مسخ

2.8K 80 30
                                    

أغمضت عيناي أريح رأسي على الجدار خلفي بينما أحاول التقليل من قدر استهلاكي للهواء قدر استطاعتي ، فعدم معرفتي متى سيخرجونني من هذا الصندوق و لا متى سينفذ الأكسجين  لا يساعد في إراحة أعصابي على الاطلاق عدى عن أنني في كل مرة أحاول التنفس فيها أشعر و كأنني أحمل خنجرا و أضغط به على رئتي و أنا أعتقد أن هذا فعلا ما يحصل
لا بد أنها قد كسرت لي ضلعا أو اثنين حين قامت بركلي ، ربما لم يكن علي سبها بذلك الشكل و لكن ما الذي كانت تريد مني قوله و هي تحاول غرس تلك الإبرة في ذراعي بينما قدمها تكاد تسحق وجهي
لا زلت لا أعلم ماذا تحتوي تلك الإبرة و لا لماذا تمنحني إياها كل عشرين يوما طوال السنتين الماضيتين و لكن ما أعلمه هو في أنني في كل مرة تعطيني إياها أشعر بنفسي أنطفئ أكثر فتسحب معها أي مقدار طاقة و لو كان صغيرا تاركة مجدر الفراغ بداخلي لأغرق أنا به أكثر فهذا كل ما أستطيع فعله
الغرق في الفراغ الذي جعلتني أعيشه في السنتين السابقتين
لا أعلم ما الذي تغير حتى أصبحت لا تدعني أخرج من تلك الغرفة عدى عند إحضاري لهذا الصندوق و لا سبب همجيتها التي ازدادت عن ما كانت عليه لأن ضربها قد أصبح أشد في الأيام السابقة فعادة تمنحني الابرة ثم تختفي و تتركني في غرفتي فاقدة الوعي بينما هذه الأيام أصبحت تضربني بدون سبب حتى و أصبحت تقلل من منحي الطعام

أسئلة
هذا كل ما أستطيع فعله رغم معرفتي أنني لن أحصل على أي إجابات
و كل ما أستطيع فعله هو الجلوس أتصارع مع أفكاري لأحزر احتمالات وراء أخرى عما قد تؤول اليه حياتي رغم أنه يبدو واضحا بالنسبة لي ما سيحدث فلا أعتقد أنني سأحتمل هذه المعاملة أكثر من هذا

كم أشتاق لتلك الأيام حيث كنت أعيش حياة أقرب للطبيعية رغم أنني كنت أقوم بكل الأعمال المتعبة الخاصة بالمنزل إلا أنني كنت أستمتع بالتحرك و الحصول على بعض الحرية و لو كان ثمنها جسدا منهكا متعبا غير قادر على التحرك في الليل لكن كنت أفضل حالا من الٱن فها أنا بجسد منهك و متعب غير قادر على التحرك و بدون أن أخرج حتى
رفعت يدي أتأمل الكدمات التي أصبحت بعضها سوداء اللون و أخرى خضراء بينما الجديدة لازلت وردية اللون

زفرت بتأني أحاول تهدئة نفسي قليلا فشعرت بدمعة وحيدة ساخنة تتسلل من عيني نزولا لأشعر بها تشعل نارا داخل قلبي
رفعت يدي بغضب أمسحها بعيدا و أمسح كل أثر للألم معها
لن أفعل ، لن أبكي الٱن لقد مررت بأسوء من هذا و لن أسمح بما حدث الٱن أن يرجعني للوراء
أنا لم أعد نفس الفتاة التي تبكي لكل شيء و لن أكون هي مجددا
أنا أقوى من ذلك

فتحت عيناي حين تناهي لسمعي صوت خفيف لصرير الباب و قبل أن أعلم ما يحدث فتح أحد باب الصندوق فرفعت ذراعاي بتلقائية أحجب الضوء المفاجئ عن عيناي مما جعل الألم في صدري يزداد لكن لم يتسنى لي الوقت حتى أبدي ردة فعل له فقد شعرت بيد تلتف ممسكة بشعري تسحبني لأعلى

Queen Of Dragons / ملكة التنانين Where stories live. Discover now