عدت الايام و جه اليوم اللي حصل فيه اسوء حاجة حصلت لكريم لحد دلوقتي و هو ان ابوه طلق امه وبعتلها ورقتها بكل برود. ساعتها كريم جاله انهيار و صدره تعبه اوي اليوم ده بطوله وماكنش قادر ياكل خالص او حتى يطلع بره اوضته ولا يشوف ابوه خالص ، كان عمال يعيط طول اليوم لدرجة ان عينيه الزرقاء الجميلة ورمت واحمرت اوي وماكنش شايف بيها كويس و المرة دي هو اللي قفل باب الاوضة على نفسه بالمفتاح.
اما بالنسبة لناجي فكل حاجة كانت ماشية زي ماهو مخطط بالظبط و مش فارق معاه حد ، عملها و هو قلبه مرتاح لانه ماعندوش اطفال يشيل همها ابنه كبير و متفهم الوضع. كان شايف ان الحالة اللي فيها كريم دي هتروح مع الوقت و هيبدأ يتأقلم مع الوضع حتى لو هيتعب شويه مش مشكلة. بس حالة كريم كانت بتسوء و فضل حابس نفسه ٣ ايام و هنا قرر ناجي يقوم بدور الاب اللي نسي كان بيعمله ازاي.
ناجي خبط باب الاوضة على كريم "كريم افتح عايز اتكلم معاك" قال ناجي و مالقاش رد نهائي "كريم افتح لو سمحت" مافيش رد برضه ، فضل واقف كتير ورا الباب مستني اي رد "انت لو مافتحتش انا هكسر الباب !" قال ناجي و فضل مستني بس برضه مالقاش اي رد وهنا بدأ يشك ان كريم ممكن يكون عمل حاجة في نفسه او حصله حاجة او ممكن يكون في حمام بيستحمى بس قرر انه هيكسر الباب عشان يقطع الشك باليقين.
ناجي راح عشان يجيب سكينة من المطبخ و طلع لاوضة كريم فوق و كان عمال يفكر هيبدأ منين و هيكسره ازاي و بعدين راح دخل السكينة بين الباب و الحيطة من ناحية الاكرة و فضل يدخل السكينة بقل قوته لحد ما الباب شكله بقى بايظ خالص و برضه لسه ماتفتحش و حتى السكينة بقيت متنية "يا كريم !" هو هنا ادرك ان اكيد في حاجة لان كريم مش هايسيبه يكسر الباب بالطريقة دي و يفضل ساكت.
قام ناجي ساب السكينة في الارض و فضل يخبط الباب بكتفه كذا مرة لحد ما اتكسر الباب و ناجي كان عرقان اوي و بينهج مع ان الدنيا كانت شتاء . الباب وقع على الارض و عمل صوت جامد و ناجي بص لقى كريم نايم على السرير بس ازاي نايم و الوقت متأخر كده فا جري عليه و طلع جنبه على السرير "كريم" قال ناجي و هو بيحاول يصحي كريم بس كريم مش بيصحى.
ناجي حط ايده على جبهة كريم و لقى جسمة متلج و شفايفه بيضاء ، حط صباعه على معصمه عشان يقيسله النبض و لقى النبض ضعيف . ناجي اتخض جداً و ارتبك ، كريم مش نايم كريم اغم عليه من قلة الاكل و من التعب و العياط ، قرر انه هيطلب الاسعاف بسرعة. ناجي كان عنده شعور بالندم و حس انه اناني شوية و فكر في نفسه وبس و فكر انه لازم يبقى كويس و لطيف مع كريم عشان مايدمرهوش اكتر من كده.
ناجي طلب الاسعاف و وصلوا بسرعة الحمدلله ، من كتر ما ناجي كان مستعجل و خايف راح هو شال كريم و نزله لعربية الاسعاف اسرع من ما هما يطلعوا يشيلوه. اول ما دخل عربية الاسعاف حطوا لكريم جهاز اكسجين و الجهاز اللي بيقيس الضغط و ضربات القلب و طلع ضغطه واطي جدا و لو ماتلحقش ممكن يموت. ناجي كان بيدعي انهم يوصلوا المستشفى بسرعة وكان متوتر جداً و كل شوية يسألهم في العربية قربنا و لا لسه و هما كانوا مقدرين قلقه و بيطمنوه.
بعد شوية صغيرين وصلوا للمستشفى ودخلوا كريم على الطوارئ و بدأوا يكشفوا عليه الدكاترة هناك و يعملوا الفحوصات اللازمة و لان ناجي كان دكتور معروف فا الدكاترة هناك كانت عارفاه . في دكتور شاب راح لناجي عشان يعرف منه تفاصيل
"ممكن حضرتك تقولي ايه اللي حصل بالظبط؟" سأل الدكتور و ناجي اتوتر اكتر
"ا-انا كنت راجع من الشغل و دخلت عليه الاوضه لقيته مغمى عليه" قال ناجي كذب
"الفحوصات مبينه ان فيه سوء تغذية يا فندم" قال الدكتور
"ا-اصل هو الفترة اللي فاتت اتعرض لصدمة و ماكنش بياكل خالص و انا كنت بتحايل عليه" قال ناجي و كذب تاني
"ربنا يشفيه و يعافيه يا فندم و كل حاجة تتصلح و تبقى تمام ... ماتقلقش هو هيبقى كويس احنا علقناله محاليل و شوية كده هيفوق و هيبقى كويس ان شاء الله ، الف سلامة على الاستاذ كريم" قال الدكتور و هو مبتسم و اللي كلامه ريح ناجي شوية.ناجي راح بسرعة عشان يعمل تليفون ضروري ، راح عشان يكلم شهد و دي حاجة ماكنش ليها تفسير و واضح ان شهد كانت عارفة تفاصيل كتير عن ناجي و كان بيدخلها في كل حاجة بتحصل معاه :
"الو" قال ناجي
"ايوه يا ناجي" قالت شهد
"شهد انا حاسس اني بعك و كل حاجة بتبوظ مني" قال ناجي
"ليه هو ايه اللي حصل تاني" قالت شهد
"كريم من ساعة ماعرف خبر الطلاق و هو متدمر و دلوقتي هو في المستشفى" قال ناجي
"كريم في المستشفى !" قالت شهد و هي مصدومة
"هو كان حابس نفسه في اوضته وانا ماعرفش عنه حاجة بقاله ٣ ايام و جيت اطمن عليه انهارده لقيته مغم عليه و بيموت" قال ناجي
"بيموت ! مش قولتلك براحة على الولد يا ناجي !حرام عليك والله" قالت شهد
"من امتى وانتي بتخافي عليه يعني" قال ناجي
"ل-لا مش موضوع بخاف عليه بس حرام يعني" قالت شهد بصوت مرتبك و متوتر
"اقفلي دلوقتي يا شهد الدكتور بينادي عليا" قال ناجي و قفلوا المكالمة مع بعض و راح عشان يتطمن على كريم.دخل الاوضة اللي فيها كريم و قعد على كرسي جنب السرير بتاع كريم و فضل باصصله و هو نايم زي الملايكة و مسك ايده و هو شايل الهم. واكتشف متأخر اوي للاسف ان علاقته بابنه اتدمرت للابد و ان هو دمر عيلته بايده بسبب مشاكله الشخصية بس هو مضطر يكمل في اللي ابتدا فيه عشان لا اميرة هتقبل ترجلعه ولا كريم هيبقى سوي نفسياً انه يكمل حياته لوحده ، ربما لو كمل في خطته الحياة تبقى احسن. بعد شوية ناجي لاحظ ان كريم ابتدا يحرك ايده و يفتح عينه ، ناجي فرح اوي وكان بيحمد ربنا من جواه .
"م-ماما" اول كلمة قالها كريم لما فاق "ماتخفش يا حبيبي انا معاك" قال ناجي "لا انا مش عايزك" قال كريم و اللي صوته كان تعبان و هو شخصياً كان تعبان جداً و مش قادر يتحرك ، كلمات كريم جرحت ناجي اوي و خليته يكتشف كمية الضرر اللي سببه لابنه طول الفترة اللي فاتت ."هو انا فين؟" سأل كريم "انت في المستشفى يا حبيبي" قال ناجي "في المستشفى ليه؟ انا مش فاكر حاجة" قال كريم "اصل انت اغم عليك من قلة الاكل" قال ناجي "وانت بقى جبتني هنا؟" سأل كريم "اه انا كسرت باب الاوضة و اول ما لقيتك كده اتصدمت و طلبت الاسعاف فوراً" قال ناجي.
"كنت سيبتني اموت و ارتاح وانت ترتاح" قال كريم "ايه اللي انت بتقوله ده يا كريم انا بحبك ده انت ابني الوحيد" قال ناجي "روح قول الكلمتين دول لحد غيري تضحك عليه ... الحب بالافعال مش بالكلام يا بابا" قال كريم "صدقني انا هتغير و هبقى احسن" قال ناجي "خلاص انا مبقاش فارق معايا اهي ايام بقضيها لحد ماربنا ياخدني" قال كريم ، ناجي ماكنش لاقي كلام يتقال بعد اللي اتقال بس حضن كريم "حتى حضنك ده مابقتش اصدقه" قال كريم "كفايا يا كريم ارجوك" قال ناجي و كريم سكت و مقالش حاجة تاني. من امتى وكلام كريم بيأثر في ناجي ، كان اثر فيه طول الفترة اللي فاتت.
أنت تقرأ
البحث عن حياة
General Fictionكريم ولد عايش مع اهله و مبسوط و كل الناس كانت بتحبه ، بس في يوم حصلت مشاكل شديدة بين الاب و الام و انفصلوا تماماً و حياة كريم كلها اتلخبطت و ابوه اتحول لانسان عدواني خصوصاً بعد وفاة امه (جدة كريم) و معاملته اتغيرت مع ابنه و مراته كأنه كان متخفي...