التجربة الاولى ( علاء )

15 5 4
                                    

بعد حل الازمة والورطة الاخيرة ، اللي لاقى نفسه واقع فيها ، قعد الدكتور كارم يفكر في كل اللي حصل ، وافتكر كلام حازم وعمر لما كانوا في الحجز ، وكلامهم عن التجربة اللي حصل فيها حالة الوفاة ، رجع راسه لورا وسندها على ضهر كرسي المكتب الجلد اللي كان قاعد عليه ، وبدأت كل الاحداث تحصل من جديد قصاد عنيه ، يعني يا دكتور استقريت على التجربة دي ، ايوة يا حازم انت ما تتخيلش تأثير الوهم على النفس البشرية ازاي ، ايوة يا دكتور بس مش معقول نجيب واحد ونقوله احنا عايزين نعمل عليك تجربة  ، اكيد لا يا حازم لازم هيكون في حل للمشكلة دي ، كل واحد فيهم يسكت يفكر في حل ، وبعدها اتكلم حازم وقال اعلان على الانترنت ، اعلان ايه دا يا حازم ، معرفش هيبقى ازاي لكن حضرتك عارف الناس كلها ماسكة موبايلاتها على طول ، على العموم انا اعرف واحد كويس اوي في المواضيع دي ، اسمه عمر الشافعي ، هو اكيد هيعرف ازاي يظبط الموضوع دا ، تمام يا حازم بس لازم يكون اهل ثقة انا مش عايزة الدايرة اللي تعرف موضوع التجربة دي تكبر ، اطمن يا دكتور اكيد انا عارف حاجة زي دي ، بعدها يدخل عمر مكتب دكتور كارم ، يتكلم عمر ويقول له انا متحمس جدا للشغل مع حضرتك يا دكتور كارم ، حضرتك علم من اعلام الطب النفسي في مصر ، يفاجئ الدكتور بحداثة سن عمر ويطلب من حازم انه يتكلم معاه ويقول لحازم ، ايه دا يا حازم جيبلي عيل يشتغل معايا ، عيل ايه بس يا دكتور عمر عنده حوالي ٢٢ سنة ، ولو برضوا دا صغير اوي يا حازم ، ماهو يا دكتور اللي بيفهم في الكومبيوتر والنت والحاجات دي ، اللي هما في سن عمر وأصغر كمان ، دكتور كارم وهو متشكك من انضمام عمر لفريقه ، خلاص يا حازم فهمه المطلوب منه وأهم حاجة السرية التامة ، مفهوم طبعا يا دكتور انا مش عايز حضرتك تقلق من اي حاجة ، عمر يلاحظ رفض دكتور كارم له ويقول لحازم ، هو دكتور كارم مش عايزني معاكم ولا ايه ، لا طبعا ايه اللي خلاك تقول كدا ، هو بس قلقان من انك صغير في السن وانك ما تقدرش تنفذ المطلوب ، بعدها حازم يفهم عمر المطلوب منه  وبالفعل يصمم عمر اعلان على النت ، بيتكلم فيه عن عيش المغامرة واقتناص السعادة من الحياة ، في الوقت دا كان علاء ماشي في الشارع بلا هدف ، علاء شخص تخطى عمره الأربعين،  مهمل في ملابسه وشكل دقنه الغير منتظمة ، اول ما تبص في وشه تلاقي تجسيد حقيقي لليأس من كل حاجة ، دايما فاقد للشغف لأي حاجة ، رافض لفكرة الزواج او حتى انه يكون اب ، معترض انه يتسبب في وجود أطفال في ظل الحياة القاسية الموجودة ، شايف انها جريمة في حد ذاتها فكرة التناسل والتكاثر بين الأزواج ، شغال موظف في حي من الأحياء التابعة لمحافظة  القاهرة ، يومه يتلخص كالآتي يقوم من نومه يروح شغله يفطر يخلص شغله ، ويفضل ماشي لغاية القهوة يقعد ياكل ويشرب الشاي ، وبعدها يستغل الواي فاي بتاع القهوة ويتصفح موبايله شوية بين المواقع ، وبعد ما يخلص يروح على بيته اللي عايش فيه وحيد ، بعد وفاة امه وابوه لا بيزور حد ولا حد بيزوره ، مكتفي بذاته عن العالم كله ، يقعد شوية قدام التليفزيون وبعدها ينام ، ويتكرر اليوم بكل خطوة زي ماهو لا بيزيد ولا بينقص ، إلا يومين الاجازة مش بيخرج خالص من البيت ، في يوم كعادته وهو قاعد على القهوة بعد ما خلص اكل وبيشرب الشاي ، ماسك تليفونه ولاقى الإعلان قصاده بيقول

عدوك في وجبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن