" ده اغرب طلب سمعته في حياتي "
" انا متخيل منظرك وانت بتسمع " تحدث معاذ وهو يضحككانت تجلس مع الطبيبة بالجلسة اليومية
" قوليلي يا ريم ايه الي مخليكي متطمنة لحسام وبتتجاوبي معاه رغم انه راجل؟ "
" عشان هو واهله كويسين معايا ومفيش حد وقف جمبي بالطريقة دي واكيد مفيش حد بيستغلني هيعمل معايا كل ده انا اصلا مش عارفة هو ايه الي مخليه يستحمل كل ده وهو ميعرفنيش..و بحس معاه بحنية وامان.."
ابتسمت الطبيبة وعقبت على حديثها " تعرفي ان ده انجاز كبير جدا في حالتك وتحسن عظيم "
" بجد يا دكتورة ؟ "
" ايوا طبعا انتِ كنتي فين وبقيتي فين الحمدلله بتتجاوبي بسرعة مع العلاج فيه ناس تانية بتفضل في حالة الصدمة ومش بتفوق "
" عشان انا لقيت الاهتمام والحب من الي حواليا وعشان حقي هيرجع بعد خمس ايام جلسة نطق الحكم!..انا عايزة اروح "
" هتقدري؟ "
" اه لازم اروح بس خايفة اوي "
" تحبي حد يجي معاكي "
لم تجيب لوهلة ثم نظرت الى الطبيبة بخجل وكتبت
" حسام عشان خايفة من ماجد مش اكتر "
ابتسمت الطبيبة وشعرت بالانجاز وتحدثت بداخلها
" كان ممكن تطلب حضرة الظابط الي بتعتبره ابوها بس طلبت حسام "
" احنا خلصنا جلستنا للنهاردة اشوفك بكرة..ايه رأيك تقولي لحسام بنفسك انك عايزاه يجي معاكي "
" لا مستحيل مش هقدر لا "
" ليه ده حسام مش هيرفضلك طلب "
" مش هكرر غلطي مرتين "
" وانا مش هضغط عليكي يلا تصبحي على خير "
ذهبت الطبيبة للخارج وطلبت التحدث مع حسام
" انا اتكلمت مع ريم عايزة تروح معاك جلسة النطق بالحكم عشان خايفة وعايزاك معاها بس مش عايزة تقولك عشان خايفة تتحسسها بالإحساس الي ماجد حسسهولها لما اعترفت بحبها "
" انا هفتح معاها الموضوع واطلب اني اروح معاها "
" تمام عن اذنك "
دلف لغرفتها ونظر الى وجهها البريئ اقترب منها ببطئ وابتسم ووضع ابهامه على وجنتها بحنان ثم ابعد يده بسرعة قبل ان تستفيق ويذهب مجهود اسابيع من العلاج
" بقى الجمال ده كله يحصل فيه كدة..انتِ قوية اوي يا ريم حظك انك جيتي ببرائتك في دنيا مبتعترفش بالي زيك وبيعاملوهم اكنهم ناس من الدرجة التانية " حدث نفسه بحزن وهو يتأمل وجهها الملائكي
وباليوم التالي استيقظت ريم وجدت حسام نائم على الكرسي الذي بجانبها حدقت به بهدوء ظلت تفكر وتتأمل بوجهه
" ريم فوقي لنفسك ده مشفق عليكي مش اكتر اياكي تحبيه محدش هيقبل بواحدة خرصة وكمان مبتخلفش "
استيقظ ونظر اليها وجدها تنظر اليه وعندما لاحظت استيقاظه ابعدت نظرها بسرعة "
" كويس انك صاحية عايز اتكلم معاكي "
" اتفضل "
" انا سمعت انك عايزة تحضري جلسة النطق بالحكم هتقدري تشوفيه ؟ "
" لازم اتغلب على خوفي لازم اشوفه وهو مقهور على حياته الي هتدمر زي ما دمر حياتي "
" تحبي اجي معاكي؟ "
" انت تعبت معايا كتير اوي "
" مفيش تعب يا ريم تحبي اجي معاكي؟ "
نظرت لأسفل وهزت رأسها بالايجاب
" من عنيا قولتلك مش هسيبك إلا لما تبقي كويسة "
" متسيبنيش خالص ارجوك " حدثت نفسها بألم وهى تنظر لعيناه
" ما تكلميني عن نفسك شوية انا مش عارف غير اسمك وسنك وكليتك "
" مفيش حاجة اتكلم عنها "
" بتحبي ايه بتكرهي ايه نفسك في ايه ونفسك تعملي ايه في المستقبل "
" عايز تعرف ليه؟ "
" حابب نبقى صحاب او ممكن تعتبريني اخوكي الكبير لو تحبي " ابتسم ليطمأنها
لم تعطه رد ولم تنظر له ثم اجابت على أسئلته " انا مفيش حاجة معينة بحبها وبكره البيتزا عشان دي اول حاجة عزمني عليها مع ان طعمها حلو اوي بس بفتكر لما بشوفها كان نفسي اتجوز واخلف واحب واتحب بس انا اصلا محدش هيبصلي انا بقيت بايظة من فوقي لتحتي وكمان نفسي ابقى مصممة ازياء بس مبقاش عندي شغف حسة مستقبلي كله ضاع والمفروض اعمل فستان كمشروع التخرج بس مش هقدر فا شيرين هتنفذه بدالي"
" متقوليش كدة يا ريم ربنا كاتبلك نصيبك وهتاخديه وانا متأكد انك هتحققي كل الي بتتمنيه وهتبقي اشطر مصممة ازياء لما تتعالجي وهتلحقي تعملي الفستان بنفسك كمان وهتتجوزي وتتحبي عشان انتِ تستاهلي "
" ده كلام بيتقال وبس.." تحدثت بيأس ثم تابعت
" انت تقدر تتجوز واحدة في ظروفي وتستغنى عن الخلفة وتعيش في صمت دايما؟ " نظرت اليه بتركيز وهى تعلم مسبقا الرد
" اه "
" نعم؟ انت بتكدب عشان تواسيني مش كدة؟ "
" لو بحبها مش هيفرق معايا حاجة ده غير اني مبحبش الأطفال لو هى بتحبهم ممكن نتبنى واحد ويبقى ابننا ممكن نربي حيوانات انا دكتور بطري على فكرة..وكمان هحاول اعرضها على احسن الدكاترة عشان صوتها يرجعلها تاني وحتى لو مرجعش لو بحبها مش هيفرق معايا حاجة واتعلم لغة الإشارة عشانها كمان "
نظرت اليه بعدم تصديق " خلينا نغير الموضوع "
" ماشي "
" دورك كلمني عن نفسك "
" زي ما قولتلك انا دكتور بيطري عندي عيادة بتاعتي وعندي 25 سنة عايش مع اختي الكبيرة اكبر مني بسنتين بابا وماما اتوفوا في حادثة من خمس سنين وانا بقيت اصرف على اختي واخلي بالي منها وعندي كلب تشوفيه؟"
ابتسمت بخفوت وحدثت نفسها " شكله طيب..لا متتخدعيش بالمظاهر لا..بس هو ساعدك جامد..ما التاني كان بيساعدك بردو! " كانت في صراع داخلي حتى افاقت من شرودها على صوته
" ريم انتِ كويسة؟ "
" اه وريني الكلب معلش سرحت شوية بس "
" اهو بصي "
" جميل اوي بحب الكلاب بس بخاف منهم "
" متخافيش دول طيبين اوي واوفيا مش هتلاقي زيهم احسن من الناس صدقيني..ودي اختي "
ابتسمت ونظرت اليه " اختك قمورة اوي وشبهك اوي "
" قصدك اني قمور؟ " نظر اليها وابتسم ابتسامة جذابة في محاولة منه لتلطيف الاجواء
اما هى فأمسكت يدها بتوتر ونظرت للجانب الآخر فابتسم هو وغير مجرى الحديث
ظل يتحدث عن نفسه ويسرد عليها المواقف المضحكة والمحرجة التي حدثت له والغريب انها تفاعلت معه وضحكت كثيرا لأول مرة منذ الحادثة اما هو فنظر اليها بحب وامتنان
" تعرفي ان ضحكتك جميلة اوي ممكن متخبيهاش تاني؟ "
ابتسمت بخجل وهزت رأسها بالايجاب
دخل الطبيب وابتسم لها
" صباح الخير يا ريم انا كتبتلك على خروج النهاردة الحمدلله اتعافيتي وبقيتي كويسة جسمانيا بس هتيجي كل اسبوع عشان جلسة العلاج النفسي ومش هتدفعي اي حاجة الدكتور مش عايزة غير انك تكوني كويسة وبس "
" متشكرة اوي " تحدثت بامتنان
" كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع " تحدث بحرج ولا يعرف كيف يبدأ الحديث اما هى فنظرت اليه باهتمام
" اكيد انتِ مش هتقدري تعيشي لوحدك في المكان ده تاني عشان الذكرى وعشان محتاجة حد ياخد باله منك الفترة دي فا عندي اقتراح ايه رأيك تعيشي معايا انا واختي الفترة دي؟ "
اما هى فغضبت ونظرت اليه بحدة " انت عايز تستغلني وتاخد تمن مساعدتك ليا مش كدة؟! انا هرجعلك الفلوس بس ارجوك سيبني في حالي " وفرت الدموع من اعينها
" والله ما اقصد حاجة انا بروح الشغل الساعة تسعة وبرجع 11 بليل وبرجع انام على طول يعني مش هتشوفيني اصلا هتبقي قاعدة مع اختي انا بس عايز اتطمن عليكي تقدري تكلمي اختي وتسأليها بنفسك "
" بس انا مش عايزة ابقى حمل على حد "
" انا عايز اساعدك واختي نفسها تساعدك لما تشدي حيلك هسيبك تعملي الي انتِ عايزاه وتقرري براحتك "
" بس مفيش حد بيساعد حد بالطريقة دي من غير مقابل! "
" انتِ عارفة طبيعة شغلي ايه؟ "
" دكتور بيطري "
" بالظبط يعني ممكن اشوف قط تعبان في الشارع واعالجه واربيه واخلي بالي منه..مش هعمل كدة مع انسان؟ "
نظرت اليه ولم تعقب
" انا هبعتلك اكونت اختي تكلميها بنفسك "
" ماشي "
" ازيك يا اميرة انا ريم "
" ريم حبيبتي عاملة ايه بقيتي احسن؟ "
" انا كويسة بس كنت عايزة اسألك على حاجة"
" اتفضلي يا حبيبتي..انا مبسوطة اوي اني بكلمك "
" حسام عايزني اعيش معاكي الفترة دي لغاية ما الاقي شقة ويبقى ليا دخل ثابت "
" انا اصلا الي اقترحت عليه تنوريني انا طول عمري نفسي في اخت بنت "
" بس انا خايفة ومش عايزة ابقى عبأ عليكوا ومش عارفة ليه بتساعدوني كدة انا مستغربة اوي مفيش حد كدة "
" صدقيني يا ريم زي ما فيه الوحش فيه الحلو خايفة من حسام؟ حسام ده طيب اوي هو الي شالني بعد موت ماما وبابا وطول عمره حنين عليا متخافيش منه وبعدين ده يادوب بيرجع من الشغل مهدود وبينام على طول يعني مش هتشوفيه هتبقي قاعدة معايا انا وبس..وبالنسبة لحوار عبأ ده انتِ تنوريني متخافيش احنا مرتاحين جدا بسبب الورث وبسبب شغل حسام وانا بشتغل اون لاين عشان مش عارفة اشتغل بشهادتي اصلي متخرجة من حقوق ومصر كلها محاميين " تحدثت بمزاح
" انا مش عارفة اقولك ايه بجد او ارد جميلك انتِ وحسام ازاي انا مكسوفة منكوا اوي "
" بصي انتِ تديني عنوانك وهاجي اخد منك مفتاح البيت والملك هدومك وكل الي تحتاجيه "
" متشكرة اوي..خدي كلمي حسام يقولك العنوان "
" العفو يا حبيبتي "
هاتفها حسام فأجابت
" انا هجيلك البيت دلوقتي اديكي المفتاح وهاجي معاكي عشان متشيليش كل حاجة لوحدك "
" خلاص ماشي يا حبيبي مستنياك "
" حسام "
" نعم " نظر اليها باهتمام
" متسيبنيش " تحدثت بقلق
" متخافيش هرجعلك تاني انا بس هروح اجيب حاجتك عشان اميرة مش هتقدر تشيل كل ده لوحدها وهاجي اخدك بسرعة متقلقيش..نامي وارتاحي شوية لغاية ما اجي "
هزت رأسها بالموافقة واحتضنت الوسادة واغمضت عيناها
اما هو فشعر بشعور غريب يجتاح قلبه وابتسم
" شعور حلو اوي لما تحس ان فيه حد واثق فيك وشايفك امانه يا معاذ "
" انا مستغرب سبحان الله مش عايزة تتعامل غير معاك "
ابتسم حسام بسعادة وذهب لأميرة
وبعدما جمعوا الملابس والمستلزمات الخاصة بها من كتب ومستلزمات العناية بالبشرة والشعر وأدوات التجميل وكل ما يخصها بالمنزل ووضعوه بالسيارة
" انا عايزة اشوفها يا حسام ممكن اجي معاك؟ "
" الشنط ملت المكان ورا فا هروحك عشان هى تعد قدام وتفرد جسمها عشان العملية "
" خلاص ماشي "
وبعدما عاد اليها ودلف للغرفة
" ريم انا جيت "
لاحظ عيناها المغمضتان بقوة ودموعها التي تناثرت غلعى خديها وامساكها في الوسادة بعنف
" ريم انا حسام اصحي متخافيش اصحي ده كابوس" حاول التحدث معها بدون لمسها ولكنها لم تستجب فوضع يده على كتفها
" ريم اصحي ده كابوس"
شهقت بقوة واعتدلت ونظرت اليه وتراجعت للوراء وقلبها يدق بفزع ثم التقطت هاتفها
"متلمسنيش تاني ارجوك "
" انا اسف..بس كنت بحاول اصحيكي كنتي بتحلمي بكابوس.. مستعدة نروح؟ انا جبتلك فستان تلبسيه دلوقتي هتقدري ولا اجيب الممرضة تساعدك؟ "
" لا انا هلبسه ده فستان عادي انا مش عايزة حد يشوف جسمي "
" اعملي الي يريحك يا ريم متقلقيش عن اذنك هسيبك تغيري " وذهب للخارج
اما هى فنظرت على جسدها في المرآة وتذكرت تمزيق ملابسها وما فعله بها ونظرت الي جسدها بحزن
" مش عايزة اشوف جسمي تاني عايزة اخبيه وبس انا تعبانة اوي " حدثت نفسها بحزن وارتدت الفستان بسرعة لتتجنب رؤية جسدها وشعرت بالتعب قليلا وحاولت ارتداء حذائها ولكنها تألمت بشدة فذهبت للخارج ونظرت لحسام
" مالك " ذهب اليها وامسك بيدها
فنظرت اليه بألم
" هشيلك "
نظرت اليه ووافقت فحملها ووضعها على السرير
" انا هلبسهالك يا ريم مندهتيليش ليه؟ "
ونظر للأسفل وامسك بالحذاء ووضعه بقدمها
" يلا نمشي..هشيلك للعربية لو سمحتي "
هزت رأسها فحملها وظلت تنظر لوجهه بأمان واجتاح قلبها شعور غريب ثم اغمضت اعينها وامسكت به جيدا فنظر اليها وابتسم بحنان وكم يتمنى ان يحتضنها ليخفف عنها ولكنه لا يستطيع تخطي الحدود
وضعها بالسيارة وجعل الكرسي مثل السرير لتستلقي
" كويس كدة؟ "
هزت رأسها واستلقت براحة ونظرت اليه بتمعن حتى وصلوا لوجهتهم حملها وذهب بها للداخل ووضعها على السرير وسط نظرات اميرة ذهبت ورائهم وابتسمت بترحيب
" ازيك يا ريم انا اميرة فرحانة اوي اني شوفتك "