شطبت للمرة الرابعة عشر على الجدار على مرور أربعة عشر يوما منذ أن أعطتني الإبرة مما يعني أنها ستأتي بعد ست أيام لتمنحني الأخرى و ستأتي غدا لإحضار ذلك الطعام العفن فعادة أستيقظ غدا
لا أملك خطة محددة و لا زلت لا أعلم ماذا يجب أن أفعل و لم أقرر أي القرارين أسلم لي
أهرب فألقى مصيرين إما أنجح و إما أعود لذلك الصندوق
أبقى و أكتشف ما القصة وراء بقائي هنا و قد ألقى مصيرين إما أبقى حية و إما ألقى حتفي
زفرت بتعب و قد شعرت بجروحي قد التئمت و أصبحت أتنفس براحة أمس مما يعني أن الكسور في أضلاعي قد تعالجت و هذا غريب فعادة و لو كان الجرح ضئيلا يأخذ أكثر من شهر ليلتئم دون الحديث عن الكسور التي تأخذ وقتا أطول و هذا مع الإبرة و مفعولها
أولا لم أغب عن الوعي و ثانيا سرعة تعالج جروحي
و كأن الإبرة لم تقم بأي شيء و دون التفكير بالإبرة فأنا لي أيام دون أكل و لكن هذا لم يغير شيئا
رفعت يدي ببطء أتأملها قبل أن أحاول تركيز طاقتي ، فتحت عينا واحدة أختلس النظر لأجد إصبعا يشتعل نارا
ما اللعنة
ما الذي يحدث الٱن
كيف أملك الطاقة لأشعل إصبعا بعد كل ما مررت به و بعد استنفاذي لكل طاقتي
لا أعلم لماذا لكن لي إحساس أن هذا له علاقة بعيد مولدي الثامن عشر و لا بد أن هذا له علاقة مع اللورد و ما تحدثت عنه
زمجرت بغضب لكل الاحتمالات التي تملئ عقلي بدون قدرتي على معرفة الجواب الصحيح
لكن الٱن و بقدرتي هذه لي فرصة أكبر على الهرب لذلك كل ما تبقى لي هو أن أقرر ماذا أريد
نظرت للنافذة خلفي أراقب السماء الصافية و الشمس تكاد تختفي دليلا على نهاية هذا اليوم كذلك ، تأملت الأشجار الملتفة حول المنزل مخفية ما خلفها لتمنح هذا المكان طابعا مخيفا و كأنني في قصر مهجور في وسط الغابة
ألم تكن هناك قصة عن أميرة كهذه
حاولت تذكر ما سمعته قديما حين كنت أخرج من هذه الغرفة لأقوم بواجبات المنزل فتتسنى لي الفرص لأختلس النظر للتلفاز حين أنظف غرفة الجلوس فتلك كانت الأوقات الوحيدة التي يمكنني فيها النظر إليه
للأسف حتى تلك اللحظات القليلة قد سلبتها مني ربما بسبب تصرفاتي الطائشة و محاولتي الدائمة على إحراقهاضحكت بخفوت أتذكر أول مرة علمت فيها أنني أستطيع التحكم في النار أعتقد أنني كنت في السابعة أو ربما التاسعة لا أتذكر جيدا لكن أتذكر أنها كانت أول مرة تأمرني فيها سيدرا بالطبخ و تحضير العشاء
و هل يعقل لفتاة في التاسعة أن تحضر العشاء
لا أعلم إن كانت سيدرا تملك عقلا لتفكر به فهي أحيانا لا تبدو كأنها تفعل
أتذكر وقوفي لساعة كاملة في المطبخ أنظر لكل إناء على حدة و كأنني أنتظر منه أن يتحرك بمفرده و أن تبدأ الخضار بتقطيع نفسها
ضحكت بخفوت لهلعي في ذلك الوقت خوفا من فشلي و عقاب سيدرا القادم فهلعت أقطع الخضار بدون تقشيرها بطريقة عشوائية أكسبتني عدة جروح في يدي قبل أن أرميها في القدر و أسكب الماء و أرمي كل التوابل التي وقعت عيناي عليها و في محاولتي لإشعال الموقد فتحت الغاز لوقت طويل مما جعل النار تنتشر بسرعة وصولا ليدي
أتذكر ارتدادي للخلف متفاجئة بما حدث ، لم أكترث حينها أنني لم أشعر بأي ألم من النار بل ما أدهشني أن كل الجروح التي كانت في يدي قد اختفت و كأنه لم يكن لها وجود بالأساس
ابتسمت أتذكر وقوفي لساعة أخرى و أنا أحدق بالنار باستغراب قبل أن تأتي سيدرا و تسمعني سيلا من الكلام بسبب الخليط الذي رأته في القدر
أغمضت عيناي أتذكر الضرب الذي انهالت علي به في تلك الليلة لإفسادي لكل تلك الخضار
من قال لها أن تكلفني بتحضير للعشاء
كان يوم غد الذي ذهبت فيه الى المقود و أشعلت النار أراقبها لبعض الوقت قبل أن أمد ذراعي المليئة بالكدمات فيها
لم أعلم لما طفلة في التاسعة لم تشعر بالرعب من ألسنة اللهب تلك بل و وجدت فيها سلوانا و علاجا لجروحي
كانت تلك أول مرة أبتسم فيها
حين أخرجت يدي سليمة بدون وجود خدش واحد حتى
كان ذلك سري لعدة سنين و ربما هذا ما جعلني أتمرد بذلك الشكل كوني أعلم مسبقا أنه في وسعي علاج كل الجروح التي ستسببها لي سيدرا و كنت سعيدة بحصولي على تلك القوة
جعلتني أشعر بالأمان
جعلتني أشعر أنني لا أهزم و أنه لا داعي للخوف من سيدرا
رفعت يدي و أشعلت إصبعا أراقب في اللهيب يتحرك مع حركة الرياح منيرا ظلمة الغرفة
هذه النار التي أرعبت العديد وجدت فيها أنا منزلي_____________
لم أتكبد العناء لفتح عيناي حين سمعت صرير الباب يفتح فأنا أعلم أنها هنا لترمي فتات الطعام ذلك
عضضت شفتي حين قامت بركلي و كأنها مستغربة لما أنا نائمة ، شعرت بها تقترب أكثر و تضع يدها على ذراعي تهزني برفق أدهشني و لكن دهشتي لم تطل حين أمسكت بحفنة من شعري و رفعت رأسي مما جعلني أفتح عيناي للألم
حدقت فيها بغضب و شعرت بنفسي أبدأ بالاشتعال ككل مرة أكسب قدرا صغيرا من الطاقة و أفقد السيطرة عليه
حاولت قدر استطاعتي تهدئة نفسي حتى لا تشعر هي بشيء و ركزت على تنفسي أكثر" كيف هي الأميرة النائمة " أبعدت وجهي عن أنفاسها الكريهة و أغمضت عيناي أستعد لموجة من التعذيب ، ربما سابقا كنت سأستغل قدرتي على توليد بعض النار و حرقها لكن الٱن و بالنظر اليها لا أعلم لماذا لا أرغب في اهدار هذه االطاقة الضئيلة التي حصلت عليها
" هذا طعامك ستأكلينه هل تفهمين " صرخت تشدني ناحيتها بنعنف جعلني أئن من الألم ، أحيانا أتخيل نفسي أصبح صلعاء بسبب كثرة شدها لشعري
أومئت ببطء لربما تترك شعري لكن بدون فائدة مما جعلني أعلم أن هناك موجة قادمة من الضرب
أغمضت عيناي حين رفعت يدها الحرة عاليا و قبل أن أشعر بها تتهاوى على وجهى سمعت صوت زوجها ينادي بالخلف" سيدرااا أين الغذاء " زفرت براحة حين أفلتتني منهالة بسيل من الشتائم على زوجها و هي مغادرة مغلقة الباب خلفها بإحكام
رفعت يدي أمسح على شعري الذي كان في قبضتها فهسهست بألم ألعنها تحت أنفاسينظرت للأكل الذي تركته فاقشعر جسدي لمنظره العفن و بعض الديدان التي تتحرك فيه ، حملت الصحن و رميت الأكل من المافذة ثم وضعت الصحن أمام الباب ثم عدت لمكاني أجلس بجانب الجدار أريح رأسي عليه
" ماذا ستفعلين إليزيا " همست بخفوت أسأل نفسي
أمضيت جميع حياتك في هذا المنزل من خادمة لسجينة لزوجين لا تعلمين عنهما شيئا سوى أنهما حاقدان عليك
تعرضت للتعذيب لأسباب تافهة و بلا أسباب كذلك و الأهم من كل هذا أنك لست إنسانة عادية
تملكين قدرة على توليد النار و التحكم فيها و تحملها
لا تعلمين لماذا و لا ماذا تكونين و لماذا أنت هكذا و لماذا أنت محبوسة هنا
لديك فرصة في معرفة الاجابة عن جميع هذه الأسئلة بعد شهور
أغمضت عيناي لثوان
هل حقا سأتحمل العيش في هذه الحالة لشهور حتى أستطيع معرفة الاجابات التي أريد
و هل حقا أريدها
ماذا لو علمت أمورا قد لا تعجبني
" اللعنة "
هتفت بغضب أضرب الجدار بجانبي مخلفة شقا صغيرا فيه
أملت رأسي قليلا أتفحص الشق ثم أنظر ليدي مجددا" أصبحت لديك كل هذه الفرص للهروب إليزيا إذن ماذا تريدين "
فور أن أنهيت كلامي التفت بسرعة عند سماعي لصوت الباب يفتح أنظر لألفن زوج سيدرا و هو يتقدم بابتسامته الشيطانية تلك
تراجعت للخلف ملتسقة بالجدار أراقبه بهلع و هو ينزع حزام سرواله يتحدث" أخبرتني زوجتي أنني قاطعت جلستها معك لذلك أنا هنا حتى أكمل ما بدأت "شهقت بعنف أحاول التنفس بينما أراقبه يتقدم ناحيتي فرفعت يدي بتلقائية لن يهمني ما سيحصل سأحرقه إن تجرأ على لمسي
قبل أن أغمض عيناي حتى أجعله يحترق بنيران غضبي لمحت زوجته تقف بجانب الباب تراقبنا و هي تضحك مما جعلني أهدأ قليلا
هو لن يفعل شيئا بوجودها
لن يجرؤ
لكن هي لن تبقى هنا للأبد إليزيا
رفعت نظري أراقب الحزام و هو يرتفع بالسماء بسرعة بطيئة بينما فكرة واحدة تجول ببالي
أنا لن أبقى هنا عندما يحصل ذلك
YOU ARE READING
Queen Of Dragons / ملكة التنانين
De Todoإليزيا فتاة عاشت معظم طفولتها و هي تخدم ناسا ظنتهم يوما عائلتها لتجد نفسها عاملة لتلبية طلباتهم ثم أمضت مراهقتها محبوسة في غرفة أشبه بزنزانة لذنب لم تعرفه يوما سوى أنها لم تكن مثلهم قاومت مٱسي حياتها تحتضن ألسنة اللهب كأنها سلوانها و منزلها الذي لم...