واحد وعشرون

5.6K 160 5
                                    

لا تلتمس منى حباً
الفصل الواحد العشرون

لم تكون الحياة يوماً عند حسن ظننا، دائماً ما تتحكم بينا ونسير نهج مخططاتها
تتلاعب رياحها باشرعتنا إما أن تنقلب بنا السفينه
او ترسوا بينا على شاطئ الأمان
تلاعبت رياحها بسفن ابطالنا فما يكون مصيرهم.

ظلت تتقلب طوال الليل تنظر إلى الأريكة الفارغه، تعاتب نفسها على فعلتها، لكن ماذا ينتظر منها بعد أن سمح لتلك البغيضه بالتقرب منه بهذا الشكل.
هو حقاً لم يبادلها وكان الضيق من تصرفاتها ظاهراً عليه رغم تظاهره بالتجاوب
لكنه أراد إشعال فتيل غيرتها فليتحمل نيرانها إذاً.
حاولت النوم لكن قلبها لم يتركها تنعم به
وشعرت بحنين جارف للذهاب إليه وإعادته إلى الغرفه ، لكن كلما تذكرت تلك الفتاه كلما زاد عنادها أكثر .
ربى ما هذا الشعور الذى تكاد تختنق بنيرانه، هل حقاً كما أخبرها نيران غيره؟
اندهشت من تحولات علاقتهم من كره إلى حب، من رفض إلى ترحاب ، وتنقلب الموازين ثم تعود إلى بدايتها
ويكون بعدها النصر حليفاً لذلك العشق الذى اضاء قلوبهم،
ظنت يوماً أنها لم تعشقه هو بل تعشق عشقه لها حتى اكتشفت بعد ذلك الحادث أنها له عاشقه حتى النخاع
وعندما علمت بالحقيقة لم تطق صبراً واسرعت إليه تطلب منه العفو
قاسم ذلك الذى ينظر واحده هز جدران قلبها حتى أصبح مثل دميه بين يدى عشقه يحركه كيفما يشاء
وضعت يدها على ثغرها تتحسس اثر قبلته وكيف كانت هادئه ناعمه، وذراعيه الذان احتوتها بحب جعلتها تستكين راضيه بينهما
نهرت نفسها على ذلك التفكير وأجبرت نفسها على النوم لكنها تذكرت أمراً هاماً جعلها تنتفض من الفراش
ياسمين
أسرعت بالخروج من الغرفه كى تطلب منه العودة إلى غرفتهم؛ وفور اقترابها من مكتبه صدق حسها و تفاجأت بياسمين تتجه ناحية الباب وهى تحمل كوبين من القهوة  وعند رؤيتها قالت ببراءة زائفه
_ حنين، انتى صحيتى!
زفرت حنين بضيق وقالت
_ لأ بمشى وانا نايمه
ابتسمت بكيد وقالت
_ أصل قاسم طلب منى اعمله قهوة ونعقد مع بعض شويه
أخفت حنين نيران الغيرة بداخلها وأخذت منها الاكواب وهى تقول
_ طيب روحى نامى انتى وانا هدخله القهوة
وقبل أن تعترض دلفت الغرفة وأغلقت الباب خلفها وهى تقول بغيظ
_ فعلاً الرجاله ملهمش آمان 
نظرت إليه فوجدته نائماً على الأريكة فقامت بوضع القهوة على الطاولة واقتربت منه قائله بغيظ
_ قاسم قوم
فتح قاسم عينيه بصعوبه فاندهش عندما وجدها أمامه فقال بصوت ناعس
_ حنين ! خير فى حاچه؟
زمت شفتيها بغيظ وقالت
_ اه فيه إن معلكش آمان، يالا أُدامى على فوق
اعتدل قاسم وهو يقول بعدم فهم
_ فى أية بس؟
تفاجئ بالقهوة موضوعه على الطاولة فنظر إليها بمكر وهو يقول
_ شكلك معرفتيش تنامى من غيرى وجايه تعتزرى
ضغطت على أسنانها بغضب من تظاهره بالبراءة وقالت وهى تجذبه من ذراعه
_ بالظبط كده يالا بقى
اندهش قاسم من تصرفاتها وقال
_ طيب هشرب القهوة
إزاحته حنين أمامها وهى تقول بحزم
_ مفيش قهوة يالا أُدامى
_ طيب فهمينى بس.....
_ هتفهم فوق يالا بقى
خروجوا من المكتب ليجدوا ياسمين تنظر إليهم بغيره واضحه جعلت حنين تنظر إليها بتشفى وقالت بكيد
_ تصبحى على خير يا ياسمين
لم تستطيع ياسمين الرد عليها واكتفت بإيماءه من رأسها وقاسم مستمتع بما رآه وعلمه
وفور أن دلفوا الغرفه اغلقتها خلفها بحده وتقدمت منه وقد كشرت عن أنيابها مما جعله يتراجع بدرامية وهو يقول
_ أية حنين مالك انتى هتتحولى ولا إية!
اقتربت منه بوعيد وهى تقول
_ بقى عايز تشرب قهوة الساعة اتنين ودينى لشربك المر النهارده
تقدم منها قاسم بخبث وقد وصل لمراده أخيراً ، وقد راقته شراستها التى أظهرت مدى عشقها له
جذبها إليه بقوة رغم تمنعها وقال
_ وانتى أيه اللى مضايقك فى حاچه زى دى؟
ارتبكت حنين من قربه المهلك وحاولت التحدث بثبات
_ أ...وانا... يهمنى فى ايه ... أنا بس اتصايقت لما خليت ياسمين هى اللى تعملها....مش اكتر
عقد حاجبيه بعدم فهم، لكنه لا يود الانشغال بشئ سواها وقال بمكر
_ مش انتى زعلتى وطردتينى من الاوضه يبقى اشوف حد تانى يعمل القهوة
قربها منه اكتر ويداه تتسلل حولها بحب ويميل عليها بينما يهمس بجوار أذنها قائلاً
_ ولا انتى ايه رأيك؟
تابع بخبث عندما شعر بارتجافها وتسرع أنفاسها فطبع قبله رقيقة على خدها
_ هاا قولتى أية
ردت حنين بتيهه
_ فى أية؟
اتسعت ابتسامته عندما لاحظ استسلامها له الذى يشعل نيران قلبه فقرب وجهه منها اكثر ليمتزج أنفاسهم ويهمس لها
_ بحبك وخلاص مبجتش جادر اتحمل
أنهى كلمته الأخيرة وهو يدنوا منها ليقبلها بحب وشوف وهى مستسلمه له بل مرحبه بمشاعرها التى ولدت منذ أن عشقته وارتوت من رحيق قلبه الذى ينبض بشده أسفل يديها وهي تستكين راضيه على صدره
ابتعد عنها مرغماً كى ينظر إلى عينيها التى انصهرت اثر مشاعرها تجاهه
وقال بهمس
_ حنين انا بحبك ومش عايز افرض حاجه عليكى، أو تكون بالنسبالك مجرد تراضى، اللحظه دى انا حلمت بيها كتير مستنيها من زمان، لانك بالنسبالي مش مجرد واحده عرفتها وحبيتها لأ انتى اكبر من كده بكتير
كانت لعينيه نظرة رجاء بألا تخذله وتكسر قلبه الذى يهيم بها عشقاً واردف
_ انتى كل حياتى ياحنين ورايد اكمل باجى  حياتى معاكى واسمع منك الكلمه اللى نفسى اسمعها من زمان، جولتى ايه؟
كيف يطلب منها ذلك وهو نبض قلبها
هو العشق الذى احيا قلبها الذى انفطر من قسوة الحياة
رفعت يدها لتطوق وجهه بيدها ناظرة إلى عينيه التى أصبحت عشقها وامانها وقالت بحب
_ بس انا قولتلك الكلمة دى كتير آوى وانت اللى مسمعتهاش
رفع حاجبيه بدهشه متسائلاً
_ امتى؟ انتى عمرك ماقولتيها.
هزت راسها بالنفي وقالت وهى تضع رأسها على صدره العريض
_ لأ قولتها كتييير، قولتها بقلبى بنظراتى بتصرفاتى اللى كنت بهاجمك بيها
كل حاجه كانت بتثبتلك أنى بحبك بس انت اللى كنت رافض تصدق
هز رأسه بحيره وقال
_ كنت خايف اصدق وافوق على جرح تانى منك، أو اكون بالنسبالك مجرد زوج حسيتى معاه بالأمان، ولما سيبتينى وهربتى اتأكدت أن مشاعرك نحيتى كانت
وضعت حنين يدها على فمه تمنعه من مواصلة حديثه وقالت
_ انت ليه مش مقدر الحاله اللى كنت فيها؟ فجأه اكتشف أن الإنسان  اللى اتجوزته و حبيته هو اللى قتل جوزى وأبو ابنى
_ لا قدرت وسامحت بمجرد ما عينى شافتك نسيت كل حاچه ، انتى الوحيده اللى بحس نفسى ضعيف ادامها

لا تلتمس منى حباً  ( صعيدي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن