مُطاردة، مينهو كانَ يُعاني من مُطاردة لعينة من ذكريات الماضي في داخل أحلامه. يتسائل.. ما المُحفز لعقله لِيبتكر هذا الحلم المُغيض؟ يُعاني الصُداع من قيلولة أخذها قبل ساعتين والان قد حلَ المساء ولكنهُ يشعُر بالخمول، رغبة كبيرة بعدم فعل اي شيء، اطرافهُ مُخدرة ورأسه ساخن، كُلَ هذا كان مُحفز لإكمال نومه ولكن هذا اختلف عندما سمع بعض الضجيج من الخارج،
تنهيدة ثقيلة غادرت فاهه، يدهُ دلكت رقبته، الشيطان يُبعثر أغراضه في أكثر وقت يرغب فيه البقاء مكانه، غادرَ سريره بخطوات بطيئة واهنة، ولم يستغرق وقتاً طويلاً حتى عثر عليه يُبعثر الثلاجة كما يرغب،
صفاتهُ السيئة لم تتغير حقاً، يعرفُ الشيطان مُنذُ وقت طويل الا انهُ لم يتغير أبداً، ورُبما بِأعماقه لا يرغب بتغيرهُ حتى،
اقتربَ منهُ حتى أصبحَ خلفه، ملامحهُ اشتدت بغيض، مُجدداً لماذا سمح للشيطان بِأخذ راحته اكثر من الازم؟
" هيونجِين، ما الذي تفعله؟ "
هيونجينُ ببطئ أدار برأسه للآخر، ابتسامة واسعة كانت عالقة بثغره، وكانَ يطرُق باب الثلاجة بِـ اظافره،
" ابحثُ عن الفراولة "
همسَ بظرافة صوته لاعقاً شفتيهِ الدموية، مينهو مُعتاد على ظرافة افعالهِ المُفاجئة، ناظرهُ ببرود وأشار لهُ بالابتعاد وهذا ما فعله يتبع البشري بأنظاره المُتلهفة،
اخرجَ علبة احتوَت الفراوِلة التي تاقَ لأجلها الشيطان، مينهو سارَ للمطبخ والآخر تبعه بِبسمة واسِعة،
وضعَ الفراولة بطبق وحضر لذاتهِ القهوة السوداء، لم يكُن بمزاج لتناول اي شيء، أثناء هذا شرِدَ بأفكاره مُجدداً، كانَ الحلم الذي حلمهُ تاثيراً على مزاجه، أفعاله، ظنَ بأنهُ تخطى الأمر ولكن يبدو الأمر أصعب من هذا بكثير،
وضع الطبق فوق الطاولة وكانَ الشيطانُ سريعاً في جذب اول ثمرة، تنهد مينهو بهدوء، بطريقةٌ ما أفعال هيونجينَ الان تُهدء صخبَ قلبه،
" لما تشربُ القهوة وحسب؟ يمكُنني إحضار العشاء إن كُنتَ كسولاً "
سخر بابتسامة واستمرَ بِحشر الثمار في ثغرهُ البهي، استغرقَ مينهو ثونٍ بالنظر ناحيته قبلَ ان ينفي برأسهِ وحسب وتجرعَ القليلَ من القهوة السوداء التي كانت تعجُبه، يعرف بأن السلبيات المُتعلقة بها ستظهرُ فيما بعد، ولكنهُ لم يهتم، ولن يفعل يوماً،
همهمَ هيونجينَ بضجر، لم يستطع من قبل إقناع البشري بأي شيء لهذا استسلمَ سريعاً،
مينهو قد شردَ قليلاً وبعدها أعادَ بأنظاره للشيطان الذي يتناول الفراولة بنهم، كالمُعتاد، ولكن احد قرُونه قد ظهر ما سببَ الحيرة للبشري الآخر، كانَ هيونجيُن جيداً بِـ أخفاء مظهرهُ بشكل جيد. فـ ما السببُ الان؟ كانَ فضولياً حولَ الأمر قليلاً ولم ينتبه لكون احد يديه قد اتجهت بالفعل لُتلامس طرفهُ المُدبب القاسي ولكن هذا الشعور اختفى سريعاً لكون الشيطان انتفضَ بعيداً عنهُ يرمقهُ بتفاجئ،
" لا تلمسهُ فجأة "
غمغمَ اسفل أنفاسه واضعاً بِكلتا يديهِ فوق قرنهَ حتى اختفى وعاودَ تناول الفراولة بهدوء مرة اُخرى،
" لما ظهر من الأساس ؟ "
" لا شأن لك "
اخرجَ لسانه لإغاضة الآخر الذي تنهد واخذَ يشربُ قهوته بهدوء، قوطعَ حينَ طُرقَ باب منزله لهذا كانَ على وشك النهوض ولكن الشيطان قد نهضَ قبلهُ وكان ذيلهُ ظاهراً ما تسبب بجعل الآخر سريعاً لسحبه من ذيله قبلَ ان يُقدم على اي تصرف غبي، ولكنهُ شعرَ بالندمِ سريعاً، لقد اطلق الشيطان صوتاً غريباً، أقرب لتآوه متفاجئ والتفتَ للآخر بملامح مُحرجة جعلت مينهو حائراً،
" اخبرتُكَ بأنَ لا تلمسهُ فجأة "
همسَ مُحرجاً وذيلهُ قد اختفى بذات الثانية، ولكن احِمرار اُذني الشيطان لا يزالُ ظاهراً، أرادَ مينهو تفسيراً لهذا ولكن طرق الباب جعلهُ ينصرف سريعاً، كانَ عامل التوصيل، طلبَ حاسوب وها هو بينَ يديه،
تنهد بهدوء وعادَ حيثُ قبعَ الشيطان، كانَ يتناول اخر قطعة فراولة مظهراً ملامح خائبة بعض الشيء، لقد عادَ سريعاً للنمط الاعتيادي بدلَ المُحرج الذي شاهدهُ مينهو لأول مرة، كانَ فضولياً ولكنهُ أخفى هذا قاضماً شفتيهِ واتجه لغرفته بدلَ هذا وسيُبعد هذهِ الأفكار بالعبثِ قليلاً بالحاسوب.
مُخطئ. الشيطان قد لحقهُ لُهنا مع ملامح فضولية بعض الشيء، كانَ بسيطاً يُظهرُ جميع مشاعره دونَ الخجل من إحدها، يقولُ ما يدورُ في باله، كانَ لطيفاً، ولكن مينهو لا يستطيع نسيان جانبهُ الشيطاني، أصله. كانَ خبيثاً بشكل لا يُصدق، بكُلِ يوم يمر يتأكد من مكرهِ اكثرَ وأكثر،
كانَ يحومُ حوله ويسأل اسلتهُ الغبية المُعتادة، ومينهو يجيبُ واحداً ويترك البقية دونَ همهمة حتى، انتهى المطاف بِالشَيْطان يضع رأسه بِحجر البشَري الذي اخذَ يُرَبت على شعره وأحياناً يُبعثر شعره بشكل خفيف،
تفاجئ مُجدداً بظهور قرنيهِ هذهِ المرة، وسريعاً ما لامسَ إحدها والشيطان قد اصدرَ انينٍ خافت وهمسَ بعدها بتذمُر،
" اخبرتُكَ بأن لا تَلمسه، مينهو "
اطبق مينهو شفتيهِ شاعِراً بالغرابة ولكنهُ لم يُضايق الشيطانَ مرةٌ اُخرى بل اخذَ يمسحُ على شعره بهدوء ويدهُ الأخرى انشغلت بالتصفُح.
* **
674 كلِمة.
أنت تقرأ
الكاهِن وَالشَيْطان ~ هيوَنهُو ✔︎
Krótkie Opowiadania-الكاهِنُ مِينهُو كانَ حقًا يُعاني مِن الشَيْطان الذي كانَ يتبَعَّهُ بِكُلِ مكان. * مُكتَمِلة.