الفصل الثامن

1.4K 140 5
                                    

ليس بالأمر مدي تفاعلك او عدد مشاهدات ولكن الأمر فقط هناك شعور عارم من سعادة يعتلي صدرك عندما تنال روايتك اطراء، اتمني ان اشعر بيه يومًا.

قراء ممتعة يا لطيف.
__________________
"مظلمة"
"8"

"ليست جميع نهايات وردية، هناك البعض سطر النهايات المظلمة بيده."

__________________

"للأسف فقدنا المريضة، البقاء لله"

طنت تلك الجملة في عقلها كطنين النحلة دون أن تهدأ أو تكف عن مص رحيق التعقل من داخل مكنونات أعمق نقطة في عقلها.

كانت الذكريات تلوح أمام عينيها وكأن شريط حياتها ينعاد منذ مولدها، وهي تذكر تلك السيدة الفاتنة التي تسكن امامهم والحياة تنبض من بين كفيها.

تذكر بسمتها الطيبة دائمًا وضحكاتها الرنانة وعينيها ذات النظرات الجريئة الحاذقة، نصائحها التي بدأت بطنين في أذنها في مراحل حياتها المختلفة:

"لا صحاب ولا احباب يا بنت طه كتاب، الرجالة سكتهم غبرة زي خلقتهم، انحرفي مع إلي يستاهل"

وزاك اليوم عندما كانت تستعد لأولي حفلاتها بتوتر، لتجدها تقترب وتضع يديها على وجهها بحنان:

"اجمدي كدا احنا من امتي بنخاف؟ غني كدا ورينا الجمال، مش يمكن حد من اكابر يقع في اربيزك وتغوري من وش ياسمين"

مرت حياتها أمامها، ولم تجد موقفًا إن وكانت هي فيه، جميع المناسبات السعيد والحزينة والمملة جميع حياتها بتفاصيلها الصغيرة كانت هي بداخلها.

كان بينهم الكثير والكثير حتي أنه لم يتسع مكان لصديقة غيرها، رغم تقدمها في العمر ألا أنها كانت فاتنة لأبعد حد، كان تغار منها النساء ومنهن والدتها، حتي هي كانت تغار من همتها ونشاطها ودلالها التي لا يستطيع مقاومته رجل.

تحركت كالمخدرة نحو غرفة العناية المركزة، لم تستمع لتحذيرات الجميع ولم تستجيب ليد يزيد، دلفت للداخل عونًا.

وصلت لِفراشها ووجدتها مغطاة الوجه، ازاحت الغطاء عن وجهها لتجدها لازالت محتفظة ببقايا جمالها رغم مغادرة الروح الجسد لكن لازالت جمالها يحكم زمامه فوق كل شئ.

كانت تتحسس وجهها بأطراف مرتعشة، لتنفجر في بكاء مرير وهي تحتضن جثتها، شقت صرخاتها السكون لتتمزق الشمس من شدة الألم، وهي تشهد على فراق سيترك أثرًا لن يزول بداخلها.

كانت يارا تتحسس وجهها، وهي تتذكر كل كلمة قالتها وكل حرف خرج من شفتياها، تتذكر كل التفاصيل الصغير التي تجمعهم، تشعر وكأن روحها تمزقت لتتبعثر بداخل جسدها.

كانت تبكي وهي تهزها بعنف وتردد بغضب وكأنها تهذي:

_ قومي بقا يلا وبلاش كسل عشان نكمل كورس الرقص، مش تموتي لاء لسه في كتير مش عيشناها سوا، لسه متخرجتش

الجارة للجار يا لالاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن