جولة

942 50 3
                                    


" لماذا منزلكما بعيد عن الباقين ؟" سألت أيدن أنظر للأشجار و الغابة المحيطة بنا و نحن متجهين حيث بلدتهم مستمتعة بالنسيم العليل و أشعة الشمس التي بدأت تظهر في الأفق مرحبة بيوم جديد

هز كتفه ينظر للبيت خلفنا " نحن نحب الهدوء بعيدا عن ضجيج الجميع "

أومأت بتفهم محبة لذلك فالمكان و السكون المحيط به حقا رائع و رغم أنني أمضيت حياتي محبوسة في قفص بعيدة عن الجميع إلا أنني حقا أرحب بفكرة اقتناء منزل في منتصف الغابة بعيدا عن الناس  " هل البلدة بعيدة ؟"     

نظر لي بطرف عينه يرفع حاجبا " بالكاد مشينا دقائق إنها بعد هذه الأشجار "

أومئت أركز انتباهي عليه الٱن أتأمل قميصه الأسود و البنطال القصير مظهرا لياقته البدنية و شعره المبعثر لازال مبللا لأنني سحبته من غرفته دون منحه أي وقت حتى يقوم بأي شيء حتى نقوم بهذه الجولة التي وعدني إياها حول المكان " أنت لا تحب الكلام كثيرا أليس كذلك "

أراح يديه خلف ظهره يسير ببطء مماثلا لوتيرة سيري " كان يمكنك الطلب من إيثان أن يأتي معك "

ابتسمت عندما تذكرت إيثان النائم في سريره و كأنه في غيبوبة و أجبت أهز رأسي " أنت هو رفيقي لذلك أنت هو من يفترض به أن يأخذني في جولة "

أمال رأسه قليلا حتى يستطيع النظر لي جيدا " أرى أن إيثان قد أخبرك ما معنى رفيقة "

ضحكت بخفوت أقلد طريقة مشيه أريح يداي خلف ظهري أبدو كعجوز في الخمسين  " أنت حقا لم تظن أنه سيصمد أكثر من يوم أليس كذلك "

ارتفعت شفته في ابتسامة يهز رأسه " أعتقد أنه يجب أن أبقيكما بعيدان عن بعض "

تقدمت بضع خطوات و التفت أمشي بالعكس أنظر له بتحدي و حاجب مرفوع " لماذا ؟ هل هناك ما تخفيه و تخاف أن أكتشفه ؟ "

توقف عن السير ففعلت المثل أنظر له بترقب لكنه فقط ابتسم يتأملني " لكل منا أسراره زي "

توقفت عن التنفس لبضع لحظات و كأنني تذكرت الٱن من أكون حقا و ما أخفيه عنهما و عن الجميع ، لا أصدق أن بضع دقائق مشيا جعلتني أنسى هويتي و أتصرف كأنني فتاة طبيعية بل و أتحداه على معرفة الأسرار التي يخبئها

تحدثت بعد أن أحسست أن الصمت قد طال بيننا بصوت بدى بعيدا " نعم لكل منا أسرار "

تقدم ناحيتي أكثر يقف أمامي يفصل بيننا بضع سنتميترات فقط ثم رفع ذراعه بطريقة جعلتني أجفل مكاني متراجعة للخلف بينما بدأت ذكريات قديمة تطوف خيالي فرمشت عدة مرات أحاول إبعادها و حبسها حيث كانت أقنع نفسي أن الواقف أمامي أيدن و ليس سيدرا و لا زوجها
الواقف أمامي الذي ينظر لي الٱن و كأنه ينظر لقنبلة موقوتة لا يعلم متى ستنفجر ، فقط وقف أمامي يمنحني الوقت الذي أحتاج حتى أعيد تنفسي لطبيعته
حركة استغرقت ثواني فقط و لكنها خلفت حيرة و أسئلة بدت واضحة في عيناه قد تدوم أياما

Queen Of Dragons / ملكة التنانين Where stories live. Discover now