الثامن عشر

5.7K 170 26
                                    

لا تلتمس منى حباً
الفصل الثامن عشر
_________________
القلوب إذا دخلها الشك أصبحت صلبه كالفولاذ لا تهتز ولا تلين الا بالنيران
إما بنيران الشوق ، أو نيران الحقد .

تلاعب الشك بداخله ظناً منه أنها ملت من عيشته وفقره الذى يتعبه هو أكثر منها فقال بحده
_ زهقتى؟!
نظرت إليه حنين بعيون راضيه وابتسامه واسعه وقالت بصدق
_ لأ طبعاً بالعكس أنا من زمان وانا نفسى اكون ست بيت
وشقه صغيره كده على أدى وأعيش فيها مع الإنسان اللى بحبه، وخلاص حلمى اتحقق.
نظر إليها مطولاً يستشف صدق كلامها ثم قال
_ بس انا  حاسس انك مش راضيه على العيشه دى وانك بتقولى كده عشان مزعلش
اخرجت حنين تنهيدة يأس منه لعدم تصديقه لها ، وعندما رأى ذلك هز رأسه قائلاً
_ ايه كلامى بين الحقيقه جواكى؟
اشاحت بوجهها بعيدا عنه فقد يأست من الجدال معه فى هذا الأمر
دائماً يتهمها أنها غير راضيه عن عيشتها معه
يأخذ كل كلمة تخرج من فمها بمعنى آخر
لكنها تقنع نفسها بأنه يفعل ذلك لشعوره بالتقصير ناحيتها
فعادت تنظر إليه وهى تضع يدها على وجهه تحسه على النظر إليها وقالت بحب
_ سالم انت ليه مصر تحسسنى انى مش راضيه عن عيشتنا مع بعض مع انها اختيارى
واتمسكت بيها وهفضل متمسكه بيها مهما حصل، سالم انا سيبت اهلى واكتفيت بيك بلاش تقوى الشك جواك وخلينا نعيش حياتنا
نظر إلي عينيها يبحث عن الصدق داخلها وقال
_ يعنى انتى هتقدرى تتحملى العيشه دى مش هييجى عليكى وقت وتسيبينى
نفت قائله
_ مستحيل
ظهرت ابتسامه على محياه وتناول يدها التى تضعها على وجهه وهو يقول
_ على فكره انا بإيدى اعيشك فى مستوى أعلى من كده بكتير بس مستنى لما ييجى الوقت المناسب
اندهشت حنين من حديثه كيف ذلك وهو حتى لا يملك سيارة الأجرة التى يعمل  عليها، أرادت أن تسأله لكنها رفضت فتح الموضوع معه كى لا تعرض نفسها لشجار اخر فقالت
_ قولتلك مش فارقه معايا وبعدين أنا عايزه اعيش من فلوس حلال و........
قاطعها سالم بغضب
_ تقصدى أيه ؟
قلبت عينيها بملل مازال كما هو ولن يتغير يأخذ كل كلمه بمعنى آخر ، فقالت بضجر
_ مقصدش حاجه ياسالم
صاح بها بحده
_ لأ تقصدى ، وعشان تكونى عارفه الفلوس دى فلوسى وحقى وان شاء الله هستردها كلها وبزياده كمان
اندهشت حنين من تلك الثقه التى يتحدث بها ونظراته التى تحمل غضب جحيمى وكأنه يود الانتقام من شخصٍ ما ، فسألته بحيرة
_ والفلوس دى جاتلك منين ؟
ازداد غضبه من مغزى كلامها فما تعرفه عنه أنه لقيط من أحد الملاجئ فكيف له أن يتحدث بثقه ليس لها قاعده تبنى عليها فقال بحده
_ طبيعى تسألى السؤال ده م أنا بالنسبالك لقيط فى ملجئ هتجيله فلوس منين ؟
أغمضت عينيها وهى تحاول قد المستطاع تهدئت أعصابها فقالت بهدوء يتنافى تماماً عما بداخلها من ضجر
_ سالم أرجوك أنا تعبانه ومش عايزه خناق
نهضت من جواره واردفت
_ انا هقوم انام أحسن
جذبها سالم من ذراعها ليعيدها مكانها وقال بغضب
_ لما أكون بكلمك متسبنيش وتمشى
جذبت ذراعها من يده بحده وقالت بسأم
_ سالم ارحمنى بقى انا خلاص مبقتش قادره اتحمل عصبيتك دى، كل كلمه بقولها بتفسرها على مزاجك وان الشك ده استمر جواك مش هنكمل مع بعض.

لا تلتمس منى حباً  ( صعيدي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن