الفصل السابع

1.4K 139 2
                                    

"انفجار قنينة الموت"
"7"

"هنا ارتجت جميع الأوصال الصادقة، لتردد أنا والموت بحاجة للحياة!"
_________________

شعرت بأن كل خلية في جسدها تنتفض جسدها أصبح ورقة خريف تهافت الرياح على ابتلعها، الدماء أغرقت جسدها بالكامل، ليهوي جسدها وخلفه جسد فوقية التي كانت عينيها غائرة تتطالعها بنظرات حانية مودعة.

استفاقت يارا من لحظات صدمتها سريعًا وهي تري الطلقة تستقر في منتصف صدر فوقية، لتجدها تحاول الحديث بصعوبة وهي تردد بتقطع:

_ يمكن.. أنا.. مش.. احسن.. حد.. بس.. أنا حبيتك.. زي.. بنتي.. خليكِ.. قوية.. دايم..

بترت الكلمات من على شفتاها وهي تشهق وتجاهد لتنفس، لم تكن يارا استمعت لأي شئ من حولها لا صرخات والدتها التي مزقت اجواء وايقظت الموتى.

نظرت نحو فوقية لتجدها تجاهد لإبقاء جفونها منفتحة، لكن انسدل الستار ليعلن النهاية!

نظرت يارا لها لتجد شقيقتها تهم بعمل إسعافات الأولية هي تبكي بينما تضغط بكامل قوتها لكتم الجرح حتي وصول عربة الإسعاف.

هزت يارا رأسها في عنف وتنمر وهي تقترب من فوقية لتصرخ، لكن شعرت بتلك القبضة القوية التي احكمت على كتفها، لم تستجيب لصاحبها كانت تهز رأسها في رفض حاولت التملص منه.

فشلت محاولاتها، لتبدأ بالصراخ وهي تحاول إبعاده عنها لتردد بشهقات متتالية ورائحة الموت حولها تغلغت جميع أوصالها:

_ فــــوقــيــة لا لا قومي يلا بلاش هزار بايخ بقا، خلاص والله هصرف نظر عن حوار رقص ده، قومي والله معنتش هزعل ماما تاني قومي عشان خاطري لاء

كانت تهز رأسها بعنف بينما دموع تنساب علي وجنتها دون توقف، وهي تهز رأسها برفض تأبي رؤية الحقائق لتجدهم يأخذوها امام عينيها جثة هامدة، وهنا زاد إحكام يزيد قبضته ليري جميع يركضون خلفها، وهو يحاول امساك يارا ودفعها للأمام.

ولكن بقي جسد يارا متيبس موضعه، حرر يزيد قبضته؛ ليقف أمامها، وهو يحمل وجهها بين كفيه بحنان، ويطالع عينيها المنفجرة في البكاء ليتساقط الدمع منه دون أن يشعر، ردد بنبرة مختنقة قائلًا:

_ يارا عشان خاطري، هتبقي كويسة، اجمدي كدا عشان خاطري.

نفضت يارا يديه عنها بعنف، وهي تهز رأسها في رفض، بينما تمسك عنقها تشعر بإختناق لتهذي بكلمات اصابت يزيد بهلع:

_ فوقية ماتت يارا مش تعيش، فوقية ماتت يارا مش تعيش.

نظر حوله، ولم يجد احد الجميع انشغل بفوقية وذهبوا خلفها، حاول اقتراب منها مجددًا لتصرخ في وجهه، قائلة بأعين غائرة وكأنها غادرت عالمه:

_ اوعا تقرب مني أنا.. أنا

صمتت لتنفجر في بكاء مرير، لم تعد قدمها تقوي على حملها، وهي ترى يديها الملطخة بذلك السائل الأحمر المنسكب من قنينة الموت.

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن