حياتي عادية جدا ، مافيهاش حاجة مميزة ، خلصت الثانوية العامة ومحبتش ادخل جامعة ، طبعا الموضوع دا ضايق بابا وماما ، فضلت اني ادخل معهد سنتين ، فيها ايه لو مدخلتش الجامعة ايه اللي هيحصل ، البلد هينقصها خريجة جامعة مالهاش اي لازمة ، بالنسبالي الشهادة الجامعية مش اكتر من مجرد ورقة ، ايه المشكلة لو كانت كل أحلامي بسيطة ، انا ببقى فرحانة بيها وفعلا بتسعدني ، كل أحلامي ان اتجوز من واحد بحبه وهو كمان يحبني ، ولاقيته ايوة لاقيت الإنسان اللي وهبتله قلبي وكل مشاعري ، مشاعري اللي فضلت مخبياها جوايا للي يستاهلها ، وهو يستاهل كل الدنيا مراد ابن طنط منيرة جارتنا ، مراد طول عمره وله مكانة خاصة عندي ، ولما سافر فجأة حسيت بحزن كبير سيطر على قلبي ، وفضل الحزن دا مسيطر طول مدة سفره ، لغاية لما رجع وقتها حسيت الدنيا كلها بترقص من الفرحة ، الفرحة اللي مكنتش الدنيا مقضياها من حجمها في قلبي ، وكنت من وقت للتاني أزور طنط منيرة وهو مسافر ، عشان اعرف اخباره واطمن عليه لغاية لما رجع ، بقيت ازورها باستمرار واتمنى كل مرة اقابله واكلمه ، حتى لو كانت كلمة واحدة اسمعها منه ، ويا سلام لو قالي ازيك ياعلا اخبارك ايه ، بحس وقتها اني لامسة السما بأيدي مراد بيكلمني ، فكرة اني اسمع صوته في حد ذاتها بتخلي قلبي يرقص من الفرحة ، وانا في قمة السعادة بحبي لمراد استقبلت اول سكينة ، انغرست في قلبي وعرفت انه رجع من السفر عشان رانيا ، رانيا دي تبقى بنت خالته اللي كان بيحبها طول عمره ، واللي مقدرش يحب غيرها ودا اللي عرفته من طنط منيرة ، مهما وصفت من كلمات الحالة اللي كنت فيها مش هقدر ، مش هقدر اوصف القهر وكسرة القلب اللي حستها ، مش هقدر اوصف الوجع وكأن قلبي بينزف ألم ووجع وحسرة ، فضلت اسبوع حبسة نفسي في اوضتي مش بعمل حاجة غير اني ببكي ، وكان احساسي بدموعي٠ كأنها ماية نار بتحرق وشي ، والنار بتزيد كل ما افتكر كلام طنط منيرة عن مدى حب مراد لرانيا ، وانه سافر عشانها ورجع عشانها وانه عايش عشانها ، بعد اسبوع قضيته مع وجعي وألامي مراد وحشني ، مقدرتش ابعد عنه اكتر من كدا اشتاقت لسماع صوته ، خرجت من عزلتي وروحت زورت طنط منيرة ، وعرفت منها ان رانيا متقدملها عريس بتحبه جدا ومصممة عليه ، لكن مامتها هى اللي معترضة وواقفة في الجوازة دي ، فضلت ادعي ربنا ان مامتها توافق والأمل يتجدد معايا من تاني ، وحصل حمدت ربنا ومنيت نفسي بمراد ، وعشت الامل ان ممكن مراد يحس بيا وبحبي له ، لكن مراد فضل قافل قلبه وحياته عليها على رانيا وبس ، لكن انا ما فقدش الامل واصريت اني استناه ، عدت سنين وحتى عرفت ان رانيا خلفت ، لكني متمسكة بحبي لمراد زي ما هو متمسك بحبه لرانيا ، رفضي الغير مبرر لكل عريس يتقدملي ، اتسبب في مشاكل كتير بيني وبين بابا وماما ، فكرة ان يكون قلبي مع شخص وجسمي مع شخص تاني مرفوضة تماما ، دا غير انه هيبقى عذاب فوق عذاب فراق الإنسان اللي بعشقه ، متخيلتش ان ممكن اقدر على حاجة زي دي ، ازاي اكون مع انسان وقلبي وعقلي ومشاعري وكل تفكيري مع انسان تاني خالص ، استنيت على امل وصدقته وعشته وكلي ثقة انه هيتحقق ، ان انا ومراد نتجمع في بيت واحد ، صحيح مكنش في جديد بيحصل من ناحية مراد ، لكني مقدرتش اتخلى عن حلمي معاه ، لغاية ما في يوم كنت في زيارة عادية لطنط منيرة ، وخرج مراد بكل وسامته وشياكته ، خطف قلبي اول ما ظهر حسيت اني في دنيا تانية ، اول ما شميت ريحة البرفان بتاعه ملى حياتي بعبيره ، طنط منيرة سألته رايح على فين ، اول ما قلها انه رايح لرانيا حسيت بغصة في قلبي ، ومن غير ما حس ملامح وشي اتغيرت ودا حسيته من نظرة عنيه ليا ، سمعته بيقولها انه رايح يطمن على خالته مامت رانيا ، خرج مراد وقلبي خرج من بين ضلوعه وراه يطمن عليه ، برغم جرحه وآلمه لكن مقدرتش اوقف قلبي عن حبه ، دخلت الشقة مع طنط منيرة وقعدنا مع بعض في الصالون نتكلم ، وعرفت منها ان طنط بدرية اختفت ، وان عمو راضي جوزها ووليد جوز رانيا سألوا عليها امبارح ، وسرحت للحظة هو اللي يبقى قلقان على خالته المفقودة ، يروح يسأل عليها وهو بكل شياكته وراشش البرفيوم بريحته الحلوة اوي دي ، انتبهت لطنط منيرة وهى بتسألني اشرب ايه ، هه بتقولي حاجة يا طنط ، يا حبيبتي بسألك تشربي ايه ؟ اي حاجة يا طنط ، انا هقوم اعمل لينا فنجانين قهوة يعدلوا الدماغ ، ابتسمت وقولتلها تسلملي ايدك يا طنط ، قامت من مكانها وراحت على المطبخ ، كنت لسة هقوم وراها واقف معاها وهى بتعمل القهوة ، لكني لمحت اللاب توب بتاع مراد ، حسيت بفضول قوي ان افتحه واشوف ممكن الاقي ايه فيه ، مديت ايدي وانا مترددة لكني نهيت ترددي واخدت اللاب توب وفتحته ، مستحيل !!!!لا لا مش ممكن مراد يعمل حاجة زي دي ، اكيد عنيا خدعتني يستحيل مراد يفكر حتى في كدا ، قفلت اللاب توب وانا في دنيا تانية خالص ، دخلت طنط منيرة وشايلة في ايديها صنية وعليها فنجانين القهوة ، صحيح شايفاها وسمعة صوتها لكن كأنها بتتكلم مع حد تاني ، كنت في دنيا لوحدي بفكر في حاجة واحدة ، وسؤال واحد بيتردد جوايا ، ازاي مراد الملاك صاحب القلب الطيب يفكر في حاجة زي كدا ، ازاي يقدر يعمل حاجة زي كدا ، انتشلتني من غرق تفكيري طنط منيرة وهى بتقولي، قهوتك بردت يا علا تحبي اعملك واحدة تانية ، قولتلها لا طبعا يا طنط مش مهم هشربها كدا ، بلعت ريقي وقولتلها بتحفظ ، بقولك يا طنط هو وليد جوز رانيا اسمه وليد ايه ، ردت عليا وقالت اسمه وليد وجيه على ما افتكر ، طب هى رانيا ساكنة فين بالظبط ، ساكنة في مصر الجديدة في شارع اسمه الزهور ، معلش يا طنط هى رانيا اسمها رانيا راضي اااااه ، اتكلمت هى وقالت رانيا راضي عبدالله ليه يا علا في حاجة ، هه لا ابدا بس كنت بفكر اروح اسألها على طنط بدرية واطمن عليها ، فيكي الخير والله يا حبيبتي ما تتعبيش نفسك ، اول ما اعرف اي حاجة اكيد هبقى ابلغك بيها ، حسيت ان الدنيا بتلف بيا مراد خطط لقتل وليد ، في وسط ذهولي وصدمتي نزلت دمعة غصب عني على خدي ، في نفس اللحظة سمعنا صوت باب بيترزع ، اتخضينا انا وطنط منيرة جريت طنط منيرة على اوضة مراد غابت حوالي ربع ساعة وخرجت ، خرجت مهمومة وحزينة انا تصورت ان يكون جرا حاجة لطنط بدرية ، لكن اللي افاجئت بيه ان مراد حزين على حزن رانيا بعد اختفاء وليد ، يعني خلاص مراد هيروح مني بعد صبر السنين دي كلها ، هيبقى في الاخر لرانيا وانا مش هيبقى ليا غير الحسرة والندم ، باقي دموعي لاحقت دمعتي الأولى ومعرفتش اوقفهم ، سمعت طنط منيرة وهى مقهورة على مراد بتقول انا مش عارفة هو معذب نفسه بيها ليه ، هو اللي خلاقها مخلقش غيرها هو يعني مايعرفش يحب ويتجوز غيرها ، دا المثل بيقول من حبنا حبناه وصار متعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه ، كان ممكن اقول عملاله عمل لو كانت عايزاه ، لكنها بتحب وليد من يوم ما عرفته دا ياما اتحايل عليها عشان تتجوزه و هى مارديتش ، بدأت تبكي وتدعي ربنا يارب اشفيه من رانيا بنت اختي وفوقوه قبل فوات الأوان ، نفسي اشوفلو ولاد قبل ما ربنا ما ياخد أمانته واموت ، بعد الشر عنك يا طنط ان شاء الله تشوفي ولاده وولاد ولاده كمان ، الموت مش شر يا بنتي الموت حق ومحدش بيعيش ساعة زيادة ولا بينقص من عمره ساعة ، ربنا يهديه يارب يا طنط طيب انا هستأذن دلوقت وهبقى اجيلك تاني ، ماشي يا حبيبتي بس ما تتأخريش عليا هستناكي ، دخلت اوضتي وانا عقلي كأن فيه نار بركان بيحرق في اعصابي ، انا لا يمكن اسيب مراد يروح مني مهما كان التمن ، مش بعد ما دفعت سنين عمري تمن لانتظاره ، وانا مستنية انه يحس بيا وبقلبي وبمشاعري ناحيته ، ما فكرتش كتير قررت أن اخد نفس قرار مراد هو اتخلص من وليد وانا هتخلص من رانيا ، مسكت تليفوني وفتحت جوجل وكتبت عدوك في وجبة لاقيت الصفحة زي ما شوفتها على لاب مراد ، كتبت البيانات وكويس ان انا اعرف اسم رانيا من طنط منيرة ، كتبت العنوان زي ما شوفته عند مراد وجالي الرد على الطول ، سيبت التليفون على السرير وبدأ القلق والخوف يزحف على قلبي ونفسي ، حسيت ان حيطان الاوضة بتضيق عليا وحاجة طابقه على نفسي ، بصيت في المراية شوفت انسانة تانية غير علا شوفت انسانة معندهاش ضمير شوفت انسانة مجرمة ، لا ... لا يمكن اسمح لنفسي ابدا ان انحدر للمستوى دا ، مهما كان حبي لمراد وتمسكي بيه انا لايمكن اعمل كدا ، رجعت تاني فتحت الموقع وكتبت اني غيرت رأي وتراجعت عن الاتفاق ، جالي الرد بردوا على طول بيقولي ، آنسة علا الاوردر خرج خلاص وهو قيد التنفيذ ومفيش تراجع عن الاتفاق ، حاولت اكتب ليهم تاني واقنعهم بالتراجع لكن معرفتش عملولي بلوك تصدقوا مش معقول ، بقيت الف وادور في الاوضة زي المجنونة اعمل ايه واتصرف ازاي ، لا انا مش قاتلة انا مش مجرمة تفكيري هداني ان اروح لرانيا احذرها ، جريت ناحية الدولاب اغير هدومي مسكت الفستان بأيدي لكن خوفت ، اروح اقولها ايه اتفقت على قتلك وخدي بالك ، اقولها حاولت الغي الاتفاق لكنهم مارادوش وصمموا على قتلك ، لا مش هينفع مش بعيد تقول عليا مجنونة وتطلبلي البوليس ، اتصرف ازاي بس اترميت على السرير وانا منهارة من العياط ، ولجأت للهروب وحبست نفسي في اوضتي عاجزة عن التفكير والتصرف ، ماما وبابا كانوا هيتجننوا عليا نفسهم يعرفوا فيا ايه ، كان نفسي اريحهم لكن اقولهم ايه بنتكم مجرمة وقتالة قتلة ، وفي يوم ماما وبابا كانوا في شغلهم وجرس البيت رن مارديتش ارد او افتح الباب ، رن تاني وتالت ورابع حسيت انه بيضغط وعلى اعصابي ، اضطريت افتح باب اوضتي وافتح الباب كان هو المرسل ناولني الوجبة ، صرخت فيه وقولتله مش عايزة مش عايزة حاجة ارجع مطرح ما جيت ، رد عليا بمنتهى البرود وقالي ماينفعش يا فندم الاوردر بأسمك ولازم تستلميه ، فضلت اصرخ زي المجنونة في اللحظة دي وصلت ماما ووراها بابا ، وكمان ظهرت طنط منيرة وهى بتعيط وانا من الضغط العصبي اللي كنت فيه اغمى عليا ، فوقت تاني يوم لاقيت ماما جنبي بتقرا قران حضنتني وقالتلي حمدالله على سلامتك يا حبيبتي ، هو ايه اللي حصل يا ماما ، انتي بتسأليني انا يا حبيبتي انا وبباكي جينا لاقناكي بتصرخي في الراجل بتاع الدليفري ، وقولت وانا بفكر وسرحانة بتاع الدليفري ، افتكرت اللي حصل وسألتها وبعدين ايه اللي حصل يا ماما عملتي ايه معاه ، هعمل ايه يعني يا علا هو كان في حد فايقله بعد اللي حصلك ، انتي وقعتي من طولك بباكي شالك ونايمك على سريرك وخرج جري يجبلك الدكتور ، وانا فضلت جنبك وهو اختفى تماما وبصراحة مهتمتش بوجوده خالص ، صحيح يا ماما هى طنط منيرة كانت بتعيط ليه ، قبل ما اقولك طنط منيرة كانت بتعيط ليه ، تقوليلي انتي الأول ايه حصلك وليه كنتي بتصرخي كدا ، ماما لو بتحبيني بلاش تسأليني عن حاجة دلوقت ارجوكي ، بس انا عايزة اطمن عليكي يا علا ودا من حقي ، عارفة يا ماما بس حاليا مش هقدر اتكلم ، سبيني لغاية لما اقدر احكي ، اتنهدت ماما وبصتلي وفي عنيها كلام كتير اوي لكن في الاخر قالتلي ، ماشي يا علا مش هضغط عليكي دلوقت لكن لازم تعرفي اني مش هسكت واسيبك كتير ، ماشي يا حبيبتي قوليلي بقى طنط منيرة كانت بتعيط ليه ، للأسف يا علا مراد مختفي بقاله كام يوم ومحدش يعرف عنه حاجة ، دا غير انه جالها خبر اختفاء رانيا بنت اختها اللي هى كمان مختفية ، دي حاجة غريبة اوي بصراحة اربع اشخاص يختفوا ورا بعض من عيلة واحدة اكيد في حاجة ، مش معقول يا ماما بتقولي ايه مراد اختفى ازاي ، معرفش يا علا هو دا اللي قالته الست منيرة ، حاولت اتحرك من مكاني لاقيت ماما بتقولي انتي رايحة فين ، قولتلها لازم اروح لطنط منيرة اعرف ايه اللي حصل لمراد ، سيبك بقى من مراد دا يا علا وانتبهي لحياتك بقى ، لسة هرد عليها جرس الباب رن ماما قامت تفتح الباب وكان بابا ، قومت غيرت هدومي وقررت اروح عند بيت رانيا يمكن اعرف اي حاجة ، وبعد مشاجرة والحاح مني لماما وبابا لانهم كانوا رافضين خروجي وانا في الحالة دي لكني صممت ، وبابا أصر يكون معايا ومايسبنيش اخرج لوحدي ، بصيت لماما اترجاها انها ما تخليش بابا يخرج معايا ، وهى فهمتني وقالتله خلاص يا عامر خليك انت ، انت لسة راجع من الشغل انا اللي هخرج معاها استريح انت ، وافق بالعافية وخرجنا انا وماما وطبعا كانت معترضة على زيارتي دي ، لكني فضلت اتحايل عليها لغاية ما وافقت بالعافية وانا بتكلم معاها حسيت بدوار وان الدنيا بتلف بيا ، ركنت العربية ونزلت منها تجبلي ساندوتش وعصير ، وقالتلي الساندوتش والعصير قصاد موافقتي على مشوارك دا ، وانا وافقت وبوستها من خدها وريحت راسي على كرسي العربية وغمضت عيني ، حسيت بباب العربية بيتفتح افتكرت ماما رجعت لكن قبل حتى ما افتح عيني لاقيت حاجة بتترش على وشي ومحستش بأي حاجة تانية بعدها
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.