مرت الايام وسمر واروى يبحثون وراء ريم يحاولان اصطياد خطأ يحاولان اثبات انها كاذبة
" بقولك ايه انا عندي فكرة اسهل من كل ده احنا مش مخابرات! " تحدثت اروى
" ايه "
" نفتح بقها بالعافية ونشوف احبالها الصوتية "
" مبيبانوش يا هبلة "
" بجد؟ "
" ايوا..احنا نعمل المقلب "
" والي هو ايه بقى؟ " تحدثت اروى
ابتسمت سمر بخبث واخبرتها فابتسمت اروى بمكر وذهبوا لتنفيذ خطتهم
" رقية نامت والتانية قاعدة على الموبايل..صحيح اشمعنا معاها واحنا لا؟! "
" عشان هى خرصة ومبتعرفش لغة الاشارة يا بنتي وطي صوتك " تحدث سمر بضيق من صوت اروى المرتفع ثم تابعت
" الملجأ كله نام مفاضلش غيرنا ده الي انا كنت مستنياه "
حمحمت سمر ثم تحدثت " ريم انتِ صاحية؟ "
نظرت اليها ريم وهزت رأسها بالايجاب
" ممكن تنزلي ثواني " تحدثت اروى بحرج
همت ريم بالنزول فاستقبلوها بأحضان دافئة ومن ورائها ابتسامات خبيثة
" احنا اسفين اوي متزعليش مننا سامحينا " تحدثوا بوقت واحد
فاحتضنتهم كتعبير عن مسامحتها لهم
" تعالي بقى نوريكي حاجة " ابتسمت سمر بسعادة
" بس سيبي الموبايل عشان صوت البرنامج ميفضحناش اصل كله نايم "
هزت رأسها بالايجاب وابتسمت بسعادة فهى ولأول مرة تحظى بأصدقاء وذهبت معهم بخطوات خافتة حتى لا يلاحظهم احد
ذهبوا لغرفة مهجورة مظلمة ليست مؤهلة للاستخدام في الملجأ
" بصي بقى احنا هنلعب استغومية انا واروى هنستخبا وانتِ تعدي ل100 وتدروي علينا "
ابتسمت ريم بسعادة وهزت رأسها بالايجاب اما سمر واروى فذهبوا للخارج بسرعة واغلقوا الباب المصفح العازل للصوت بالمزلاج الصدأ وذهبوا بسرعة وسط ضحكات خبيثة
" لو بقى نصابة هتصوت وحد هيفتحلها لو مش نصابة على الاقل يومين محدش هيفتحلها لأن محدش بيفتح الاوضة دي " تحدثت سمر
" بس الباب مصفح محدش هيقدر يسمعها بيبقى عازل للصوت يا بنتي اصل انا البيت الي كنت فيه كان فيه باب مصفح والست الي كنت عايشة معاها لما كانت بتضربني كانت بتقولي صوتي ورزعي في الباب زي ما انتِ عايزة الباب مصفح ومحدش هيسمعك " تحدثت اروى
" طب ما احنا مينفعش نطلعها عشان هنتفضح " تحدثت سمر
"بصي احنا نسيبها لمصيرها لو بتعرف تتكلم هتصوت من الشباك الحديد الي موجود " تحدثت اروى
" عندك حق فعلا تحدثت سمر وذهبوا بسرعة للنوم
اما ريم فصدمت وقلبها يكاد ينفجر من الصدمة والرعب
" حسبي الله ونعم الوكيل انا غلطانة وهبلة وغبية وبثق في الناس بسرعة " تحدثت بداخلها بعيون باكية وجسد يرتجف من برد الشتاء القارس ضمت نفسها بضعف واغمضت عيناها بيأس شعرت بشيء دافئ فوق فخذها نظرت بفزع وجدت جرذ يقف عليها فهرولت وحاولت الهروب وفمها مفتوح على مصرعيه وقلبها لا يهدأ يكاد يقف من الذعر
وضعت يدها على قلبها وكانت تتألم فهو لم يهدأ دقيقة منذ بداية هذا اليوم اللعين
جلست على الارض وحاولت التنفس بعمق وهى واضعة يدها على قلبها حتى هدأت قليلا " انا مخدتش دوا الغدة يارب استر عليا يارب "
ذهبت للباب وطرقت بقوة فهى لا تعلم انه مصفح وانه لن يستمع اليها احد كانت حاولت تدفئة نفسها والاستسلام للنوم في هذه الغرفة المظلمة الباردة التي لا تصلح للأستخدام الآدمي بالمرة
وباليوم التالي استيقظت الفتيات في كل الملجأ وبدأوا في عدهم فتاة تلو الاخرى
" ريم فين؟! " تحدثت مروة مديرة الملجأ
" انا ندهت على اسمها بس مشوفتهاش زي الباقي " تحدثت العاملة
" ماما مروة انا صحيت من النوم ملقيتهاش في الاوضة وكمان سايبة الموبايل بتاعها اكيد مش عارفة تتكلم او تتواصل مع حد عشان البرنامج مش معاها ومتعرفش لغة الإشارة انا خايفة عليها اوي " تحدثت رقية
" متخافيش يا حبيبتي انا هفرغ كاميرات المراقبة واشوفها طلعت من الملجأ ولا لا ولو مطلعتش هتبقى سهلة "
" خلاص ماشي يا ماما ان شاء الله خير "
ربتت مروة على ظهرها بحنو وذهبت لتفريغ الكاميرات
" لا اله إلا الله مش باينة في كاميرات الملجأ من جوة ولا من برة روحتي فين يا حبيبتي بس! " تحدثت بقلق
قامت مروة بتجميع العاملين
" اوضة اوضة وحمام حمام والجناين واوضكوا والمكاتب ومكتبي واوض الممرضات كل ده يتفتش حالا اوضة اوضة البنت مبتتكلمش ولو تاهت هتتبهدل "
" حاضر يا فندم " وذهبوا في طريقهم
اما سمر واروى فيشعرون بالتوتر
" نقول اننا خبيناها؟ " تحدثت اروى
" اياكي هنروح في داهية هم هيلاقوها بمعرفتهم " تحدثت سمر بقسوة فنظرت لها اروى باشمئزاز وصمتت خوفا من الفضيحة وان ينبذها اطفال الملجأ
وفي مساء اليوم
" انا جعانة اوي وعطشانة ودايخة بسبب الدوا ساعدني يارب " حاولت النهوض بضعف والطرق على الباب مجددا ولكن بلا جدوى
" احنا دورنا في الملجأ كله ملقيناهاش يا مروة هانم "
" يلهوي بنتي هتحاسب فيها قدام ربنا تدوروا مرة واتنين وعشرة! " تحدثت بقوة
" حاضر يا فندم "
مر ثلاثة ليالي وريم ملقاة على الارض بمرض تتألم ولا تستطيع ان تصرخ مثل بقية الناس اصبحت لا تقوى على الحراك بدون دواءها لا تستطيع التنفس جيدا اطرافها مجمدة من القوة الهواء القارس فقط تدعو الله بقلبها وتتمنى ان تخرج من هذا الجحيم
" بقولك ايه ما تيجي ندور في الاوضة دي يمكن محبوسة بنات كتير كانوا بيلعبوا فيها اخر الليل ويتحبسوا "
" بس يا بنتي دي هفتانة والترباس مصدي هتفتحه ازاي بس "
" ندور وخلاص هو احنا خسرانين حاجة دي مدام مروة واعدانا بفلوس لو لقيناها "
" طيب "
فتحوا الباب والقوا نظرة وجدوها ترتجف وملقاة على الأرض مثل الجثة الهامدة
صرخت العاملة بقوة " يلهوووي..روحي اندهي مدام مروة بسرعة "
ذهبت الاخرى الى مروة واخبرتها بما حدث فهرولت اليها وبمجرد ان رأتها اغمضت ريم اعينها بسلام وكأنها كانت تحاول البقاء الى ان يجدها احد
" ريم فوقي يا حبيبتي خليكي معايا..الإسعاف بسرعة!! " تحدثت بصراخ وهى تحاول حملها هى والعاملات
جاءت سيارة الإسعاف بسرعة ووضعت بها وعلقت المحاليل بيدها ومروة تمسك بيدها الاخرى وتدعوا الله ان يلطف بها وينجيها
وبد مرور ساعة
" البنت متدمرة الحمدلله انها مراحتش فيها جسمها ضعف جدا وحصلها جفاف ده غير الزرقان الي في جسمها بسبب السقعة ده غير هرمون الثيروكسين الي مبقاش في جسمها حاولنا نرفعه لغاية ما وصل لمستواه الطبيعي واكلت وشربت واتعلقلها محاليل ونامت..بس انتِ انسانة مش مسؤولة خالص وبتعذبوا العيال عندكوا دي جريمة في حق الاطفال ازاي تحرميها كمان من دواها انا هتصل بالبوليس "
" والله العظيم ما حصل اي حاجة من الي بتقولها دي يا دكتور " تحدثت مروة بفزع
" ابقي قولي الكلام ده للبوليس بقى "
وذهب لاستدعائهم وعندما ذهبوا اخبرهم بما حدث وبحالتها الصحية
" ينفع ادخلها دلوقتي ؟ "
" هى فاقت حضرتك تقدر تدخل " تحدث الطبيب
" ازيك يا حبيبتي حمدالله على سلامتك " نظر اليها وتحدث بلطف وابتسامة ليطمأنها
فنظرت اليه بضعف
" انا ظابط متقلقيش ومتخافيش انا هجيبلك حقك بس لازم تحكيلي الي حصل بكل صراحة ومتخافيش من اي حاجة احنا معاكي وهنحميكي من اي حد " تحدث وهو ينظر لعيناها بثقة لتطمأن ثم تابع " خدي موبايلي اكتبي كل الي حصل بالتفصيل ووريني "
هزت رأسها بالايجاب وامسكت بالهاتف
" كان فيه بنتين بيكرهوني في الملجأ اسمهم اروى وسمر انا عايشة معاهم في نفس الاوضة كانوا بيتنمروا عليا بسبب حالتي وفي يوم كنت سهرانة فا دخلوا الاوضة وحضنوني وقالولي سامحينا وفهموني انهم عايزين يلعبوا معايا وخلوني سيبت الموبايل عشان محدش يسمع صوته ويخرجني انا فرحت اوي لأني معنديش صحاب وبحب الألعاب عمري ما لعبت مع حد وانا صغيرة فا روحت معاهم وحبسوني في اوضة مليانة حشرات وفار كبير وكانت سقعة اوي ده غير اني مكنش معايا الدوا بتاعي "
قرأ الضابط بضيق واعطى الهاتف لمروة لتقرأ ما كتبته ريم شهقت وصدمت مما رآته
" يا حبيبتي يا بنتي "
" البنات دي هيتقبض عليهم احداث بتهمة الشروع في القتل "
" اكتب يا ابني افادتها "
" كل فترة الملجأ هيتفتش ولو عرفت ان حصل تعذيب لحد من الاطفال حسابكوا هيبقى تقيل اوي " تحدث بصرامة
" انا اسفة بعتذر على اهمالي "
" هاجي ازورك واتطمن عليكي بكرة " تحدث بحنو وهو يمسك يدها
اما هى فشعرت منه بحنان الأب
" كان نفسي يبقى عندي بابا اوي " حاولت تمالك نفسها واغمضت عيناها لتستريح
" هى هتقدر تطلع امتى؟ " وجه حديثه للطبيب
" بعد يومين ان شاء الله تشد حيلها وتطلع "
هز رأسه بالإيجاب ورحل في طريقه للملجأ هو وسيارة الشرطة للقبض على الفتاتان
اما مروة فاحتضنت ريم وبكت على حالها المزري
" سامحيني يا بنتي انا اسفة انا قلبت عليكي الملجأ كله سامحيني "
احتضنتها بقوة وظلت تربت عليها حتى ذهبت في سبات عميق حينها فقط تركتها مروة وذهبت وراء الشرطة لترى ما سيحدث
" طلعيلي البنتين " تحدث الضابط
" انتوا يا هوانم اصحوا من النوم! " تحدثت مروة بصراخ
" فيه ايه يا ماما مروة " تحدثت سمر
" حسك عينك تناديني ماما تاني قومي انتِ والهانم الي جمبك يلا برة الملجأ انتوا مكانكوا في السجن على المصيبة الي عملتوها " اسمكتهم بقوة وذهبت بهم للضابط
" اهم يا حضرة الظابط "
توجه اليهم ووضع بيدهم بالقيود الحديدية
" فيه ايه يا حضرة الظابط فيه ايه " تحدثت اروى وسمر بوقت واحد بصوت مرتجف وخوف يجتاح صدورهما
" انتوا مقبوض عليكوا بتهمة الشروع في القتل " امسك بهما ووضعهما في سيارة الشرطة
" قولتلك يالي منك لله بلاش الفكرة المهببة دي استفدنا ايه ما تطلع خرصة ولا متنيلة احنا مال الي جابونا! " تحدثت اروى بصراخ
" اخرصي بقى متقرفينيش " تحدثت سمر
عادت مروة لريم مجددا واحتضنتها حتى الصباح