الفصل الثالث عشر
كانت تدور حول نفسها في دوامة، صراخ، بكاء، جناح مكسور، سور مظلم، تاج، مرآه، الوثيقة.
كانت تقاوم رأسها الذي كان وكأنه مربوط في الوسادة.
ثم رفعت جفناها عن عيناها بصعوبة، ورمشت عدة مرات برموشها.
مروحة، سقف، دولاب، ملابس، سرير قطني ووسادة ليست من الشجر، نافذة تشرق منها الشمس، و صوت تذمر مع خبط على الباب بقطعة قماش بغرض التنظيف.
: قومي يابنتي بقى تعبتيني، هتفضلي نايمة لحد امتى الليوم هيروح.
نهضت من على السرير لتجلس بصعوبة بالغة، وتنظر حولها دون حديث.
كانت تتأمل التفاصيل؛ أهذه غرفتها ؟!.
:ما تقومي علشان تساعديني في مصالح البيت وإلا هحلف ما هتروحي الدار النهاردة ولا هتخطي عتبة الباب.
نظرت ناحية الصوت وهي لا تدري ماذا يحدث.
: ماما !.
والدتها: لسه مفوقتيش من النوم ولا..
قطعت حديثها وهي ترى ابنتها تجري نحوها لتحتضنها بشدة ودموعها تجرى.
والدتها بقلق: في إيه يا حبيبتي، حلمتي بكابوس ولا اي، باسم الله عليكي.
لم تتلقى رد، بكاء فقط مع رعشة يديها التي تلفها حول ظهر والدتها.
والدتها: في إيه يا نسرين، اتكلمي يا حبيبتي.
نسرين: وحشتيني يا ماما، وحشتيني اوي.
تعجبت والدتها، ليزيد تعجبها أكثر.
نسرين: مش قادرة أوصف قد إيه انا تعبت في الرحلة دي.
ثم رفعت رأسها وهي تمسح دموعها بسرعة.
نسرين: انا نايمة من امتى يا ماما.
والدتها بتعجب: نايمة من امبارح بالليل عادي.
صمتت نسرين وهي ترمش عدة مرات سريعًا، تحاول ان تدرك ما الذي يحدث.
نسرين: يعني مش من أربع شهور ولا حاجة.
رفعت والدتها كف يدها اليمنى بقلق على رأس ابنتها.
والدتها: فيكي إيه يا بنتي، تعالى نروح عند الدكتور نشوف عندك إيه.
اعتدلت نسرين في وقفتها ونظرت حولها حتى وجدت حقيبتها.
هرولت ناحيتها لتمسكها، باحثةً عن شيء.
نسرين: هي فين !.
اقتربت منها والدتها بقلق.
والدتها: صحيح مش هنعرف نروح عند أي دكتور النهاردة، تعالي نروح الصيدلية اجيبلك مهدئ.
لم ترد عليها نسرين، كانت مشغولة بالبحث، ثم أبعدت شعرها عن رقبتها لتبحث عن القلادة.
نسرين: كان في سلسلة لونها أحمر كدا بتنور، انتي شوفتيها معايا قبل كدا، راحت فين !.
والدتها: انتي مش بتلبسي سلاسل أصلًا يا بنتي علشان مش بتحبيها، ولا شوفت اي سلسلة لونها أحمر، واقعدي بقى قلقتيني عليكي.جلست نسرين على الأرض وهي ممسكة بحقيبتها تحت قدم والدتها التي كانت جالسة على السرير.
قررت بأن تجاري الأحداث حتى تعلم ما الذي حدث.
نسرين: قعدت أهو، ممكن تناوليني الموبايل من جمبك اتصل بهايدي علشان نروح العيادة.
أعطتها والدتها الهاتف.
والدتها: النهاردة الجمعة، مش بتفتحوا العيادة.
نظرت إليها نسرين بدهشة.
نسرين: الجمعة !، يعني النهاردة رايحة الدار و..
قاطعتها والدتها بحديث صارم.
والدتها: مش هتروحي علشان صحيتي متأخرة وعاملة نفسك كنتي في غيبوبة، وكمان علشان في عريس جايلك النهاردة تقعدي معاه.
حدقت نسرين في عين والدتها بصدمة.
نسرين: عريس !.
والدتها: ايوا عريس، ومتقوليش انك مش هتقابليه، انا عايزة افرح بيكي.
نسرين: اسمه سعيد وأمه اسمها ميرتا !.
والدتها بفرحة: طلعتي عارفاه اهو، يارب يكون فيه القبول يارب.
نسرين وهي تمسك دماغها التي أوشكت على الإنفجار.
نسرين: الليوم بيتعاد تاني، اي اللي بيحصل دا، طب وعمر.
والدتها بتعجب: عمر مين.
نسرين وهي تقف بسرعة وتتصل برقم هايدي.
نسرين: عمر أخو هايدي، كدا يبقى لسه عايش، وانا متجوزتش ولا حاجه !.
ضربت والدتها كفها على بعضهما وهي لا تفهم حديث ابنتها المبهم.
والدتها: لله الأمر من قبل ومن بعد، واعملي اللي هتعمليه، هتقابلي العريس النهاردة يعني هتقابليه.
وخرجت من الغرفة.
كانت نسرين منتظرة الرد من الجانب الآخر عند صديقتها.
أنت تقرأ
رواية ( نظرات الجحيم )
Paranormalهل من ملاذ، من شخص بات يراني وانا لا أراه بات يلاحقني وانا لا اعرف من هو حتى اذا رأيته؛ تبدد الظلام بعد ان كان ظلامي وجحيمي. _بطلة الحكاية نظرات الجحيم