لا تلتمس منى حباً
الفصل الرابع عشروقف ينظر إليها وقد اختفت نظراته الهائمه وتحل محلها نظرة يملأها الغضب
عندما تذكر خطفها لابنه وهروبها به قبل أن تسمع اعترافه
جعل تنفسه يسرع حتى كاد أن يخرج حمماً من شدة غضبه وسخطه عليها فيقول بصوت حاد
_ هنفضل إكده كتير
نظرت إليه حنين بعيون عاتبه ثم وضعت مالك فى فراشه ونثرت الغطاء عليه ووقفت أمامه لتقول
_ عايزه اشوف باسم الاول واتكلم معاه عشان اقنعه
أومأ برأسه وأشار لها بالتقدم حتى وصلوا إلى مخزن قريب من منزله
وأشار لها بالدخول فتجد أخيها مقيد فى المقعد وهو يحاول التخلص منه، وعندما رآها قال بلهفه
_ حنين فكينى بسرعة خلينا نهرب من هنا
اقتربت منه حنين والعبرات تذرف بغزارة من عينيها وقالت
_ باسم امشى انت وسيبنى
عقد باسم حاجبيه مندهشاً من قولها
_ انتى بتقولى ايه؟ يعنى ايه امشى واسيبك مع واحد زى ده
أغمضت عينيها التى احمرت من شدة البكاء وقالت برجاء
_ باسم أرجوك اسمعنى كويس ونفذ اللى هقولك عليه
انا لازم افضل هنا واهاوده لحد ما ييجى معاد السفر
وبعدها هاخد الولاد واهرب بيهم بأى طريقه ونسافر معاك مفيش حل تانى غير كده
زجرها باسم قائلاً
_ انتى اتجننتى ، أنا مستحيل اسيبك معاه
ردت حنين بقلة حيله
_ للأسف مفيش حل تانى
رد بإصرار
_ فى إننا نبلغ الشرطه
_ مفيش دليل واحد نقدمه، ولو لقينا التار هينعاد من تانى ويطول ابنى
لازم غصب عنى اسكت واتحمل لحد معاد السفر
واطمن أن أعرف ادافع عن نفسى كويس اوى
رد باسم بغضب
_ دا انسان همجى وممكن لو عرف يعمل فيكى حاجه
_ لأ متخفش عليا
المهم انت لازم تخلص الورق باسرع وقت_ طيب ومالك هيسافر معانا ازاى؟
تذكرت حنين أمره وأنها لن تستطيع السفر به لكن ستعمل جاهدة على أن تأخذه بأى طريقه ممكنه ولن تتركه بين يديهم
_ لازم يسافر معانا بأى طريقه مقدرش اسيبه معاهم
قامت بفك قيوده وهى تحاول الثبات أمامه حتى يتركها ويغادر..******
وقفت أمام المنزل تنظر الى اخيها وهو يغادر رغماً عنه وينظر لها فى مرآة السياره حتى اختفت تماما، فأقسم أن يعود إليها وينقذها من براثينه.نظرت إلى قاسم الذى وقف ينظر إلى المشهد باستهزاء واضح لها
فقامت بتركه ودلفت إلى المنزل لا تقوى على الجدال ولا التحدث معه
فصعدت إلى غرفة الاطفال وهى تشعر بارهاق شديد جعلها ترتمى على الفراش بجوار مالك
تدعوا من داخلها أن يكون ما هى به الآن ليس سوى كابوس مزعج وسينتهى بمجرد استيقاظها صباحاً
وقبل ان تغمض عينيها وجدت من يقتحم الغرفه والشرار يتطاير من عينيه وأشار لها بالمجيء خلفه
مما جعلها تنهد بصبر نافذ واطاعته حتى لا يشعر الاولاد بشئ
فوجدته دالفاً غرفتها القديمه التى كانت تقطنها من قبل
وقالت
_ نعم
تقدم منها وعيناه تقدح شرراً وقال بصوت حاول جعله هادئاً
_ أولاً أنا جولتلك جبل سابج أن وجودك بعد أكده هيكون فى فرشتى
ثانياً تبعدى شوى عن العيال وتعوديهم أنهم يناموا لوحدهم عشان لما تهربى من غيرهم يكونوا متعودين على غيابك وميأثرش عليهم
جذبها بغضب من ذراعها وأكمل
_ أما ثالثاً اللى بيلعب من ورا ضهرى بيكون عقابه شديد جوى وانتى بتلعبى فياريت متكمليش لعبك عشان ميطلكيش غضبى ، وانا غضبى واعر جوى
رمشت بعينيها مرات متتاليه وهى مصدومه من حديثه
إذاً فقد سمعها وهى تتحدث مع أخيها
انتفضت فى وقفتها عندما قال بصوت جهورى
_ لساتك مصره تهربى بولدى وتحرمينى منيه ؟ ليه يابنت الناس، ليه بتزودى عقابى ليكى؟
تلعثمت حنين قائله
_ أنا .... أنا
صرخ بها بصوت هادر وهو يجذبها من ذراعها يقربها من صدره
_ اخرسى متتكلميش مش عايز اسمع صوتك واحمدى ربنا انى سايبك عايشه لحد دلوجت ، ابنك بس هو اللى شفعلك عندى لولاه كنت خلصت عليكى
هزت حنين رأسها بحيرة من تناقد كلماته
كيف يخبرها بأنه تركها لأجل ولدها وهو من قتل والده
_ ولما انت سيبتنى عشان خاطر أمجد
ليه عملت كده فى أبوه؟
ليه مقولتش دا ليه طفل محتاج لوجوده