الفصل العاشر( حديث مع الملك)

98 13 0
                                    

الفصل العاشر

سارت نسرين بلا هُدى حتى وصلت إلى شاطئ بحيرة.
جلست أمامها وظلت تُحدق في إنعكاس الشمس على المياه.
هل ستُكمل الطريق بمفردها ؟.
هل هُناك طريق للعودة ؟.
ظلت تُفكر وهي تبكي على ما وصلت الأمور إليه.
شعرت بحركة خفيفة حولها، فظنت أنها رياح الصحراء.
أغمضت عينيها بهدوء ورفعت رأسها إلى السماء حتى تدعو الله، وفجأة وجدت المكان اصبح مظلمًا، وهناك من رفعها من مكانها، لتفتح عينيها لتجد نفسها في صندوق خشبي.
صرخت بأعلى صوت وهي تهز الصندوق علَّها تعرف من يحمله، ولكن بلا جدوى فالصمت يعم المكان.

ظلت تنادي ليسمعها أحد، وفجأة توقف الصندوق عن الحركة، ثم شعرت بمن يحمله يصعد على درج.
استسلمت لقدرها، حتى وإن هربت من الصندوق إلى من ستذهب.
وُضع الصندوق في مكان ثم اختفى صوت الحركة.
حاولت الجلوس بوضعية مريحة لترفع غطاء الصندوق عنها.
ظلت تضغط عليه حتى شعرت به يُفتح مع ضغطها عليه.
فرحت، ومازال بداخلها إصرار على تحدي ما هي فيه، حتى فُتح غطاء الصندوق.
قامت لتقف، ودأت تُزيح عنها ذرات الغبار الذي عَكر ملابسها وحقيبتها.

نسرين بصوت مسموع وهي تعدل حجابها: أهو دا اللي ناقص، مكان مهجور من غير صوت، وكمان لبسي اتبهدل.
نظرت أمامها لترى مكان مظلم بعض الشيء، وهُناك نافذة.
أسرعت إليها لترى أين هي ولكن لم يتبين للمكان أي ملامح، ما رأته كانت مجرد رمال الصحراء.

إلتفتت حتى تُكمل بحثها، ليشخص بصرها ويدب في قلبها الرعب مما رأته.
وجدت الملك نفسه الذي أشارت إليه الميما جان وهو يزور المقابر، كان يُعطيها ظهره لتبرز الأجنحة السوداء الضخمة منه.
ظلت نسرين صامتة، حتى وإن تحدثت، ماذا ستقول.
نطق الملك بعد مُدة: أول مرة اشوفك ساكتة.

اندهشت نسرين بعدما تحدث، فيبدوا أنه يعرفها.
بل اندهشت لأنه لم يتحدث بالفصحى.
استدار إليها ببطئ لتتبين ملامح وجهه أخيرًا.
ظلت نسرين صامتة وهي تنظر إليه وقلبها يكاد ان يهرب من مكانه.

كانت ملامحه بشرية، ويبدو انه مازال شابًا حتى بعد هذه المدة التي قضاها في كرونتانيا.
لا يتماشى كونه بشري مع أجنحته الضخمة، أو جسده الضخم الملفوف بعباءة سوداء.
الملك: حذرتك كتير انك متجيش، وانك تبعدي عن الوثيقة، ومكنش حد هيقدر يأذيكي، بس انتي اللي أصريتي، أتمنى تكوني مبسوطه دلوقتي !.
أكمل وهو ينظر إليها بعمق وهو يبتسم: حتى بعد ما عمر مات.

استجمعت نسرين قواها لتتحدث، ولكنها وقعت على الأرض وهي تبكي بعدما تذكرت وفاة عمر.
ظل ينظر إليها بصمت بعض الوقت حتى قاطع بكائها.
الملك: اظن دي مش دموع حب، صح !، بس برضو هو خد جزاته، مش هو اللي كان بيفكر في حاجة مش ليه !.
نظرت إليه نسرين وهي عاقدة بين حاجبيها ومازالت الدموع تُغرق وجهها.
اكمل الملك وهو ذاهب ليجلس على عرش كبير يناسبه
الملك: هو اللي كان بيلعب مع الأكبر منه، معقولة كان فاكر نفسه هيكسب !.

رواية ( نظرات الجحيم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن