Queen Of Dragons / ملكة التنانين

محاولة

راقبت أشعة الشمس و هي تنير الغرفة مرحبة بيوم جديد
يومي الأخير في هذا المكان
قد مضت خمس أيام منذ حادثة الأكل مما يعني أنها ستأتي غدا من أجل الإبرة مما يمنحني فرصة اليوم من أجل الهروب
نهضت بسهولة أتفقد جسدي و أقفز ببطء أشعر بنفسي أفضل حالا
تقدمت الى الباب أريح رأسي عليه أحاول الاستماع لأي صوت يدل على وجودهم و لكن لا شيء لا بد أنهما لم يستيقظا يعد
زفرت ببطء ألتفت و أنظر للنافذة
وسيلتي للهروب
رفعت يدي ببطء أغمض عيناي و أركز طاقتي عليهما
فتحت عيناي ابتسم حين رأيت ألسنة اللهب المحببة لقلبي
تقدمت حيث قضبان النافذة أمسك اثنين بيدي ، شددت بقوة أعض شفتي أنتظر بصبر حتى مرت أكثر من ربع ساعة لألاحظ تغير لون القضبان الحديدية من اللون الأسود للأحمر
اتسعت ابتسامتي أراقبه يدوب ببطء و بطاقتي تستنفذ شيئا فشيئا و هذا لا يساعد ، يجب علي أن أنهي هذه القضبان قبل حلول الليل
هذه فرصتي الوحيدة
توقفت لبعض الوقت أرتاح لأستجمع شتات نفسي قبل أن أعيد الكرة أكثر من مرة أمنح نفسي نصف ساعة بين الحين و الٱخر حتى أسترجع بعضا من طاقتي
لا أنكر الانهاك الذي بدأت أشعر به و رغم أنني معتادة على التعب بكل أنواعه لكن ما أشعر به الٱن أسوء بكثير و كأن أحدا يقوم بسحب كل الدماء من جسدي فيتركني جثة بلا روح
نظرت ليداي و أنا أفكر أن هذه القوة أكبر من أدركها الٱن
راقبت الشمس تغيب و قد أنهيت أربع قضبان ليبقى الأخير
ربما أستطيع الخروج دون الداعي لإزالته فلا أظنني سمينة لتلك الدرجة
رفعت جسدي و أخرجت رأسي ثم يداي و كدت أضحك لسهولة مروري ، وضعت يداي على كلا الجدارين بجانبي و سحبت نفسي ببطء ، عضضت شفتي أمنع نفسي من الصراخ بألم عندما شعرت ببعض المسامير و قطع من الحديد البارزة تسحب لحمي معها مخلفة جروحا بالغة و مع طاقتي الشبه منعدمة لا أراها ستعالج في وقت قريب لكن كل هذا لم يهمني أمام الحرية التي تلوح بيدها أمامي الٱن
اغمضت عيناي أتنفس بعمق لبضع لحظات حين وضعت قدمي على الأرض أشعر بملمس العشب أسفل قدماي و كدت أتأوه من روعة الشعور الذي أحسسته
قبل أن أفتح عيناي و تتسنى لي الفرصة لتأمل المكان حولي تناهى لسمعي صوت الباب خلفي يفتح ، اتسعت عيناي بتفاجئ و التفت بسرعة أسحب رجلي الأخرى بقوة مما جعلني أقع أرضا
استقمت بسرعة و بدأت في الركض دون اهتمام لقدماي الحافيتان نحو الغابة ، سمعت بعض الصراخ خلفي و هتافا و أشياء تنكسر و كأن زلزالا قد حل بالمكان لكن كل هذا فقط دفعني للركض بسرعة أكبر حتى شعرت برئتاي تحترق و عضلاتي تكاد تصرخ بي بأن أتوقف عدى عن رؤيتي التي بدأت تصبح مشوشة و ضبابية بسبب نقص أكلي و طاقتي للمنعدمة
توقفت بجانب شجرة أختبئ أتنفس ببطء حتى أستطيع التفكير بما يجب علي فعله
لم أضع في الحسبان احتمال قدومهم

" اللعنة "

همست تحت أنفاسي و نظرت خلفي حيث ظهرت شعلات حمراء دليلا على أنهم يبحثون عني
أرتحت نفسي على الشجرة و قد شعت بنفسي أهدأ قليلا لأستطيع التفكير بوسيلة للهروب
نظرت لهم مجددا ، حسنا يبدو أنهم قادمون ناحيتي ، رفعت رأسي قليلا أحاول النظر لبعيد بدون جدوى لكن على الأقل لم تظهر شعلات النار مما يعني أنهم يبحثون في هذا الاتجاه فقط
طبعا سيفكرون أنني بدأت في الركض في هاذ الاتجاه فور خروجي و حسنا معهم حق فهذا ما فعلت
اذن استطيع الالتفاف حولهم و الذهاب في الاتجاه الٱخر هذا سيمنحني بعض الوقت
نظرت لجروحي التي تنزف ثم وقفت بعيدا عن الشجرة و ضغطت على جرحي حتى تسيل دماء أكثر على الأرض
بعض التضليل دائما مفيد
تنفست بعمق و بدأت في السير أحاول بجهد عد الدوس على أوراق الأشجار او احداث أي صوت و سرت في دائرة كبيرة حولهم عائدة للمنزل الذي وجدته فارغا
اسرعت و حملت كيسا كبيرا و ملأته بكل ما في الثلاجة من طعام و قارورات ماء ثم أسرعت لغرفة نومهما و بحثت أسفل السرير حيث تخبئ صندوقا كان قديما يحتوي على المال
اتسعت ابتسامتي حين وجدته لا زال في مكانه و به بعض المال الذي أخذته ، ثم سحبت حقيبة ظهر كبيرة و ملأتها ببعض ملابسها ممزقة الأخرى ، لا أعلم لماذا لكن لا ضير من بعض الانتقام
توقفت مكاني أنظر للحمام لثواني قبل أن أدخل و أبحث حيث صندوق الدواء و الاسعافات الأولوية ، أخذت ما أحتاج و حملت صندوق الخاص بالإبر التي كانت تعطيني اياها و وضعته في الحقيبة
قد استطيع معرفة ما هي هذه المادة ، ربما هذا سيساعدني في ايجاد بعض الأجوبة
إرتديت حذاءا و أغلقته باحكام لكونه كبير الحجم
خنازير بأرجل كبيرة
حملت كل شيء و أسرعت في المغادرة و في هدوء المكان و نسمة الرياح الخفيفة ارتفع صوت ضحكاتي و الدموع السعيدة تنزل من عيناي بينما أسير مبتعدة عن ماض أسود لن أعود له أبدا