرد سماع ولو جزء بسيط مما بداخلها ستقع امها جثه قتيلة مما ستقوله
زفرت والدتها بعدم ارتياح يقلقها تغير ابنتها وشرودها طوال الوقت انطفئت روحها ولم تعود مثلما كانت مرحة وشعنونة روحها كانت كالاطفال تحب التجمعات والمرح والضحك اكثر من شقيقتها فجر حتي!
وعلي قدر هدوء فجر الا انها اصبحت الان اكثر مرح وطفولة وشعننة عن شقيقتها التي كانت تملأ الجو مرحا نسبة لما هي عليه الان
يعتصر الالم قلب والدة فاتن عليها تبدلت احوالها واصبحت تجلس بغرفتها وحيدة اكثر مما تجلس معهم علي عكس عادتها وشخصيتها تعلم انها تكره الوحدة ولكن ماذا بيدها غير ان تدعوا لها الله ان يصلح حالها ويخفف عنها مابداخلها
لتهتف في فجر في محاولة منها تغيير الاجواء المتوتره تلك: ماتدجي يابتي لـ رحيم نحدته اديلوا مدة ناسينا وها يتحجج بـ الشغل دجيله اهو الدجيجتين اللي هنكلمه فيها ما هيلحقوش يأثروا علي شغله
لتهتف فجر بابتسامة: حاضر ياما
ارتبكت فاتن وزاغت عيناها ففرت هاربه الي غرفتها دون ان يشعر بها احد
التقطت فجر هاتفها تتصل بـ رحيم مبتسمة تنتظر رده بشوق
صدح هاتف رحيم بالرنين فـ التقطه يحدق بالاسم دقائق معدوده فـ زفر بضجر
تنحنح رحيم محاولا استعادة ذاته مرة اخري يهتف بهدوء: سلام عليكم
ليأتيه الرد بفرحة عارمه: وعليكم السلام كيفك ياخوي
ليهتف رحيم مبتسما اثر سماع صوتها الذي اشتاق له: بخير الحمدلله كيفك يافجر
لترد فجر مسرعه وهي تحاول التملص من امها التي تشبثت بالهاتف محاولة اخذه من فجر: الحمدلله ياحبيبي انا اتوحشك جوي مش هتاجي بجا نشوفك ولااي
ما كاد رحيم ان يرد حتي اختطفت "امل"
من فجر الهاتف
تهتف بحنوا وشوق جامح: رحيم كيفك ياولدي اتوحشتك جوي
ليردف رحيم بحنين: بخير يااما انتي كيف احوالك طمنيني عليكي
امل بدموع : بخير ياولدي طول ماانت بخير لتكمل بعتاب: اتوحشتك جوي يارحيم ما نويش تاجي بجا ياولدي نفسي اشوفك اديلك مدة ناسينا ليه ياولدي
ليردف رحيم بتحجج: حجك عليَ ياما بس الشغل كتير المده دي هحاول اخلص واجي بإذن الله
لتردف بنبره تهديد : يمين بالله يارحيم ان ماجيت خلال يومين بالكتير لازعل منك زعل شديد ماهتعرف تراضيني بعده واصل
مـا انتهت من جملتها حتي غلف جملتها طابع الحنان مره اخرى لتردف بترجي: ياولدي ياولدي نفسي اشوفك وبوك تعبان وبدوا يشوفك ماهتطربجش الدنيا في اليومين اللي هتاجيهم تعال ياولدي وطمن جَلبي عليك
تنهد رحيم بقلة حيلة مردفا: حاضر يااما هحاول ارتَب احوالي واجيلك كمان سبوع
لتصرخ برفض: لاه لاه سبوع كَتير ياولدي
ليردف محاولا اقناعها: حجك عليَ يااما بس شغل ضروري لازماً اخلصه وهاجيلك طوالي
لتهتف موافقة علي مضض: طيب ياولدي امري لله
ليردف رحيم بتهرب: طيب يااما هجفل معاكي دلوجت عشان عندي شغل ضروري
لتهتف علي عُجاله طيب ياولدي بس متنساش وهات قاسم معاك يجضيله يومين معانا اهنه اوعي تنسي ياولدي ده بوك اللي موصي تجيبه معاك
فـاردف رحيم بـموافقة: حاضر يااما هبجي اشوف هيجول اي
اغلق رحيم الاتصال وتنهد بـ تعب يعلم مدي لهفة والدته لرؤيته خاصاً انه لاول مره يتأخر عن رؤيتها كل هذه المده
منذ تلك الحادثه وهو لايجرؤ ان يتواجه مع عينان صغيرته وشقيقته فلذه كبده بعد ماحدث معها يعلم انه جبنا منه تركها وحدها
لكن لا يمتلك الشجاعه لرؤيتها مرة اخري بعد ماحدث خاصاً انه لم يلحق بذاك الوغد الذي قتلها وسلبها حقها بـالحياة راه من النافذه وهو يركض ملثما وعندما خرج يركض ورائه ليلحق به استقل هذا التافهه سياره كان يضعها بعيدا بعض الشئ عن المنزل فـا صعد بها وفر هاربا
رأي رحيم ارقام السياره وحفظها كما يحفظ اسمه
وظل يبحث عن تلك السياره طوال تلك المده لينتقم لشقيقته وشرفه وعرضه ولكن لم يجدها حتي الان اقسم رحيم ان يجد ذاك التافهه وينال منه ويسترد حقه وحق شقيقته منه
استفاق رحيم من شروده علي صوت قاسم الذي اخذ يضرب كل كفٍ بالاخر يقترب باتجاه رحيم ياخذ المقعد الامامي للمكتب وهو يردف باستغراب مشاكس: يااخي انا نفسي افهم بتقدر تغير لهجة كلامك وصوتك تماما كده ازاي
ليهتف بـ سخرية: هو انا عشان قعدتلي هنا كام سنه هنسي اصلي ولهجتي الحقيقية
ضحك قاسم يهتف بمزاح: لا طبعا مش قصدي بس اصلي بتخض لما تتكلم صعيدي صرف كده مش متعود يعني
ليهتف رحيم بتساؤل:اي عملت اي مع البنت دي
ليجيب قاسم شارحا ماحدث : عندها فقدان ذاكره مؤقت فترة وهترجع تفتكر كل حاجه ان شاء الله وهحتاج تجبهالي بكره المستشفي اعملها اشاعه علي المخ عشان نتاكد انها بخير ومافيش تلف او اي اضرابات في المخ
هز رحيم راسه بايجاب
ليكمل قاسم بتساؤل:الا صحيح انت مالقتش اي حاجه تثبت شخصيتها
فـهز رحيم راسه باستنكار: مش عارف انا اتلهيت وقتها في انها تفوق ومادورتش وراها هبقي اسال داده رحمه تكون لقت حاجه
ليهتف رحيم ضاحكاً: اه وبمناسبه ماانت مستغرب ازاي بقلب لهجتي صعيدي ياسيدي اهوه جاتلك الفرصه علي طبق من دهب تشوفني وانا صعيدي علي حق الله
ثم اكمل شارحا: ابويا وامي مُصرين اروح علي الاسبوع الجاي ووصوني اجيبك معايا
ماان هم قاسم ليتحدث حتي قطع عليه رحيم حديثه هاتفا: مافيش تبريرات المره دي ده اديلهم فتره ماشوفكش والمره اللي فاتت زعلوا جدا انك ماروحتش معايا
ليومئ قاسم بـموافقه: حاضر هحاول اظبط اموري واجي معاك ان شاء الله
ولكن هبَ قاسم متذكرا "صدفة"
ليهتف بصدمة:يانهار طب والبنت اللي جوا دي هتعمل اي فيها
ليهتف رحيم بهدوء: انا قولت لامي اني هاجي كمان اسبوع علي مااعتقد يكون هي فكت الجبس مش كده؟
ليردف قاسم يهز راسه بايجاب: اه بس.. انا برضو مافهمتش ناوي تعمل اي معاها
ليردف رحيم بلامبالاه : عقبال ماييجي الاسبوع تكون شدت حيلها شويه وهعرض عليها تيجي معايا لو وافقت تمام ماوافقتش هضطر اسيبها مع داده رحمه
ليهتف قاسم بذهول: انت مجنون؟ وهتدخل عليهم في البلد تقولهم مين دي ان شاء الله
ليتجمد قاسم بمحله وتتسع عيناه علي مصرعيها بعدما سمع ماسمع من ذاك المجنون
رحيم بهدوء ولا مبالاه: هقولهم انها خطيبتك
*****************
ده البارت التاني من روايتنا اللي هتبقي كلها تشويق ومفاجأت جايه بعدين
حابة جدا اشوف الفوت و كومنتاتكم الجميله سواء بالمدح او النقد
اعذروني عن اي اخطاء حصلت مني ونبهوني عليها هستني رايكم عشان اقدر اتشجع واستمر
اشوف وشكم بخير في البارت الجاي باذن الله
دمتم سالمين❤✨
أنت تقرأ
العشق المرهون... بقلم yara taha
Mistério / Suspense«رواية العشق المرهون... ذات طابع صعيدي» قام بخطوات بطيئة يتجه نحوها ومد يده ينزع عنها الشريط اللاصق لتتأوه اثر فعلته ولكن لم يهتز له جفن عاد لمقعده كما السابق وعلي نفس وضعيته نظرت إليه بنظرات شرازية وهي تشدق بغضب: إنت مجنون هي حصلت تخطفني انا ه...