الفصل الخامس (من أنا):...

30 25 0
                                    

(ملك)
فتحت عيناي رغما عني بالمستشفى، بجواري والداي وسلمى. اظن اني بقسم الطوارئ،
سألت: "ماذا حدث لي...؟"
فأجاب أبي:" لقد وقعت على الشاطئ - وانقذك أحد الرجال"
نظرت الى الطبيب الذي حضر لتو ليتحدث، حسام ببسمه :"مرحبا انسه ملك - نحمد الله على سلامتك - انا دكتور حسام"
بدلته نفس الابتسامه التي تحدث بها وكان الفرق اني كنت ابتسم رغما عني. انتهيت من المحاليل الوريدية تلك واخذت أدوية كثيرة…
عند عودتي للمنزل توجهت إلى غرفتي مباشرة وذهبت للنوم دون حتى تبديل ملابسي. لكن عندما استيقظت من النوم وجدت ابي جواري،
سليم:"ماذا بك صغيرتي".
ماذا ابي، انا بخير، انا لا اموت، لا شئ انا فقط معاقبة من ذو قلبٍ قاسي، لقد اقسم النمر علي عقابي، كرر ابي السؤال بحنان، بدأت دموعي في الهطول واحدة تلو الأخرى، هذا فيضان من جديد، بقيت ابكي بحضن أبي فترة ليست بالقصيرة، لينظر إلي منتظر الرد،
ملك:" ابي لقد رفضت اعتراف سيف بحبه لي - حاولت مهاتفته مرات كثيرة دون جدوى "
سليم بتسأل:" هل انتي تحبينه"
أشرت بنعم بحزن شديد، فقد فات الاوان، لقد اكتشفت هذا بعد ذلك رفضي اللعين، ليأتي رد ابي بفرحة
سليم:" وهو خير الزوج "
اشعل ابي شمعة أمل بداخلي المظلم، أبي, سيف مختلف كل الاختلاف عن عامر، لكل واحد منهم نقطه داخل قلبي باختلاف لونها ( ابيض و اسود )،  رحل واغلق المصباح خلفه، لأنام على ضوء تلك شمعة، عاودت للنوم مرة في سلام أخري. استيقظت في الصباح عازمة على إنهاء كل تلك الآلام التي تلاحقني ليلاً نهاراً، طلبت مقابلة حلا حيث أنها عادت أمس من عملها…!
عندما حضرت توجهنا إلى البحر (تذكرت حين كنت آتي الى هذا المكان فأري ذاك المغرور) فابتسمت على حالي قصدت هذا المكان كي انساك، أخبرت حلا كل ما دار بيننا من قيامه بتحليل القضية حتى اختفائه وإغلاق هاتفه، رشحت حاله البحث عنه
اندفعت:" لا ,حلا - مره شهر كامل لا أعرف حتى أين هو - انا قد اضعته للابد - نعم اشعر بالانتماء له لكن لا أشعر أنه زوجي"
حلا لم تفهم تلك الجملة حتى، اني مؤمنه ان نهاية تلك العلاقة ليست سعيدة بالمرة،
ملك :"حلا, انا اريد السفر بشدة تلك المرة - لن استطيع التحمل اكثر من هذا - ابي سيعارض لكن سأحاول معه - وانت اكمل الاوراق…"
أعترضت حلا:" ملك, لا يوجد سفر - ماذا ستفعل بعد السفر - ستقيم قليلا ثم تعودي - السفر هو الهرب وانت لن تهربي"
لقد نفذ صبري، لا احد يريد راحتي، حزنت من حلا كثيراً في تلك اللحظة. لكن هي معها حق، انا اريد الهرب، سأحاول فتح باب السعادة الذي امامي…!!
بقلم كاتبه العصر
* _ * _ ™ _ * _ *
(سيف)
تحولت نظرة حسام الى الألم على صديقه، ما بك حسام هذا هو المعتاد هكذا هو عامر، فرحت للحظة ان السيد عامر الجارحي ليس بأبي، تحررت من القيود التي تعلقني به، (لكن ماذا عنكِ امي) سمعت صوت تفتيت ضلوعي، توقفت رئتي عن التنفس لبضع ثواني؛ حتى كدت اموت، لابد من فهم كل شيء، من انا؟!. لماذا تربيت معكم؟!. لماذا كنت وحيدا طوال حياتي؟!. من هم اهلي؟!. عند تلك اللحظة خرت قوتي. ساعدني حسام على الجلوس، في كل ثانيه تهاجمني مئات من الاسئله عن الماضي، كل هذا في صمت. حسام جواري لا يدري ماذا يفعل…
تحركنا تجاه الخارج،
سيف :"حسام هذا مفتاح منزلي لتبقى - هناك حتى غدا - ساحسم هذا الأمر واتي"
لم ينطق حسام بحرف واحد اخذ المفتاح وتحرك بسيارته نحو العاصمة. جلست في سيارتي اشاهد بعض الصور لي وانا صغير مع امي وابي (اقصد عامر وزوجته)، توجهت لاعلى حيث كانت امي؛ التي أصرت على العودة للمنزل، بعد أن أمر الطبيب بنقلها لغرفة الملاحظه، عدنا إلى المنزل. وكررت امي طلبها
الام :"سيف, سامحني بني"
لا، لست انت، أنت لن تظلميني قط، كنت خير أم، كنت الشيء الوحيد الجميل بهذا البيت المظلم، انت الشئ الوحيد بحياتي. عندما اتى عامر من عمله جلسا معا وكنت في غرفتي؛ اخذت جميع اغراضي؛ فلن اعود هنا مجددا، اخذت نتائج التحاليل وشهادة ميلادي…!!
ذهبت الى حيث ما كان يجلسان، وقفت امام عامر واعطيته الاوراق، لتبدأ امي في البكاء، ويتحول برود عامر إلي غضب
فقال:" الآن علمت لما كنت ضدك علي تلك الكليه اللعينة - كنت اعلم ان هذا اليوم سيأتي عاجلا ام اجلا"
اخبرني انه راني امام منزلهم في ليله 6/ 2/ 1998، اصرت امي على الاحتفاظ بي (حيث انه عقيم)، نفذ لها طلبها واخذني بالصباح وسجلني بإسمه
سيف:"فأصبحت سيف عامر الجارحي"
ذهبت الى امي كي اودعها، وقبلت يديها
وبعدها قلت:"والآن سأعود من حيث ما جئت…؟"
حملت حقيبتي ورحلت حيث العاصمه، توقف عقلي عن التفكير انا اقود بسرعة جنونية، اريد الابتعاد حيث ما استطعت، ارتدي معطف الحزن هذا دائما، ازداد حجم عقلي للضعف تقريبا، كلمه اكثر وسينفجر معلن وفاتي…؟!
في الساعة 7:00 مساء وصلت لمنزلي وجدت حسام نائم بالحديقه، جلست جواره ونظرت للنجوم ورأيت القمر معتماً، حتى انت حزين، غفوت مكاني حتى الصباح..
تضرب أشعة الشمس رأسي لم أستطع فتح عيني من الضوء، راسي يؤلمني بشده، لقد انفجرتْ حقا، قمت بإيقاظ صديقي الذي لم يتأثر بالضوء و الحرارة،
وسألته:" لماذا نمت هنا"
أجاب:" لقد عدت وطالبني دكتور هاني للمستشفى فذهبت وعدت عند غروب الشمس - انت تعلم احب توديع الشمس - جلست لانظر الى الغروب حتى نمت مكاني" انهي كلامة ببسمة لطيفة.
يالا كل هذا الفراغ تجلس لتشاهد الغروب، وانا اخسر كل من حولي!!، دخلنا للمنزل قام حسام باعداد الافطار وانا ذهبت لابدل ملابسي، بدأنا في تناول الطعام، حسام طاهي ماهر حتى اكدت اتقئ من مزاق الطعام،
حسام :"اعتذر من سوء الطعام"
ابتسمت وانا اخبره :"لا عليك -  لم اتناول شيء بهذا السوء من قبل"
صمتنا قليلا حتى
قال:" ماذا ستفعل مع عائلتك…؟"
سيف ببساطة:" لا شيء اخذت كل اغراضي و ساعيش هنا ما بقي من حياتي - وسأذهب  إلي امي من وقت الى آخر"
عدل سؤاله:" كيف ستجد ابويك الحقيقيه…؟!!"
بقلم كاتبه العصر
* _ * _ ™ _ * _ *

(ملك)
استيقظت قبل الشروق، فأنا أحب أن أرى الشروق علي البحر، كانت سلمي مستيقظة أيضاً،
تسألني:"أين تذهبين, ملك"
اجبت وانا لم التفت لها:"سأري الشروق على الشاطئ"
سلمي:"انتظري.. سآتي معكِ"
ألتفت لها:" منذ متى وانتي تحبين مغادرة سريرك"بسخرية
سلمي بحزم:" منذ الآن - اريد التحدث معك - هيا"…؟!
ذهبنا إلى الشاطئ، بدأت الشمس في الشروق ثانيه تلو الأخرى، وأنا حقا مستمتعة بالضوء الاحمر المنعكس على المياه الزرقاء، نسيم الصباح يداعب وجهي وشعري. تحول هذا اللون من الاحمر الى الاصفر، حين ذلك الوقت التفتت لي سلمي،
سلمي:" هل استفدتِ من تلك الدقائق"
اجبت بعفوية:"نعم - هذا المظهر يشعرني بالهدوء والسلام- ينقي قلبي من الاحزان "
لتكمل معترضة:" لا - لا اقصد شعورك - بل اقصد ماذا رأيت في شروق الشمس "
لم افهم ماذا تعني،
سلمي:" أعني أن لابد أن يكون العالم مظلم حتى نرى الضوء الأحمر حتى نشعر بالفرق -هكذا نحن - لابد الحزن حتى نشعر بالفرحة - إذا شعرنا بألم الفراق - سنرى الضوء الأحمر بمعرفة الوصال - وتشرق الشمس معلنة اللقاء لتنير قلوبنا - هل فهمتي شئ ,ملك"
أشرت بنعم، ثم سألت:" وهل يطول الظلام"
سلمي:" كلما طال كلما ازداد جمال شروق الشمس - كلما أحببت اللون الاحمر"
تركتني وغادرت وأنا ناظرة إلي السعادة المحيطة (أي ضوء الشمس الذي يسقط على يداي)، شعرت أنها رسالة تهدف إلى الصبر، سلمي تحبني حقا، نحن لسنا قريبين، لكن نتفهم بعضنا كثيرا، لا اعلم اذا كانت تشعر بما أمرُ به، أم أحدا قد اخبرها، علي اي حال تلك الرسالة عظيمة…؟!
بعد فترة ليست قصيرة قررت العوده الى المنزل، في طريقي وجد دكتور حسام الذي بالمستشفى نائما في حديقة منزل النمر بسلام، لقد فاتك محاضرة الصبر وجرعات السعاده وانت نائم، وجدت جواره شخص آخر، نعم انه نمر قاصي ينام بهدوء، مرحباً بك ايها المتمرد. ذهبت للمنزل سريعا، فانا لست مستعده للمواجهه بعد، حقا يا رجال انتم محظوظون تفعلون ما تشاؤون بالمكان الذي تريدون، اعتقد انها مغامرة بالحديقه، وانا اموت بين جدران غرفتي هناك، ذهبت لمساعدة أمي «علما بأن ما رأته منذ قليل من وحي خيالها»…~
تناولنا الفطور وانا كالفراشة الملونة سعيده كنتيجه من كلام سلمى الخطط المستقبلية التي وضعتها، اخبرني ابي ان لده صديق يريد مساعدتي في ايجاد عائلة صديقه،
سليم:"انت تحبين تلك الاعمال - فأنا منشغل باحدى القضايا ضد عصابة الشياطين" «كما تعرف بالبلد»،
وافقت دون معرفة أي تفاصيل، قال ابي أنهم سيأتون اليوم للتواصل معه،
ذهبت الي العمل وبدأت في مباشرة وظيفتي بتلك السعادة التي اعطاها ابي وسلمي لي، حتى رأيت ذلك المجانين الذين يبيتون بالحديقة جالسين امامي، كنت  مصدومة بعض الشيء، اذا ما رأيته كان حقيقيا وليس في مخيلتي فقط، لكن كيف النمر صديق دكتور حسام، من منهم لا يجد عائلته،
قال دكتور حسام:…
بقلم كاتبه العصر

انتهى الفصل الخامس
كيف سيصل سيف على أهله؟؟!
هل حقا سيقبلون به؟؟!
ماذا ستفعل ملك لترجع سيف؟؟!
ولماذا ذهبوا لها ؟؟!
كل هذا واكثر في أحداث الفصل القادم

وداعا

* _ * _ ™ _ * _ *

صخور باكية 🌺 🌑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن