5

17 23 0
                                    

تنهد بعمق وجلس على الكرسي وانتظر لثلاث ساعات ولم يخرج الطبيب افاق من شروده على صوت هاتفه
" مش هتفهمني فيه ايه؟! " تحدث معاذ
" تعالالي على مستشفى مصر الدولية "
" حاضر قلقتني فيه ايه "
" لما تيجي هحكيلك "
وبعد وصول معاذ
" فيه ايه طمني "
" انا لقيت بنت في الشارع كانت بتنزف جامد اوي فا قولتلها عشان تخلي بالها وكان شكلها تعبان جدا مرة واحدة اغم عليها وخدتها المسشتفى حالتها صعبة اوي باين فيه حقير اغتصبها وهتشيل الرحم ومش هتخلف تاني "
" ينهار اسود يا ابن الكلب!!..طب وبعدين ده البنت هتدمر نفسيا "
" مش عارف بس نتطمن عليها ونطلب البوليس يشوفوا الي حصل ولو تعرف الولد تقول ويجيبوه من قفاه " نظر للأمام وجد الطبيب يخرج من غرفة العمليات
" طمني يا دكتور "
" الحمدلله العملية نجحت بس فيه مشكلة "
" خير فيه ايه " تحدث بقلق
" البنت جاتلها صدمة نفسية مش بتتجاوب مع حد لما يكلمها عينيها ثابتة في مكان معين ومش بتتجاوب ولما حد ينده عليها مبتبصش ده غير انها من البكم فا مش قادرة تتفاعل مع التعب ده غير انها طلعت يتيمة ومن ملجأ و لقيت في جيبها موبايل والبطاقة بتاعتها ورقم الملجأ اسمها ريم ومش هينفع نبلغ البوليس غير لما تقدر تتكلم..لو حضرتك تعرف تتكلم معاها يمكن تستجيب "
اشفق عليها معاذ وحسام ينظر للطبيب بحزن
" انا معرفهاش بس هحاول " تحدث بيأس وذهب للداخل
" ريم "
لم تتجاوب عيناها شاردة ووجهها يملأه التعبيرات الحزينة اعينها منطفئة ومنكسرة وجهها الجميل السعيد اصبح منطفأ وحزين
" ريم انا عايز اساعدك متخافيش مني..فاكراني؟ انا الي مسكتي فيه وكنتي بتبصيلي اكنك بتطلبي مساعدتي "
ظلت على حالها المذري فنظر للطبيب بخيبة أمل
" اندهي لدكتورة نهلة السيكولوجيست "
" حاضر يا دكتور" تحدثت الممرضة وذهبت للطبيبة واخبرتها بالحالة
" انا جاية فورا "
" لو سمحتوا كل الرجالة تخرج من الاوضة انا محتاجة ابقى معاها لوحدنا "
فعلوا ما امرتهم به فجلست الطبيبة على الكرسي المجاور لها
" ريم حبيبتي انا دكتورة نفسية وعايزة اساعدك ممكن تحكيلي الي حصل "
نظرت لها ريم بأعين مليئة بالألم النفسي والجسدي حقا العين مرآة للروح
" انا عرفت انك مبتتكلميش فا عايزاكي تكتبيلي الي حصل اتفضلي موبايلك اهو انا هساعدك تخرجي من الصدمة النفسية الي عندك بس محتاجة اعرف كل حاجة بالتفصيل يا حبيبتي "
هزت رأسها بالإيجاب
" حسة بأيه جسديا ونفسيا؟ "
" نفسي اصوت تعبانة اوي حسة ان فيه حتة من جسمي اتشالت انا الرحم باظ عندي صح؟ مش هخلف صح؟ "
" انا اسفة ليكي يا ريم بس ايوا الرحم اتشال عشان كدة انا عايزة اساعدك تجيبي حقك وتتعافي وتبقي بخير "
" يعني انا مش هخلف! واكيد محدش هيرضى يتجوزني! انا وحشة وخرصة وساذجة وغبية وكمان مبخلفش " امسكت بكوب من الماء كان بجانبها والقته على الأرض بعنف وظلت تبكي بقوة
" متقوليش كدة يا ريم انا عارفة انك مصدومة دلوقتي انا هتكلم معاكي لما تبقي كويسة وترتاحي "
ظلت تبكي بقوة اكبر من الألم فاحتضنتها الطبيبة
" اهدي يا حبيبتي عشان العملية ارجوكي انتِ بتأذي نفسك اكتر انا مريت بتجربتك يا ريم انا شيلت الرحم ومبخلفش اهدي "
تمالكت نفسها قليلا ونظرت لها باهتمام
" دلوقتي هديكي مهدأ وهتنامي وبليل ان شاء الله هنتكلم مع بعض "
ربتت على كتفها واعطتها حقنة مهدأة وذهبت للخارج
" خير يا دكتورة؟ " تحدث حسام
" الحمدلله تجاوبت معايا كانت عارفة انها مش هتخلف تاني وجالها انهيار عصبي بس قدرت اهديها هى نايمة دلوقتي ولما تصحى هتكلم معاها "
" الحمدلله " تحدث بأسى
" البنت قطعت قلبي ايه ده " تحدث معاذ
" اومال لو شوفتها وهى في الشارع انا مخنوق اوي نفسي اساعدها بأي شكل "
" وانا لازم اساعدها بقولك ايه انت دفعت كام في العملية هشيل معاك "
" يا ابني حوش فلوسك انت داخل على جواز "
" يعني اخو مراتي المستقبلية يبقى في ازمة ومساعدهوش! وبعدين كفاية انك مشغلني معاك في عيادتك سكرتير لغاية ما افتح عيادتي ده انت جمايلك مغرقاني وبعدين انا عايز اساعدها بلاش هبل بقى وقولي دفعت كام " تحدث معاذ
" خمس تلاف "
" خد اتنين ونص اهم "
" خليهم معاك يا معاذ انت كلها يومين وتبتدي شغل في عيادتك الجديدة ومحتاجهم انا الحمدلله مس محتاج انت عارف يعني "
" يا حبيبي دول فلوس كنت مسلفهم لواحد من سنة وردهوملي النهاردة مش محتاجهم صدقني والحمدلله انا ربنا ساترني وبروح اعمل عمليات للقطط في البيوت ده غير اني بشتغل سكرتير عندك وفتحت عيادة وبعملها تسويق على النت لغاية ما ابتدي اشتغل فيها بعد بكرة والدنيا ماشية الحمدلله انا عايز اساعدها خلي ربنا يباركلنا في رزقنا هيتردلنا أضعاف متحرمنيش من اللحظة دي "
" خلاص يا معاذ هاتهم "
" اتفضل "
قاطعهم اتصال اميرة شقيقة سامح وخطيبة معاذ
" حسام انت فين قلقتني عليك مبتروحش ليه! " تحدثت بقلق
" متخافيش انا كويس بس مش هعرف اجي اليومين دول "
" ازاي يعني هتسيبني بايتة في البيت لوحدي انا بخاف يا حسام حرام عليك "
" يا اميرة فيه حوار كبير حصل ومش هعرف اجي "
" طب حصل ايه متسيبنيش نايمة على وداني "
" خدي معاذ يحكيلك انا مش قادر خلاص "
" معاذ!..هو معاذ معاك كمان!..باينك عملت مصيبة "
" ايوا يا اميرة هفهمك " قص عليها معاذ ما حدث بالتفصيل
" يا حبيبتي قطعت قلبي ونبي لما تشد حيلها تعالى خدني وديني اشوفها "
" حاضر بس هى تشد حيلها بس دي متدمرة "
" انا هعملها اكل يقويها كدة وتعالى خده ماشي؟ "
" كتر خيرك يا حبيبتي طول عمرك جميلة وطيبة"
" النساء للنساء يا معاذ اومال يلا هقفل معاك اعملها فرخة وشوربة يظبطوها دي لسة خارجة من عملية ومحتاجة الياف "
" ماشي يا حبيبتي مع السلامة "
" تعرف يا حسام ربنا حطك في طريقها لسبب حتى أميرة اهى هتعملها اكل وعايزاني اخده واجيبهولها "
ابتسم حسام " ربنا بيحبها الحمدلله اننا قدرنا نساعدها ومش هسيبها غير لما تبقى كويسة "
وباليوم التالي
" الأكل جاهز عملتلك انت وحسام وريم فراخ وشوربة ورز لريم وانت وحسام صنية بطاطس بالفراخ "
" يا سلام يا سلام..معلش يا حبيبتي تعبناكي معانا "
" معاذ دي حاجة بسيطة و لوجه الله انا عايزة اساعدها ربنا يعلم نفسي اخدها في حضني وأعملها اي حاجة تساعد..تعالى بقى يلا عشان تلحق تاكل "
" حاضر " اغلق الخط وذهب ليجلب الطعام
" خد يا حسام ده لريم وده لينا "
حمل حسام الطعام الخاص بريم ودلف لغرفتها
" صباح الخير يا ريم " ابتسم بلطف ثم اردف " فاكراني؟ "
نظرت اليه بضعف وهزت رأسها بالايجاب
" اختي عملتلك اكل عشان تشدي حيلك وتبقي كويسة.. ومتخافيش انا واختي وخطيبها معاكي ومش هنسيبك " تحدث بحنو ليطمانها
اشارت للهاتف لتتحدث
" اه اتفضلي "
" انت ليه بتعمل معايا كدة؟ "
" عشان زي ما فيه الوحش فيه الحلو ربنا حطني في طريقك في الوقت ده بالذات عشان اقدر اساعدك " ابتسم بطلف
اما هى فنظرت اليه بدون تعقيب
" يلا عشان تاكلي "
وبدأ في اطعامها بفمها حتى انتهت
" شبعتي؟ "
هزت رأسها بنعم ونظرت اليه بحيرة
" عايزة تقوليلي حاجة؟ "
" شكرا ليك ولأختك ولخطيبها انا مش عارفة ارد جميلك ده ازاي انا محيلتيش حاجة " وترقرقت عيناها بالدموع
" متعيطيش لو سمحتي ومتقوليش كدة احنا كلنا عملنا ده بحب وعشان ربنا وعشان تبقي كويسة محدش فينا مستني مقابل المهم تبقي تمام "
" شكرا اوي " عضت شفتيها لتمنع نفسها من البكاء
" حسة بأيه؟ "
" تعبانة اوي"
" هقول للممرضة تديكي مسكن حالا "
ذهبت الممرضة اليها واعطتها حقنة مسكنة في المحلول الملحي وبينما كانت تفعل ذلك كانت تنظر ريم لحسام فابتسم ابتسامة هادئة ليخبرها انه لن يتركها وحيدة حتى تتعافى

Silent Beautyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن