الفصل الرابع عشر

263 66 61
                                    

قراءة ممتـ()ـــعة

--

«للأسف لم تعد الحياة بتلك البساطة التي تخيلناها في الصغر»

· · • • • ✤ • • • · ·

ثلاث ساعات مرت و أنا أبحثُ عن عمل لكن لا أمل!

بدءً من ذلكَ المطعم الكبير الذي اتضح أنه لا يحتاج إلى عمال إضافيين و بعدها ذلك المُجمع التجاري و الآن أنا على وشك الولوج إلى هذه المكتبة القديمة نوعًا ما

كانت الساعة تُشير إلى السابعة  مساءً و الشمس كانت قد غربت بالفعل لذا أسرعتُ بالدخول من الباب الرئيسي و توجهتُ نحو تلك المرأة البدينة التي كانت تجلسُ أمام المكتب

كانت تحمل بيدها مجلة ما عن الموضة و بدتْ مُركزة معها تماما ما دفعني لأحمحم جاذبةً إنتباهها

رفعتْ عيناها الغائرتين نحوي و تهجمتْ ملامحها فورا و قالتْ بنبرة غلبَ عليها الضيق

" ماذا تحتاجين؟ "

قلَّبتُ عيناي داخليًا و حافظتُ على أريحية ملامح وجهي و أنا أقول

" أين يمكنني أن أجد مكتب المدير "

" المدير ليسَ هنا و لن يكون هنا غدا و لا حتى بعد غد "

رمت بكلماتها و عادت تتباع قراءة مجلتها لأخرج من المكتبة كما دخلت و أنا أجر أذيال الخيبة ورائي، لقد تبقتْ أمامي ثلاث ساعات و نصف فقط و بعدها ستُغلق المطاعم أيضا و لن يتبقى لي أمل في العثور على وظيفة

سرتُ مبتعدة عن تلك المكتبة و أنا أُمسك حقيبة ظهري بكلتا يداي، حدقتُ بالمتاجر و المحلات، لا أعتقد أن حظي سيُسعفني اليوم 

ما تبقى معي من مال لا يكفي إلا لإيجار غرفة  ليومين

تمتمتُ في نفسي بحسرة و أنا أراقب الوضع الصعب الذي وجدتُ نفسي فيه، من كان يتخيل أن إيلينا نورتون ستعيش موقفا كهذا في يوم من الأيام 

توقفتُ عن السير فجأة حين تذكرتُ أن إمتحاناتي لم يتبقى لها سوى أسبوعين، أنا الآن أحتاج عملا و بشدة

واصلتُ في تلك الليلة البحث عن أي وظيفة و في الأخير إنتهى بي المطاف ذاهبةً إلى أحد الفنادق كي أقضي فيها تلك الليلة و أُواصل البحث عن عمل ما في اليوم التالي، لا يُمكنني العودة إلى الدراسة حتى أجد عملا و لكن السؤال هنا هو متى سأجد هذا العمل؟

الوردة السوداء - Black Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن