الفصل ما قبل الأخير

1.3K 117 5
                                    

‏"لا يحِلُّ لأحدٍ أن يقنط من رحمة اللَّهِ ولو عظمت ذنوبه."

-ابن تيمية.

حولقوا بنية الصلاح لِي وَلكم يا لُطفاء.
________________

"نهاية الدرب"
"11"

"إلي كل حكايات، أنا لا أرغب سوي بكلمات الروح، وأحرف العين، وسكون الثغر، وضم الجسد، وكسر الفراق"
________________

حزمت الشمس حقائب الضوء وحملتها؛ ليزحف خلفها القمر بخجل ينشر ضوءه الخافت، لتستكين الحركة، وتهدأ الريح، وتنام النجوم ليلتها دون الظهور.

انفجرت عينيها لتبرز قطعة الساكنة من طرف الليل يحيطها الظلام من كل جهة وصوب، شعرت بجيوش الدموع يزحفوا ما أن هاجمت الذكريات رأسها.

حاولت النهوض، ولكنها شعرت بألم شديد في جسدها، لتتراجع عن الفكرة، أنفجرت في البكاء وعندها هرع يزيد نحوها وهو يقتحم الغرفة يطالعها بصدمة لبكائها الحاد بهذا الشكل.

اقترب منها وهو ينزع الوسادة التي تضعها على وجهها، ليطالع وجهها التي تخالط مع بقايا المستحضرات التجميلية حتي اصبحت مروعة الشكل، حاول عدم الضحك حتي لا يصيبها بالحزن.

اقترب منها وهو يردد بحنان بينما يرتب خصلات شعرها المبعثرة:

_ مالك يا ديسمي؟

نظرت له وهي تمسك يديه وتردد بألم وكلمات متقطعة:

_ هي.. إلي قتلتها.. صح؟

ابتلع ريقه؛ لم يحسب حساب خطوة تلك أن تكون بهذا القرب، حاول تقربيها من قلبه لكنه وجد نظراتها شديدة العداء مزقت روحه لإشلاء.

حاول التقاط أنفاسه بإنتظام، ليطالع سقف الغرفة لتعود خصلات شعره للخلف، من ثم عاد مجددًا يحمل على وجهه أجمل بسمة قد حملها يومًا.

ليحتوي يديها ولكن تهربت اناملها من انامله، لازالت تتطالعه بذات النظرات الإتهام، هنا جن جنونه، نهض من موضعه ليصرخ في وجهها بغضب لم يحكم زمامه:

_ ايوه يعني دلوقتي أنا إلي غلطان؟ هما يغلطوا وأنا ادفع التمن؟ ذنبي أنها امي!

قاطعته وهي تصرخ بيه بشراسة:

_ امك دي واحده...

بترت كلماتها ما أن رأت نظرته القاسية التي لم تعهدها يومًا في عينيه، ليخرج يزيد صافعًا الباب خلفه.

صرخت بغيظ لتقوم بتمزيق الوسادة اشلاء ليتناثر منها ريش التي ظنت أنه سيتناثر عليهما وسط ضحكاتهم لا صرخاتهم ودموعهم.

مسحت دموعها بقسوة لتنهض من موضعها، ولكن قبل ذلك استمعت طرقات خافتة على باب يصحبها ذلك الصوت ذي الباحة المميزة، دعت صاحبه للدلوف.

دلف بخطوات واثقة بسمته الرائقة، ولكن وجدت مهرجان الالوان يقفز على ظهره بمرح وهي تردد:

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن