البيت

774 50 5
                                    

" مرحبا بك في منزلنا المتواضع "

أبعدت عيناي بصعوبة عن السيارة المبتعدة التي تحمل ألكسفير و توماس أتمنى لو أستطيع حرقها من بعيد على الطريقة التي رمانا بها هنا دون أن يتكبد العناء حتى بمنحني جولة في المكان
نظرت للمنزل الذي يقف أمامه إيثان بذراعين مفتوحتين و ضحكة واسعة و عيون مبتهجة ينتظر رد فعلي بصبر
رفعت يدي أضعها على فمي أضحك بخفوت قبل أن أهز رأسي بيأس من تصرفاته ، بالكاد قد مر يومان منذ تعرفنا لكن أحس و كأنه سيكون مصدر إزعاج و متعة و مذياعا كذلك
نقلت نظري للبيت باللون الأبيض و الرمادي ، له شرفة متوسطة الحجم أمام الباب بها أريكة و طاولة و بضع كراسي هنا و هناك و قد جالت ببالي صورتي و أنا أنزل هناك أرتشف الشاي أطالع الكتب و قد جعلني ذلك أشعر بالدفء ينتشر في أوصالي ، نظرت للنافذة الواسعة ثم الباب الزجاجي الذي يظهر تصميم البيت بوضوح
تقدمت و قد تذكرت للتو أيدن بحثت عنه بعيناي حول المنزل و الغابة المحيطة به دون جدوى فسرت أقف بجانب إيثان أسأل " أين اختفى أيدن ؟"

اتسعت ابتسامته يهز حاجبيه للفوق و الأسفل " اشتقت لحبيبك بهذه السرعة "

رفعت حاجبا أنظر له بسخافة أهز رأسي لكن من الجيد أنه قد فتح هذا الموضوع فأنا لم يتسنى لي إبداء ردة فعل عند السيارة لوجود توماس بسمعه الغريب
شبكت ذراعاي أمامي أسأل بجدية " ما قصة الرفيق أو الحبيب هذه ؟"

عض شفته ينظر حوله لثواني قبل أن يعيد نظره ناحيتي يماثل نظراتي مما جعلني أدرك أن ماسيقوله سيكون مهما " هناك بعض الأمور بخصوص عاداتنا لا أستطيع إخبارك عنها لكن نحن نؤمن أن لكل منا رفيق أو رفيقة أي توأم الروح و يكون ذلك لمرة واحدة فقط و لذلك وجدنا هذه الحجة هي الأنسب لإحضارك إلى هنا بدون أن يستطيع ألكسفير الاعتراض "

أومئت لكل كلمة قالها غير مستوعبة للبعض و لكن من أنا لأتحدث ، فأنا لم يسبق أن تعاملت مع أحد من قبل لذلك لا أستطيع الحكم على ما قاله و على عاداتهم كما أنه ليس أمرا يعنيني فكل ما يهمني هو أنني بعيدة عن أولائك الوحوش
انتظر لحظة

عقدت حاجباي أنظر بحيرة لإيثان " أنت تعلم أنني أردت فقط الابتعاد عن تلك البلدة و لكن ما تقوله أنت الٱن يعني أنك تريد مني البقاء هنا كوني رفيقة أيدن !"

عبث بشعره قليلا ينظر للفراغ قبل أن يزفر بتعب و يرفع عينيه المتأسفة لي " أعتقد أنني لم أفكر بهذا جيدا "

رفعت حاجبي أبعد نظري عنه أتأمل المكان قبل أن أقول بخفوت " أنا لا يمكنني البقاء هنا لقد عشت طوال حياتي محبوسة في مكان مغلق و رغم أن هذا المكان أشبه بجنة مقارنة بالمكان الذي كنت فيه لكن فكرة أنني لا أستطيع المغادرة لن تجعلني أستمتع به "

نظر لي برفق يومئ و كأنه يتفهم ما أعنيه قبل أن تتسع عيناه " يمكننا القول أنكما لم تتفقا لذلك رفضتما بعضكما "

Queen Of Dragons / ملكة التنانين Where stories live. Discover now