ثمّ قال بصوت خافت في السجود :
لقد أهلكتني الفوضى .. رتبني ياللّٰه
صلّو على رسول الله
**************
نهض متشبثا بحافة خزانة الأحذية .. ألقى حذاءه فيها متقدما بخطوات بطيئة للصالة الرئيسية يحشر يديه في جيبه بملل مستمعاً للأصوات العالية الصادرة منها ..
لم يعجبه ما رآه حين آخذ لمحة خاطفة مختبئا خلف الجدار .. الكثير من الضجيج يعني الكثير من الناس .. لكنه لم يتوقع كل هذا .. لا يعرف معظم هذه الوجوه .. أكل هؤلاء من طرفه ؟ .. عائلته ؟..
لا يدري لما إعتصر شيء ما قلبه .. لديه الكثير ؟..
لذا
لم يكن في حاجة لهم ..؟
هل ربما لديه زوجة أخرى وأبناء لا يعرفهم ..
لو كان هذا هو الأمر حقا .. فهو سيترك البيت حتما وإن اضطر للمبيت في الشوارع .. لا يستطيع تحمل الفكرة .. لن يفعل ..
فكر بالتراجع والهرب لأي مكان آخر .. شعر بالتوعك بمجرد التفكير بالدخول على كل تلك العيون .. لم يكن خائفا .. إنما متوترا .. تجنبهم في هذه الحالة أقوَم له ..
بينما يأخذ أولى خطواته نحو باب الخروج مجددا بكل ما استطاع من هدوء وبطئ .. إرتدّ كتفاه فزعاً إثر الصوت الرجولي الصادر من خلفه ..
" هاي ياولد .. من أنت ؟..كيف دخلت ؟ "
وعند إلتفاته لصاحب الصوت الذي كان واقفا أمام باب المطبخ عاقدا حاجبيه .. وجد شابا فتياً ذا شعر بني مصفر منفوش الهيئة إحتوت عيناه لونا بنّيا غامقا ذو حواجب نصف مأكولة .. حواجبه تشبه الفاصلة .. كجرو ما لم يتكلف عناء حفظ نوعه .. يرتدي سترة رياضية عشبية فضفاضة وبنطالا رياضيا واسعا يكاد يكفي أربعة منه ..يحمل وعاء لحم نيّئ بين يديه وزجاجة ماء تحت إبطه والإبط الآخر تشغله زجاجة عصير ..
إقترب الشاب قليلا عاقدا حاجبيه .. مالبث أن رفعهما موسعا أحداقه بدهشه ..
" يا رجل .. إبن نوح ؟.. أنت تشبهه إلى حد خرافي !.."
تفاجأ إلياس من إقترابه الشديد المفاجأ .. ومن صراخه غير المتوقع .. فرجع إثر ذلك خطوة للوراء ..
إبتسم الآخر بتدارك لما تفطن لكون الفتى لا يعرفه .. لكن إبطيه لم يتحملا ثقل الزجاجات .. فنظر للأطول يطلب العون
" لوسمحت..؟"إلتقط إلياس الزجاجتين بخفة .. واستعاد هدوءه مرة أخرى بعد إطلاقه زفيرا خافتا ..
أنت تقرأ
صَفْعةٌ عَلَى قِفَاه !
Actionفي اليوم الأوَّل الذّي أصبحَ فيه ذاك الأهْوجُ المسلمُ صديقي تلقيتُ صفعةً على قفاي .. «مقتطفات» " لَيسَ عَدلاً أن نضْحكَ سويّاً وتَبكيَ وَحدك " " أَنت حَي ؟.. أم نحنُ ميّتَان ؟" " التصرّف ببرود لن يجعلك رائعًا يومًا " " هل أنفُكَ ينامُ معكَ أم تفرِش...