لا تلتمس منى حباً
الفصل الحادى عشراستيقظت حنين من نومها على طرق الباب ودلوف صباح التى تخبرها بعودة قاسم من عمله فنظرت فى ساعاتها فوجدتها قد تعدت السادسه مساءاً فنهضت مسرعه وهى تقول
_ ياااه انا ازاى نمت كل ده، وإزاى متصحنيش ؟
ردت صباح
_ جاسم بيه اللى جالى متصحيهاش وحتى خد سي امچد ومالك معاه الأرض ولسه واصلين دلوجت
اومأت برأسها وقالت وهى تدلف المرحاض
_ طيب هغير وانزل اجهز معاكى الأكلنزلت حنين فوجدت قاسم جالساً في الحديقة يراقب الأطفال وهم يمرحون أمامه والتعب واضحاً على ملامحه فلم يذق طعم النوم منذ يومين
لا تعرف لما ساقتها قدماها إليه وكأن هناك شىء بداخلها يجبرها على ذلك حتى وقفت أمامه تنظر إليه بإحراج وقالت
_ أنا....أنا أسفه
رفع قاسم حاجبيه بدهشه متسائلاً عن سبب ذلك فجلست على الأريكة بجواره وقالت
_ أنا عرفت الحقيقة
انقبض قلبه بشده داخل صدره وازدراء ريقه بصعوبه والظنون تتلاعب به لا يعرف مقصدها فتسائل قائلاً
_ على أيه مش فاهم.
جلست بجواره وذلك الشئ بداخلها يدفعها للأعتذار له وقالت
_ أنك يعنى ...... مقتلتش الراجل ده،اقصد يعنى على اتهامى ليك
تنفس قاسم بأريحية وأخرج تنهيده عميقه من صدره وعاد بظهره للوراء وهو يقول
_ وعرفتى منين ؟
حمحمت بإحراج وقالت
_ رغده صحبتى هى اللى اتصلت عليا وحكتلى
رفعت عينيها إليه فتقابلت نظراتهم لأول مرة بدون لوم أو عتاب
نظرات تحمل امتنان وشعور أخر يحمل بداخله مشاعر متضاربة تخشى الاعتراف بها
أما هو فقد الجمته كلماتها حتى كادت أن تدمى قلبه الذى يتوقى شوقاً إليها
كانت لملامحها التى صنعت بإتقان مفعول السحر على ذلك القلب الذى لم يذق الحب يوماً ، فيجد نفسه بين ليله وضحاها عاشقاً متيماً بحب تلك الحورية التى اقتحمت حياته الفارغه لتملأها عشقاً
أراد أن يجذبها لأحضانه والارتواء من شهد رحيقها ويضرب بتعقله عرض الحائط
لكنه منع نفسه عن ذلك ، لا يريد أن يفرض مشاعره عليها ، يريد أن يكون ذلك بالتراضي حتى لا يضيع مذاقها الذى يحلم به.
أراد فى تلك اللحظه الاعتراف بما يجول فى خلده وان يطلب منها ما يود فعله ، لكن قاطعهم صوت صباح التى تخبرهم بتحضير الطعام
فحمحمت حنين بإحراج ونهضت مسرعه من أمامه وأخذت الطفلين وعادت للداخل
تريد أن تهرب من مشاعرها الوليده كما هربت من أمامه الان قبل أن تفضحها عينيهامرت الايام
أخذت فيها حنين تعتاد على مدحه فى كل شىء تفعله، مما جعلها تزداد تعلقاً به بدأت حياتها تأخذ نمط اخر بعيداً عن الحياة التى قاستها سواء مع سالم أو بعد وفاته
حياة بعيده عن الشك وبعيده عن الاتهامات الغير مفهومه
لا تنكر محبته الشديده لها لكنه أيضاً كان يدمرها بغباء ، يتهمها بأنها لا تحبه كما يحبها رغم أنها تخلت عن كل شىء لأجله
يتهمها بأنها لا ترضى بفقره ، رغم أنها لم تشعره يوماً بذلك
تذكرت عندما أخبرته برغبتها للعمل ، صاح بها واتهمها بأنها ملت من حياته وتريد الهرب منها بالعمل
ضاق بها ذرعاً وأصبحت لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ، لكن ماذا تفعل والى اين تذهب فليس لها أحد غيره ، فقد نبذها أهلها وليس لها أحد تذهب إليه، دمر كل شىء بينهم باتهاماته الغير مبررة غاب يومين وجاءها بعدها خبر وفاته
شعرت وقتها بانهيار حياتها وأنها أصبحت وحيده بطفل ولا مأوى لهم سوى تلك الشقه المتهالكه
ومستقبل غامض لا تعرف ما يخبأ لها القدر
حتى ظهر هو فى حياتها
كل شىء معه مختلف ، نظراته التى تحمل عشقاً لم يستطيع اخفاءه
عينيه التى تبحث عنها فور عودته ، كلماته التى لا تجعلها قادرة على المكوث أمامه وتاحجج بلاشيء كى تختفى من أمامه
استوطن العشق قلبها وأصبحت لا تستطيع مفارقته ، حتى يوم ذهب إلى القاهره وغاب يومين وكأنه بفعلته تلك يختبر مدى تعلقها به وشعرت بحنين جارف إليه لم تستطيع تحمل بعده أكثر من ذلك
وأخذت هاتفه لتتصل عليه وتطلب منه العودة
لكنها تراجعت بخجل لن تستطيع فعلها
ظلت تتلاعب بالهاتف بين يديها تاره تنوى الاتصال به وتاره اخرى ترفض
ألقت الهاتف على الفراش وقد شعرت بالضيق من عنادها ليس هناك ما يمنع الاتصال والاطمئنان عليه فهو زوجها وله حق عليها .
حق؟
تسألت
هل حقاً له حق عليها؟
نفت مسرعه فزواجهم صورى فقط وهو يعلم ذلك جيداً ؛ لكنه أيضاً طلب منها إتمام زواجهم
نعم لا تنكر انها تراها بعينيه لكنها ترى صعبه فى الأمر.
وماذا أن أعاد طلبه مره اخرى ، ماذا سيكون ردها عليه ؟
هل توافق وتبدأ حياة جديدة معه كما أخبرتها ام سالم ؟
ام ترفض وتظل معلقه وتظلمه معها .