الفصل التاسع

1.2K 133 2
                                    

"كالعلقم"
"9"

"أُغلق ستار المسرح على نهاية كالعلقم"
___________________

برزت الشمس لتنتشر اشعتها بخجل من خلف السحاب، لتتعامد اشعتها على جفونها لترمش عدة مرات بإنزعاج، فتحت أعينيها بتثاقل وهي تذكر كيف نامت بعشوائية ليلة أمس.

لتشهق بعنف وهي تجد تلك التي تجلس أمامها وتتطالعها ببرود، ابتلعت ريقها في محاولة لإستعادة رابطة جأشها.

طالعتها بنظرات متفحصة لتجدها اخذت ألوان الطيف في خصلات شعرها بشكل صاخب، وملابسها ذات الطابع الشبابي الحديث وكأنها تسبح في ملابسها.

طالعتها يارا بشر وكانت ستطردها، ولكن وجدت شقيقتها تقف في احدي الأركان تتطالعهم بحذر ونظرات ارتجف لها بدن يارا.

فهي اكثر من تعرف شقيقتها وتخشاها بشدة؛ فهي مهما اظهرت الحنان والتواضع ما يكفي ألا انها حقًا مرعبة في غضبها وسكونها، فهي تخشاها اكثر مما تخشي والدتها.

نهضت فريدة لتقترب من يارا، تحفزت يارا لتطالعها بحذر، لتجدها تمسك ذقنها وترفع وجهها لتطالع أعين يارا المرهقة التي تتوسل لها أن تقتعلها من وجه تلك البائسة.

رددت فريدة بهمس امام وجه يارا قائلة:

_ أنا مش عدوه أنا صديقة، ولازم تقدري ده، عشان نطلع احنا الاتنين كسبانين.

تبادلت يارا نظرات مع نصفها، اكتفت يارين بهزة مطمئنة لتبث السكينة بداخل شقيفتها، لتخرج وتتركهم، بينما لازالت فريدة تتطالع يارا بنظرات متفصحة.

تنهدت يارا وهي تلتقط حبة دواء مسكنة للآلام وتُغرقها بقنينة من مياة، لازال الصمت سيد الموقف، لتحمحم يارا وهي تردد بنبرة خافتة بسبب تألم حنجرتها من كثرة البكاء والصراخ في الأيام السابقة:

_ هو عامل ايه؟

طالعتها فريدة بطرف عينيها بشفقة مُبطنة، لتتنهد بتثاقل وهي تردد:

_ مش اسوء مني، معرفش عنه حاجه مشوفتوش غير امبارح وهو بيقول هيسافر اجبروني اسافر معاها.

طالعتها بألم لتبتلع ريقها وهي تحاول كتم دمعتها بداخلها:

_ أنا سبب، خلي بالك منه.

هزت فريدة رأسها بعنف وهي تنهض بعنفوان قائلة:

_ يارا لا أنا ولا يزيد ننفع لبعض، يريت تقفي جنبي لأني مليش ذنب في كل ده.. بليز

طالعتها يارا بعد فهم، وهي لا تفهم حقًا لما فريدة رافضة ليزيد؟ وهي تري بأنه كامل لا ينقصه شئ، او هكذا هو في عينيها، هي لا تري ينقصه شئ وكأنه ام تصف صغيرها وتري بسمته الشئ الوحيد الذي يدفعها لضحك دون توقف.

طالعتها فريدة وهي تتألم لأجلها، تشعر بما تشعر بيه، وكيف لا وهي واقعة لأحدهم لحد الذي دفعها لوضع يديها بيد تلك الديسم الحمقاء كما يردد حامل انفلونزا النساء!

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن