ما سيأتي تالياً عبارة مشاركة في المرحلة الثالثة من مسابقة الفنتازيا التي يقيمها فريق النقد التابع لمشروع الربيع العربي الثقافي.
الفصل الأول بقلم @FonceStar
الفصل الثاني بقلم @lalice07
الفصل الأخير (الختامي) بقلمي. وأتمنى أن تكون مشاركتي على مستوى مشابه لما ابتدأته الكاتبتان قبلي من إبداع وتميز ✨-
والآن أُبقيكم مع الفصل. استمتعوا ❤️
-
على سرير أرضي منخفض الارتفاع، واسع بقدر كافٍ لأن يتمدد الصبي آرجين ملتفاً حول جسده الضئيل.
جفناه مغلقان بشكل ينمّ عن السلام، ينعم بنوم هانئ بعد ما عاشه من أهوال عديدة في يوم واحد.
شقيقته تتوسد ذراعيه، غارقة في قميص خفيف يخص مالك المنزل.
تتنفس بوتيرة سريعة، تقبض كفيها الصغيرين بقوة غريبة بالنسبة إلى رضيعة مثلها.
عيناها نصف مغمضتان، تتجه بوجهها نحو السقف المزين برسومات تنبض بالحياة؛ تجعله أشبه بكنيسة مهيبة من عصر غابر.
-
منتصباً على قدميه النحيلتين سار القط نوار عبر الفضاء المظلم، حدقتاه تلمعان في المكان الخالي من أية أضواء أو ما يدل عليها.
بشدة يحتضن إلى صدره قارورة زجاجية مملوءة بسائل أبيض اللون، يتمايل في مشيته سعيداً بما ظفر.
متمسكاً بما يحمله قفز القط يترك الانحناء الضخم يجذبه بقوة رهيبة، رفقة بعض الشظايا السابحة بجواره، قادمة من مواضع بعيدة.
بسخرية رمق الأشياء التي جُذبت معه، والتي تمزّقت عن آخرها تتلاشى في الأفق العظيم.
«هل حسبتم ستعبرون الثقب أيضاً؟ فقط مثلي؟».
بينما يعبر النفق الذي يبدو وكأن لا نهاية له، قال يقهقه بجنون، وهل هو سوى مجنون عابر للأكوان؟.
برهات مضت، وعاد ليشد احتضانه للزجاجة قريباً من صدره المتصلّب بغرور، يخشى عليها من عامل الجذب الجشِع القابع في ذيل المسار.
في لحظة هو كان هنا، في هذا النفق العجيب.
وفي اللحظة التالية كان قد قُذِف بدافعة عظيمة، يطير بغير إرادة منه ولا تخطيط؛ أو حتى وعي، متجاوزاً مسافات شاسعة لا يدركها.
ليجد نفسه أخيراً مرمياً بإهمال، تحاوطه الأشجار من كل اتجاه.
على بعد بسيط منه تموضعت القارورة، حين رآها سمح لرئتيه بالقيام بعملهما أخيراً، يغلق عينيه، يكافئ ذاته ببعض الراحة التي يعلم أنه يستحقها.
أنت تقرأ
Random
Non-FictionBy me: ꪜꪖ᥅᥅ꪗ متنوع التصنيف العمري: +16 قصص وخواطر عشوائية. للتمتع بالعمل بلا اتصال، اتبع روابط التحميل المباشر المرفقة بالفصول. الجميلة مصممة الغلاف @-NAGII