الفصل الأخير

1.6K 153 22
                                    

"الخاتمة"
"11"

"تحزنهم النهايات والخاتمات فلنسطر لهم شئ مميز يشبهك ديسمي."
_________________

حول تلك الأسوار الناعمة ذات الطلاء الأبيض تتدلي منها اغصان شجر الكرز ذات اللون الوردي الأخذ كثمرها الطازج.

انتفض ذلك الصغير صاحب الخدود المثمرة بحبات الكرز والشعر الأشقر المتساقط على جبهته، ليردد بلكنة فرنسية منمقة:

_ كيف لكم أن تتركوها تموت هكذا جدتي؟ اللعنة!

طالعته تلك المستكينة فوق اريكتها اسفل شجرة الكرز العتيقة المحببة لها، وهي تعقد خصلات شعرها السوداء المخالطة بالشيب وعينيها السوداء التي لازالت تخبئ قطعة من ليل بين جفونها.

نهضت بعفنوان لا يليق بسنها، وهي تقترب من ذلك الشقي الذي هم بالركض وهي تردد صارخة فيه بحنق:

_ شوف الحيوان ابن الكلب المهزق بيقولي جدتي بكل غباء، دبش زي جدك مبتفهمش بقا القمر ده يتقالوا تيته يا عديم نظر!

لتطالع باقية الصغار الذي لا يتجاوز عمر اكبرهم سنتين، نفخت بضجر، وهي تقترب منهم ولكن توقفت ما أن شعرت بأحدهم يحتضنها من خلف.

اغمضت عينيها لتردد بحنق ظاهري تحاول عدم بزوغ بسمتها، وهي تقول:

_ ابعد يا يزيد عيب الولاد يشفونا

استمعت لصوت ضحكات أنثوية وهي تقبل خدها بحماس، لتظهر تلك الشابة يافعة الطول وملامحها المشابهة لملامح والدتها تمامًا في شبابها.

رددت الجدة ببسمة ساخرة:

_ اهلا يا ختي لسه فاكره ان عندك عيال تسألي عليهم يا يالينا هانم

لتصمت قليلًا بسخرية، ثم استكملت:

_ حتي اسمك غبي زي إلي مسمهولك

انفجرت يالينا في ضحك وهي تذهب نحو صغارها لتبدأ بمداعبتهم، لتنظر في الأجواء وهي تردد بلكنة فرنسية:

_ حسنًا يا يارا لا داعي للصراخ باريس اجمعها استمعت لصراخك، فلتخبرني اين ذهب ابني الحبيب؟ واين الاخرون؟

طالعتها يارا بحنق وهي تجلس موضعها بينما بدأت بالعبث بخصلات شعرها حتي انسدل على كتفيها قائلة:

_ داهية تاخدكم نفر نفر، بعدين بطلي تتكلمي فرنساوي مش كفاية ابنك ابو راس إلي كل ما افتح بوقي يقعد يشكك في حكايتي أنا وابوكِ الحيوان طالع لابوه الاجنبي المعفن ابو ريحه وحشه

انفجرت يالينا في الضحك وهي تهز رأسها بيأس من جنون والدتها، حتي أنها تضع رأسها برأس صغير لا يتجاوز عمره سن السادسة.

لتقترب من والدتها، وهي تضع رأسها على قدمها؛ لتداعب يارا خصلات شعرها بحنان في المقابل، بينما تراقب يالينا اقتراب والدها من بعيد يطالعهم ببسمة حانية كعادتهم.

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن