بسم الله بدأنا

3K 224 605
                                    

لا تدعِ الرواية تلهيكِ عن العبادات وأجر الصلاة

يا بلهاء














غارسا يديه في جيب سترته يتدلّى وشاحه الصّوفي على ظهره .. متقوقعا في قلنسوته تسطكّ أسنانه بردا ..

أزاحت الرياح شعيرات غرّته كاشفة عن جبهة التحرير الوطنية تلك التي يقام عليها ماراطون العدو الرّيفيّ كل عام ..

ومع سواد جميع ما يرتدي إلا قلنسوته الداخلية الحمراء فقد بدا من بعيد كأنه بذنجانة تعاني من حب الشباب ..

هذا ما فكرت به هذه الشخصية عن نفسها فلا تظن عزيزي القارئ أن الكاتبة لديها ميول تنمري أو تعسفي ..

وصل أدهميّ الشعر أخيرا إلى وجهته.. كان عدد قليل فقط من طلاب الطبقة المخملية يأتون في هذا الوقت المبكر ..

حدّق في البوابة من بعيد ثم إلى المبنى الضخم ورائها .. متخيّلا كيف سيمضي عامه الأخير بها .. وهو الذي ظن أنه لن يخرج من شارعه أبدا .. تذكر السبب وراء إضطراره لتغيير المدرسة ..

إنكسر الضوء في عينيه .. وتقوس فمه بعبوس تصحبه رجفة .. ولما كادت تغرورق عيناه من هول الذكريات ..

نفض وجهه ثم دلّك عينيه ماسحا آثار الدموع .. إستغفر خلال ذلك متنهدا بعمق ..

وخلال دخوله للبوابة .. دعا ربه سرا أن يعينه عليها وعلى ما كُتب له فيها .. دعا بالتيسير له وكذا لأخوته

لم يكن صاحبنا ليسأل أحدا عن وجهته .. كان من النّوع الذي يكره أن يسأل عن الإتجاهات لأنه يبدو أجنبيا من النظرة الأولى .. فلا يحبّ نظرة الفضول والحذر التي يغدقه بها البعض ..
حتى مع الكمامة السوداء وحبة الشباب ..أحم ..أقصد قلنسوته و وشاحه .. كان بالفعل يجذب إنتباهاً لا داعي له ..

في الواقع أراد أن يضيع هنا ويتأخر عن الصف .. فقد يتجنب بذلك نصف الحصة على الأقل ..

وكما تمنى .. تاه في مبنى الطلبة عمدا لأنه لمح مبنى الإدارة خلال دورانه لكنه أكمل السير مستكشفا مافيها ..

كانت غريبة

كان فيها من الرفاهية ما حيره !

من اللوحات الإلكترونية بدل السبورة إلى الطاولات الفاخرة إلى لمعان البلاط المزخرف حتى الحمام إلكتروني مصنوع من أجود أنواع الرخام ..

مالخطب مع هذا ؟.. لما التبذير ؟.. سيجعل الرخام الطلاب أكثر ذكاء مثلا ؟.. أليست مدرسة حكومية ؟ .. أين سجله عمه بالله ؟

صَفْعةٌ عَلَى قِفَاه !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن