الفصل العاشر

1.2K 136 0
                                    

"بصحبة لالالي"
"10"

"لم أكن أعلم بأن وجهك ثاني شئ ابغضه بعد وجه مديري!"
__________________

صوت رذاذ ذلك السائل الذي طغي الأجواء محيطًا بيهم كسحابة من الكوابيس، ضغط تأثير جاذبيته جيوب أنفوهم لتستفز رئتيها لإستنشاق اكبر قدر ممكن منه.

ليسقطون في دوامة جديد بين الدهاليز الواقع والحلم وتنخلط عليهم يد الحقيقة ما أن يتلامسها حتي تتسرب من بين ايديهم كالماء!

مرت عقارب ساعة دون توقف وسار الزمن كمسير السيارة دون أن تلتفت إلي انهاك نفوس حامليها.

توقفت واخيرًا عجلاتها عن دوران أمام ذلك المبني الذي حمل من زمن بقاياه حتي وشك على أن تصافح قمته الأرض القاسية كعلامات الزمن.

حملوهم نحو الداخل، وقاموا بإجراءات المعتادة ربطوا ذلك الزائر غير مرحب بيه، وتركوا الديسم الحمقاء حره؛ لأنهم على ديارة تامة بأنها لن تتحرك من مكانها دون ان تعلم سبب مجيئاها.

ليحملوا ذلك الكيس الضخم عدد من رجال لا بأس بيه، ليضعونه برفق ورقة بالغة وكأنه قطعة أثرية بالغة النُدرة.

بدأت يتفتت الوهم على صرخة الحقيقة ألف قطعة ما أن داعبت أنفها تلك الرائحة التي اشتاقت لها ولصاحبها.

فتحت جفونها بتثاقل لتجد ذلك الثور الذي يجاهد لتحرير نفسه دون توقف، طالعته بصدمة اغرقت الواقع برماد الأحلام، لتفرك عينيها بقوة وهي تشهق، لكن لفت نظرها ذلك الكفن أو ذلك الكيس الضخم، لتجد الثور يردد بتذمر كعادته:

_ الله يخربيتك يا يارا الكلب، علي يوم إلي فكرت اشتغل فيه معاكِ، أنا كل احلامي تتمثل أني ابقي ريتش مان زي ويجز كدا..

طالعته بسخرية لتردد:

_ طب اضحك على خيبتك وأنتَ ساكت

اقتربت نحو ذلك الكيس الذي يصدر منه آهات مختنقة، وكأن أحدهم يتشبث بأخر رابط يجمعه بالحياة.

اقتربت بشجاعة لا تُحسد عليها، وهي تستمع لأعتراضات تامر خلفها أن لا تقترب من ذلك الكيس تحت تعليل سخيف أنه يحوي جني أو ما شابه.

رددت يار بحنق وهي تفتح الكيس:

_ عفريت أما يبلعك واخلص منك

فتحت ذلك الكبس بحنق، لتتمد على الأرض بفزع من هول ما رأت، لتستمع لتامر وهو يردد بهلع حتي وشك على سقوط بكراسيه المتلصق بيه كالذنب:

_ عفريت لا لا انصرف انصرف

تنفست يارا الصعداء وهي تري ذلك المارد يقف وينفض عنه ذلك الغبار، بينما يسلع وكأنه سيبصق روحه، طالعت يارا تامر بسخرية وهي تبصق بحنق منه ومن حماقته، لتعود بنظرها لذلك العفريت وهي تردد ببلاهة:

_ اما عفريت نكته بصحيح، ده شبه يزيد، يلا ربنا ياخده وياخدني معاها..

كان يطالعها المارد -كما اطلقوا عليه- بصدمة الجمت لسانه وهو لا يتوقع أن اول وجه سيقابله عند عودته هو وجهها! وهنا في ذلك المكان المهترئ التي انحدر من فقدان الصلاحية إلي تسمم.

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن