الفصل الثاني عشر (أين نسرين ؟!)

94 12 0
                                    

الفصل الثاني عشر

تشجع الجنود ليبدأ الملك في فرد جناحيه ليطير عاليًا في لمح البصر تاركًا في أثره دوامة من غبار الصحراء الأصفر.
بدأ الجنود في التحليق خلفه بالتدريج.
وجهت نسرين حديثها للميما جان: انا هروح مشي لوحدي !.
الميما جان: كلا سأذهب معكي سيرًا، هذه تعليمات الملك.
ابتسمت نسرين وبدأت في السير مع الميما جان وهي تنظر إلى الغيوم التي كانت تحمل ظلال الجنود وهم طائرون فوقها.

وصلوا أمام السور المظلم.
وكان الجنود مجتمعون وأمامهم الملك.
الملك: نسرين، أخرجي الصخور المنشودة.
أخرجت نسرين المجوهرات الصخرية والتقط بعضهم الملك.
قاموا بتجميعهم الواحدة تلو الأخرى ووضعوهم في أماكنهم الصحيحة على السور.
بينما وضعت نسرين آخر حجر، إهتزت الأرض وبدأ السور بالإنشقاق عموديًا إلى نصفين.
إرتعبت نسرين وتراجعت للخلف، بينما ظل الملك ناظرًا للسور وهو ينشق والسحاب الأسود بدأ يظهر بوضوح.
انفتح السور المظلم ولم يظهر بالداخل أي شيء سوى الظلام.
بدأ الملك يتقدم ببطء وخلفه الجنود وتشجعت نسرين ودلفت مع الميما جان، ليسمعوا صوتًا هز أرجاء المكان.
: أرى أن ضيفتي قد جاءت ولكن معها ضيوفٌ آخرون.
نظرت نسرين برعب إلى الملك وهو بدروه قد نظر إليها.
: حان وقت عودتنا، وعودت سلطتنا العظمى، وأنت يا من سرقت العرش منا، لن نرحمك حتى ننتصر.
وبدأ الغبار الأسود يلفهم جميعًا وأصوات هزيز الرياح كادت أن تصم سمعهم.
أرتفع الملك وقام بفرد جناحيه وضرب بهما لتخرج قوى تضاد هذا الغبار.
ظهر من كان يحدثهم، عيونه حمراء دامية، ويشبه الحيوان في أنيابه العملاقة، وفرائه الكثيف الذي غطى جسده، وله أذنان مسحوبتان للخلف بشدة، وذيل ملتف حول نفسه كالعقرب، ولسان كلسان الثعبان.
: ليس عليكم الخوف، سنقتلكم بعد قليل.
ليظهر خلفه جنود يشبهونه ولكن تتفاوت أحجامهم، وعددهم بالألآف.
ليهجموا جميعهم نحو الملك وجنوده.
دارت معركة ملحمية بينهم، هناك من يضربون بالرماح ومن يحلقون ليضربوا بأجنحتهم طاقة خضراء.

من محاولات الملك انه قام ليحلق فوق الحشد المندفع ليضرب بجناحيه ضربة قوية أسقطت صفوف العدو ولكن قد رجعت إليه ضربة أقوى منها، ليقع على الأرض بجناح شبه مكسور.
هرولت ناحيته نسرين بسرعة.
نسرين: انت مت !، قوم متمتش دلوقتي احنا محتاجينك، الدولة محتاجالك.
نظر إليها وهو يكاد أن يغشى عليه.
الملك: كملي.
غيرت نسرين حديثها: قوم انتصر عليهم زي ما وعدتني.
اقترب منه جرث ليحذره بأن أعدادهم بدأت في الإنخفاض وسوف يهزمون لا محالة.
بكت نسرين وهي ترى الملحمة أمامها ولا تدري ماذا تفعل.
وقف الملك وقاوم حتى حلق مجددًا ليكمل معركته.
نظرت نسرين ناحية السور وتذكرت شيء.
نسرين: لازم يكون معانا الحكمة والعلم والقوة ومعانا الأدوات.
ثم نظرت إلى الملك وهو محلق في السماء ناظرًا نحو هدفه بتركيز ليصيبه، وأكملت.
نسرين: باقي الحب.

رواية ( نظرات الجحيم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن