كانَ الاحِمر يسير بِخطواتٍ مُتَبختِرة كَالمُعتاد وَ سارَ عِبر سرِب مِن الشياطين المُمَاثِلة له، لِقد تجمعَ اغلبهُم عِندَ المخرج مِن الجحيم. وَلَكِنهُ لِم يهتم، فَـ الشيء الذي اراده هوَ الخروج.
" لِما تخرجُ كثيراً على اي حال؟ "
سئلهُ احد الشياطين ظريفة الشَكِل، كانَ هَذا النوع هوَ الامكِر، وَ الأكثر تعرُضٍ لِلسُخرية مِن جماعته.
" لإنَ الجوُ مُملٌ هُنا "
سارَ هيوَنجِين عَبرِهِم ناطِقاً بِعدم اهتمام. حتى البوابة.
" سيكونُ المَلِك غاضِباً لِنزول مُدللَّ كثيراً "
سخرَ احدهُم وَ سُرعان ما لُثِم بِشُعلةٍ مِن النار قد اتقدَ فتيلُها عِند كاحل قدمه فَـ سارعَ لإطفائها.
" لا تُزعجِنيّ الان "
كانَ هَذا اخر ما نطقهُ الاحِمر قِبلَ ان يقفز لِلجهة الاُخرى، وَ ما ان اصبحَ على الأرض حتى تغيرَ مظهرهُ لِـ اعتيادي بحت. بِشعرٍ اسود، وَ مظهرٍ بشري.
سارَ الشوارِع بِضجر، وَ كانَ يعلكُ علكةً قد اختفى طعمها، فَـ اخذ مصاصة مِن احد المتاجِر، أو بِالاحرى سرقها.
كانت لِحظاتٍ أُخرى قِبلَ ان يصل لِلمنزل الذي يُريدُه. وَلَكِنهُ وقفَ هُناك حائراً. إن كانَ عليهِ الدخول ام لا؟
عنفَ شفتيهِ أثناء تفكيره، وَ غرقَ بِالشُئم. كانَ يستطيع قراءة قِلبهُ بِسهُولة. يعرفُ جيداً بِأنهُ ليسَ بِمُنزَعِجاً مِنه، وَلَكِن رُغمَ هَذا لا يزال هُناك القليل مِنه. لا يزال مَينهُو ينزعجُ مِنه.
تَملِمَل هيوَنجِين بِوقفته، وَ اخذَ يعبث بيديهِ وَ تمنى لو يستطيع مَينهُو رؤيته كَما هوَ يراه.
نظرَ لِلباب مرةً اخيرة قِبلَ ان يستدير وَ يسمح لِجناحيهِ بِالبثوقِ مِن ظهره، كانَ مُستَعِداً لِلتحليق.
وَلَكِن الباب الذي فُتحَ مِن خلفه جعلهُ مُحرَجِاً، لِهذا فوراً ما جثى على الأرض وَ كورَ ذاته.
" هيوَنجِين؟ ما الذي تفعلُه؟ "
نهضَ هيوَنجِين بِبطئ، بِملامح مُحرجة بعض الشيء، سببت الحيرة للآخر.
" لا شيء، لا شيء على الإطلاق "
تَمْتَم بِهدوء، بينما مَينهُو بقى ينظرُ اليه، وَ اصابتهُ الحيرة. فَـ قد كانَ يرى الكثير مِن الجوانب لدَ الشيطان بِهَذهِ الفترة لِم يرها بِتلك السِنين.