الفصل الثالث عشر

5.6K 164 2
                                    

لا تلامس منى حباً
الفصل الثالث عشر

عادت إلى منزلها ولم تجد أحد دلفت الغرف تبحث عنهم لكن لا اثر لهم
اطمئنت عندما تذكرت أمجد وهو يطلب من باسم أن يأخذهم للملهى

وضعت هاتفها على الجهاز وبدأت فى إعداد الطعام لهم قبل عودتهم
وبعد الانتهاء سمعت صوت الباب ودخول باسم .
لكنه وحيداً ليس معه أحد من الأولاد، انقبض قلبها خوفاً عليهم وهى تقول بصوت مهزوز
_ اومال فين الولاد؟

قطب باسم حاجبيه مندهشاً من سؤالها ورد قائلاً
_ الاولاد! مش معايا أنا معدتش عليهم افتكرتك اخدتيهم
شعرت حنين بالأرض تميل بها، وشحب وجهها وهى لا تستوعب معنى كلماته، أين اولادها ؟ هل............ ولم تكن تكمل تخيلها
حتى سقطت على الأرض مغشياً عليها
_ حنين
قالها باسم بخوف واسرع إليها ليحملها ويضعها على الأريكه وهو لا يعرف ماذا يحدث،

رمشت بعينيها مرات متتاليه تحاول استيعاب وعيها وفتحت جفنيها بتثاقل تنظر إلى باسم وهى تقول بتعب
_ ولادى ياباسم ولادى اتخطفوا
حاول باسم تهدئتها كى يفهم ما حدث فقال
_ أهدى ياحبيبتى بس وفهمينى ايه اللى حصل
حاولت النهوض لكن الدوار اشتد بها فعادت إلى وضعها وهى تقول
_ عديت عليهم فى الحضانه قالوا إن باباهم جه واخدهم؛ افتكرتها بتتكلم عنك
ارتعشت أوصالها وهى تتابع
_ أرجوك ولادى انا هموت لو ضاعوا منى
انزعج باسم مما سمعه وقال بحده وهو يخرج هاتفه ليتصل عليهم
_ ايه التهريج ده؟ ازاى يسلموا الولاد لاى حد كده
صاح بهم عندما أتاه الرد
_ هو سؤال مفيش غيره ياإما هوديكم فى ستين داهيه
فين الولاد؟
ارتبكت المديريه وهى تجيبه بخوف
_ انا معرفش حاجه بس الداده الجديده هى إللى سلمت الولاد
صاح بها باسم بغضب
_ وإزاى تأمنى على الولاد معها لما هى لسه جديده ومتعرفش أولياء أمرهم
حاولت المديرة تهدئته وقالت
_ أهدى بس ومتقلقش احنا عندنا كاميرات مراقبه وتقدر تيجى ونرجع الكاميرات ونشوف من اللى اخدهم
أغلق باسم الهاتف دون أن يستمع باقى كلماتها وقال لحنين
_ خليكى هنا لحد ما اروح اشوف الكاميرات
قاطعته حنين قائله بلهجه حاده لا تقبل الجدال
_ لأ لازم اروح معاك
أومأ لها بتفاهم لحالتها وساعدها على النهوض والسير وخرجوا من المنزل

********
عند وصولهم أسرعت حنين بالترجل من السيارة والإسراع إلى الروضه وكانت المديره بإنتظارهم
فقالت حنين بغضب
_ فين ولادى؟
ردت المديريه بهدوء
_ أهدى بس يامدام حنين احنا......
قاطعتها حنين قائله بغضب من هدوءها التى تتحدث به وصاحت بها
_ أهدى ازاى؟ بتطلبى منى أهدى وأنا معرفش من اخد ولادى
دلف باسم وحاوط كتفيها يهدءها كى لا تنهار مره اخرى
_ أهدى ياحنين خلينا نعرف فى ايه؟
نظر إلى المديريه وقال بأمر
_ اتفضلى رجعى الكاميرات
أشارت لهم بالولوج إلى مكتبها دالفينا معها بقلب منقبض
قامت المديره بإرجاع الكاميرات حتى وقت وصوله وأشارت لهم عليه قائله
_ هو ده
نظرت الى الشاشه أمامها ليسقط قلبها رعباً مما رأت؛ ماهذا؟
أغمضت عينيها وفتحتها باتساع حتى تتأكد مما ترى
محال، نعم محال أن يكون هو
أنها تتوهم؛ لا أنه كابوس وعليها الاستيقاظ منه
فهى تراه وترى اولادها بين يديه، ابنها أسرع إليه يرتمى لأحضانه قبل صغيرها
نعم هو مستحيل أن تنسى تلك الملامح التى تبدلت لتصبح حاده ماكره
حضوره الطاغى والذى عندما يغضب يرعب من أمامه
توقف قلبها عندما مد يده يأخذ مالك من يد العامله
والماكر الصغير لم يرفضه بل رحب بيديه التي احتوته بحب
أرادت هى مد يدها تمنعه وكأنه مشهد مباشر يحدث أمامها فقالت المديره
_ لما سألنا الداده قالت بأنه قالها والدهم وأمجد أكده ده ، غير كمان الشبه اللى بينوا وبين مالك
وخصوصاً أن أمجد كان فرحان بيه جدا زى ماأنتى شايفه
هزت حنين رأسها وهى تحاول استيعاب ما يحدث أمامها وقالت بدون وعى
_ انا أكيد بحلم، مستحيل اللى بيحصل ده
نظرت إلى باسم وهى تقول برجاء
_ قولى أنه كابوس وأنه مش حقيقى
ارتبكت المديره مما يحدث وقالت بأسف
_ انا مش عارفه اقول ايه، بس لو عايزين نبلغ الشرطه معنديش مانع
لم ترد عليها حنين بل أسرعت بالخروج من الروضه ويسرع باسم خلفها وهو يقول
_ استنى ياحنين رايحه فين؟
ردت حنين بغضب
_ رايحه اجيب ولادى
استلقت السيارة وقامت هى بقيادة السياره بعد أن صعد باسم بجوارها
وظلت طوال الطريق تتوعد له وهى تضغط على مقود السياره بعنف حتى ابيضت مفاصلها
اذاً فقد استطاع الوصول إليها وقام بتلك الحيله البذيئه حتى يجبرها على العوده والانتقام منها
واذا كان هذا ما يريده فهو واهم
فلم تعد تلك المرأه الضعيفه التى استطاع بكل سهوله اللعب بها وإسقاطها فى براثينه
فردت عليه بكل قسوتها
وأثبت له ولنفسها أنها هى الاقوى ولولا قلبها الذى رق له لأجل ابنه لكان الان فى عداد الاموات
وظلت تنهر نفسها على ذلك
ليتها لم تفعل، ليتها تركته حتى زهقت روحه وتخلصت منه

لا تلتمس منى حباً  ( صعيدي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن