رانيا

92 9 11
                                    

انا وحيدة بابا وماما ، عيشت مع ام متسلطه وطماعة للأسف ، وأب طيب وحنين وصاحب قلب كبير ، انا طبعا بحب ماما لكن بابا بالنسبالي كل حاجة  ، بحبه اوي ومش بعرف اتكلم إلا معاه ، دايما بيفهمني حتى من غير ما اتكلم ، كان دايما يدخل البيت ومعاه الحلويات بتاعتي ، عمره ما نسى يوم يجبلي الشيكولاتة او كياس الشبسي ، او البسكوت اللي بحبه واكيد الايس كريم اللي بعشقه ، بابا حبيبي اكتر انسان بيحبني في الدنيا دي كلها ، ومش هو بس اللي كان بيجبلي الحاجات اللي بحبها دي ، مراد ابن خالتو منيرة هو كمان كان دايما بيجبلي الحلويات دي ، لحد لما وصلت لسن ١٤ سنة جه عندنا البيت يسلم علينا ، عشان قرر انه يسافر بلد عربي بصراحة حسيت بزعل ، كنت دايما بعتبره اخ كبير ليا ومكنتش بنده عليه غير بأبيه ، وكنت بحس بأهتمامه ليا وازاي كان بيعاملني بمنتهى اللطف ،  السنين عدت ودخلت الجامعة كلية التجارة وهناك قابلته ، وليد حبيبي  اتقابلنا زي  ما بيحصل في الافلام  ، كنت يومها داخلة المدرج وهو كان واقف في الكوريدور ، بيكلم واحد صاحبه كنت مستعجلة ، عشان كنت متأخرة وخبطت فيه ، وكل اللي كنت مسكاه في أيدي وقع على الارض ، نزلت على الارض ألم الحاجة لاقيته هو كمان نزل على الارض ، ولم معايا الحاجة وهو بيديني الكتاب ايدي بالغلط لمست ايده ، وقتها رفع عينه عليا ، في نفس الوقت انا كمان رفعت عيني عليه ، وعنينا اتقابلوا سوا لحظتها حسيت بأحساس غريب اوي عليا ، معرفتش افسره واتلغبطت اوي ، اخدت الكتاب وجريت على المدرج ، بعد المحاضرة ما خلصت لاقيته واقف قصاد المدرج ، اول ما شوفته ابتسمت ونزلت عيني على الارض وكنت مكسوفة اوي ، نزلت على الكافتيريا لاقيته جه ورايا ، قرب من الترابيزة اللي كنت قاعدة عليها ، ومرة واحدة قرب مني وقالي بمنتهى الجرأة والثقة ، اعملي حسابك انك هتبقي مراتي انا ومن اللحظة دي ، انتي تخصيني واياكي اشوف طيف شاب حواليكي انتي فاهمة ، وسابني ومشى ولا كأنه رمى قنبلة في وشي ، واتسبب في زلزال بقوة ١٠٠٠ ريختر قلب حياتي كلها ، ومن اللحظة دي الكلية كلها بقت تتكلم عن رانيا ووليد ، وعشق وليد لرانيا وحب رانيا لوليد ، واكيد عن جنون وليد وغيرته المجنونة عليا ، وعدت سنين الجامعة واحنا روح واحدة في جسدين ، وعشنا مع بعض أجمل قصة حب تتعاش ، قصة حب تتكتب في اجمل الروايات الرومانسية ، وجت لحظة المواجهة مع ماما لان وليد صمم انه يتقدملي ، بعد الجامعة على طول خصوصا انه كان بيشتغل من وهو صغير ، قدر يجمع شوية فلوس يقدر بيهم يفتح بيت ، ولأنه اشتغل بعد التخرج على طول  كمان في مكتب محاسبة كبير ، كان صاحب المكتب دكتور عندنا في الجامعة،  كان معجب بوليد وذكائه يعني الحمدلله ظروفنا مكنتش وحشة ، لكن ماما مكنش يعجبها كدا كانت عايزة مستوى تاني ، وفضلت ترفض وليد وانا وبابا تعبنا كتير  معاها عشان توافق ، واللي زاد من موقفها الرافض مراد ابن خالتو منيرة ، لأنه جه من السفر فجأة زي ما سافر فجأة ، والصدمة الحقيقية كانت في سبب سفره ورجوعه بردوا ، والسبب كان انا !! عمري ما تخيلت ان مراد كان بيحبني ، وانه سافر عشان يعمل ثروة يقدر يعيشني بيها في المستوى المطلوب ، وأن سبب رجوعه بردوا انا لما عرف ان وليد متقدملي ، جه واعترفلي بحبه المدفون جواه من سنين طويلة ، كان لازم احسم الموضوع معاه اضطريت أقسى عليه ، وفهمته انه اخويا الكبير وبس وطلبت منه كمان انه يقنع ماما بوليد ، طبعا اتصدم ومقدرش يواجهني اكتر من كدا وانسحب بهدوء ، وفضلنا ورا ماما لغاية اخيرا ما وفقت على وليد حبيبي ، لما اتأكدت اني عمري ما هتجوز اي بني آدم غيره ، لا مراد ولا غيره كنت عارفة ليه ماما عايزة تجوزني مراد ابن اختها ، طبعا الفلوس اللي عاملها في السفر ، لكن بالنسبالي فلوس الدنيا كلها ماتسويش حاجة ، قصاد اني اعيش مع حبيبي العمر كله ، المهم انها وافقت واتجوزنا على طول وبعد ١٠ شهور بالظبط كانت رانا نورت حياتنا ، وماما بصراحة لا فرحت لما اتجوزت وليد ، ولا لما بقيت حامل ولا حتى بعد ما خلفت رانا ، كل دا مافرقش معايا في حاجة ، طبعا بابا كان طاير من الفرحة والسعادة ، وعدت الايام والسنين وكل يوم يعدي ماما كان كرهها لوليد يزيد ، وكانت بتتفنن ازاي تضايقه وتنغص عليه عيشته كلها ، كانت دايما تزورني عشان تعكنن بس عليه ، دا غير كلامها المستفز معاه والتريقة على كل حاجة يعملها ، ووليد كان يصبر وبابا حبيبي كان دايما يراضيه ، لحد في يوم بابا اتصل وقال إن ماما اختفت ، ومش عارف ليها طريق ، نزلت تجيب طلبات البيت ومرجعتش ، طبعا قلقت مهما كان دي امي ، وبابا طلب من وليد انه ينزل معاه يدوروا عليها عند اريبنا ، وليد حبيبي ماترددش لحظة وفعلا نزل مع بابا يدور على ماما ، بالرغم من كل اللي عملته فيه ، وقضوا اليوم كله برة البيت وانا كنت خايفة وقلقان على ماما ، تاني يوم جه ولسة مافيش اي خبر عن ماما ، والقلق زاد عندي انا وبابا والخوف على ماما ليكون جرالها حاجة ، جرس الباب رن وكان وليد طلب اكل من برة ، وفضل يتحايل عليا عشان بابا هو كمان ياكل ، بصراحة الاكل كان حلو اوي واتمنيت تكون ماما موجودة ، عشان تاكل معانا وتدوق طعمه اللي كان فعلا تحفة ، ووليد وعدني انه بعد الغدا هينزل يبلغ البوليس ، وفعلا وليد نزل ولكنه مرجعش تاني ، هموت من القلق على حبيبي ، راح فين وليه مرجعش لغاية دلوقت ، جرس الباب ضرب افتكرت وليد رجع ، جريت على باب الشقة افتحه لاقيت مراد ، انهارت ووقعت من طولي فوقت لاقيت نفسي على كنبة الانتريه ، وسمعت بابا بيقول لمراد ان وليد اختفى من امبارح ، بصيت على وليد لاقيت ابتسامة ومالهاش غير معنى واحد ، ان مراد له يد في اختفاء حبيبي ازاااااي ، سمعت صرخة جوايا بتقولي اتحركي ، حسيت ان في قوة غامضة اتملكتني واتحديت مراد ، ووعده انه لو كان فعلا له يد في اختفاء وليد ، مش هيكفيني فيه موته ، واللي حصل انه اكدلي انه مش بس السبب في اختفائه ، لا دا كمان هيعمل فيه اللي اكتر من الموت ، وسبني ومشي فضلت اصرخ وانهارت من العياط ، وفضلت اتوعد لمراد لكني مكنتش عارفة هعمل فيه ايه ، جه عليا الليل ولسة كنت زي ما انا تايهة وخايفة ، من غير ما احس فتحت كمبيوتر وليد ، لكني مقدرتش أصدق عيني ، مقدرتش استوعب اللي قريته ، لكني تمالكت نفسي ، وقررت اني انتقم لوليد مهما كان التمن ومهما حصل ، الكمبيوتر فتح على موقع اسمه عدوك في وجبة ، قريت كل المكتوب في الموقع ، وكتبت اسم مراد وعنوانه والرد جالي على طول ، بعد بكرة مراد هيبقى قصادي على السفرة ، كلمت بابا وبعدها حبست نفسي في اوضتي ، مش بعمل حاجة غير اني سايبة دموعي ، نازلة على وشي بكيت لدرجة دموعي نشفت ، ما فتحتش باب الاوضة غير لما جرس الباب ضرب ، معرفش ليه قلبي انقبض وحسيت اني رجلي اتشلت ، معرفتش اتحرك سمعت صوت الجرس من تاني ، بدأت اتحرك غصب عني فتحت باب الاوضة ، لاقيت رانا جريت عليا بتقولي وحشتيني يا ماما ، ليه يا ماما سبتيني لوحدي ، زي بابا هو كمان مشي وسابني ، نزلت لمستوى رانا واخدتها في حضني ، مقدرتش اتكلم لكن دموعي لاقت طريقها من جديد على وشي ، جرس الباب ضرب لتالت مرة رفعت عيني لبابا ، لاقيت نظرة بتقول كتير اوي ، نظرة حسرة وخوف نظرة بتقولي ليه ، قومت ومسحت دموعي ومشيت  في اتجاه باب الشقة ، لاقيت واحد على وشه ابتسامة باردة وناولني الوجبة ، وقالي بون باتي يا افندم ارجو الوجبة تنول استحسانكم ، اخدت منه الوجبة واديته الفلوس ومشي ، قفلت الباب ولاقيت رانا بتقولي ايه دا يا ماما ، رد بابا وقالها دي حاجة ماما اشترتها يا رانا لنفسها يا حبيبتي ، بصيت لبابا ولرانا وللوجبة اللي في أيدي ، حسيت اني محتارة مش عارفة اتصرف ازاي ، يا ترى ارتب السفرة وابتدي اكل في لحم مراد ، ولا اعمل ايه فضلت محتارة لغاية لما لاقيت رجلي بتتحرك ، ناحية السفرة ابتديت ارتب في السفرة ، بابا قال لرانا تعالي يا رونا نخرج واجيبلك ايس كريم ، رانا فرحت وجريت عليا وقالتلي سرحيلي شعري يا ماما ، بابا نده على رانا وقالها تعالي رونا انا هسرحلك شعرك يا حبيبتي ، وبابا اخد رانا وخرجوا وانا رتبت السفرة وخرجت الوجبة ، وحطيتها قدامي بدأت اقطع في اللحمة وايدي بتترعش ، ودموعي مش عايزة توقف لحظة ، دخلت الشوكة في بوقي بالعافية ومضغت بردوا بالعافية ، مقدرتش ابلعها حسيت بمعدتي كأنها نار قايدة فيها ، جريت على الحمام ورجعت كل اللي كان فيها ، حسيت بالدنيا بتلف بيا سندت على باب الحمام عشان اعرف اخرج ، جرس الباب ضرب من تاني لاقيت واحد شكله غريب ، طويل واسمر وله شنب كبير ، سألني مدام رانيا راضي رديت عليه بأيوة انا رانيا ، رفع منديل على وشي ومحستش بحاجة بعدها ، فتحت عيني لاقيت نفسي مربوطة على سرير غريب ، ولاقيت واحد لابس مريلة سودة جلد وجوانتي طبي ، وعلى راسه طاقية دكاترة العمليات وماسك في ايده منشار كهربائي ، وبيقولي مدام رانيا حضرتك مطلوبة لوجبة بأسم الآنسة علا احمد علي ، يعني الدور جه عليا لكن مين علا دي وليه عايزة تموتني ، هموت وهتاكل من انسانة حتى معرفهاش ، غريبة الدنيا فعلا   

انا وحيدة بابا وماما ، عيشت مع ام متسلطه وطماعة للأسف ، وأب طيب وحنين وصاحب قلب كبير ، انا طبعا بحب ماما لكن بابا بالنسبالي كل حاجة  ، بحبه اوي ومش بعرف اتكلم إلا معاه ، دايما بيفهمني حتى من غير ما اتكلم ، كان دايما يدخل البيت ومعاه الحلويات بتاعت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

  

عدوك في وجبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن