15| رُهاب الفَقد .

159 12 17
                                    

[لم أحب أحد مثلك أبدًا أبدًا ، ولم أقترب من أحد مثلما اقتربت منك، لقد بدأت معك ويبدو لي أنني سأنتهي معك].

أغلَقتَ بابَ غُرفتك بينما زفرتَ الهواء بـِحنق ، أو رُبما تَعب لا أدري .
مُغلقَ العينينِ كُنتَ ، تُشيح بنظراتِك لأي مكان آخر حتى لا تَنظُر لوجهي المُستغرب و القلق في نفسِ الآن .

- قيو عزيزي ما بِك تتصرفُ بغرابة منذ أن قابلنا جاكسون ، أتود الحديثَ معي عمَّا يُزعجُك ؟.
أردفتُ كلمات بهمس مسموع لكلينَا نسبةً لسُكون الهواء من حولنا .
رفعتَ رأسك و بصرك نحوي بعدما كنت تحدق بالارض بـشرود. لـتبعد خُصلاتك السوادء المُتمرة على جبينك بخفة و تتجه بعدها لفراشك دون الإعرابِ بـبنت شفة .

- إجلس هنا .
كنتَ تُشير لأن أجلس بقربك في الفراش و أنا أطعت .
تبادلنا النظرات للحظة قبل أن تُتمتم بـكلماتِك :

- أعانِي رُهابَ الفقد ونوو .
تنهدتَ طويلاً و أشحت ببصرك بعيداً عني مُجدداً ، أمسكتُ بـذقنك و جعلت من وجهي يُقابلك مجدداً .

- عندما تتحدُث معي ، حدق في عيني .
و إبتسمتُ بوجهك و فعلتَ مثلما أمرتك قبل أن تُكمل :

- منذُ وفاةِ توأم ريو جين ، كانَ صبياً يُدعي هيون جين ، كان لا يُشبهها لحدٍ ما ، توفي منذ سنتينِ عندما كُنت أصطحبهما إلى محلِّ الألعاب ، جميعنا كنا سعيدين و كان هوَ الأسعد بيننا ، لهذا كان يسبِقنا أنا و ريوجين بالجري بـتهور، حذرته مراراً من ذلك حتى قطع تيارسعادته رصاصة طائشة من زُقاقٍ كانت به عصابة يتشاجرون  .

دمعةُ دافئة شقت طريقها  عبر وجنتِك الصافية لتُعكر صَفوها
و أنا لرؤيتك تتألم تمردتِ الدموع مني
صوتك المهزوز ، نبرتُك الهشة و رموشك المُبتلة
كانت كفيلة لتُعذب أدقَّ الأركانِ في قلبي لـتجعلني أشاركك البكاء في صمت .

مَسحتَ دموعك بخشونة و لكن لم تلبث لحظة فـحلَّت محَلها أخرى نبستَ بغضبٍ طفيف :

- لهذا أخشى فِقدان أحد عزيز على قَلبي ونوو، أخاف فِقدانك ، عندما رأيت جاكسون على وشك الهجوم عليكَ من بعيد شعرتُي أنا شريطَ حياتي يمرُّ أمامي ، كأني أنا من سيتأذى و ليس أنت ونوو !.
صرختَ في نهاية جُملتك بنبرة لم أعهد مثيلاتِها  ، أوقفتُ نوبة صراخك و تحركك بعشوائية عندما ضممتُك أقوى بينَ ذراعي حتى تستشعرَ الدفء عوضاً عن برد الجو ، فـهدأتَ و أنا بدأت بالتربيت على شعرك الأسود الأملس .

- لا بأس ، أنا آسف لما حصل لأخيك و لكن كما أخبرتني سابقاً أن علينا مَحو الماضي لـنستطيعَ عيش المُستقبل ، على الإنسان أن لا ينبش في الذاكرة إذا أرادَ أن يعيش سعيدًا.

نظفتُ حلقي و أكلمتُ :
- لا تقلق علي ، أنا بخير الان بسببك مينقيو .

نبستُ بهمسٍ و نبرة جعلتَك تهدأ قليلاً عن ذي قبل حتى غَفوتَ بين ذراعي كـالطفل الصغير ، شاهدت ملامحك عن قُرب و لأول مرة توقفتُ عن التلصص عليك لـسرقة نظرة لوجهك المَليح .

ثَملت عيناي من إبصار خَمر معالِمك
لهذا إستسلمتُ  و غفوتُ أشاركك النَوم  .




[ يا صديقي  الوَحيد ، لن أقول أني لا أخشى فقدانك ، لكني لن أعدك بأني سأكون معكَ حتى النهاية لأني لا آمن ذلك من الحدوث فُجَآءة و التلاشي من امامك، و لكن لنصنع الذكريات الجميلة معاً لأطول فترة ممكنة حتى نتلاشى سوياً من الوجود !].




***
حالة مينقيو مو غريبة وهي مُتلازمة عند البعض و موجودة عندنا بكثرة، انا شخصياً اتحدث بكوني ' رزان ' أمتلكها نسبة لعدد من الفُقداء العزيزين لَقلبي ، حتى أصبحتُ أتخيل أني افقد اقرب الناس لي و أبكي على فراقهم الذي لم يحدث اصلاً .

بِيانِستو [ مينوون ]. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن