5th

49 6 3
                                    

قراءة ممتعة ~

خرج جيون ومن معه من مكتب مسؤول القرية الذي كان مقراً لاجتماعهم بعد ثلاث ساعات من النقاش ...

تمدد جيون ليرخي عضلاته المتصلبة من الجلوس الطويل ليلمح على أخيه الجالس تحت أحد الأشجار القريبة نظرة شاردة وربما مغلفة بالحزن ....

توجه له ليجلس بجانبه وينظر لما ينظر له أخوه " هاي ! جيون  ... كيف سيبدو الوضع لو كان لنا أب ؟" سأل ذو النظرة الحزينة أخاه ... ليصبح لكلاهما ذات الشكل فيما عدا عيناهما وذاكما الوشاحان المتشابهان ذو تطريز البرسيم الذي يغلف عنقيهما قد تحرك بخفة إثر الرياح وربما ما يجعلك تفرق بينهما الآن من بعيد هو ملابسهما المختلفة .......

ظل جيون يفكر بما قاله له أخوه ، حقاً مالذي كان قد يحدث إن كان والدهم موجوداً ؟ هل كانا سيضطران للخوض في غمار هذه الرحلة ؟ هو لن يكون بحاجة للقيام بذلك العقد اللعين الذي راح ضحيته أخاه الصغير ، أليس كذلك ؟ بل لم تكن أمهم لتموت بالأساس !!

تنهد بثقل عندما سمع اعتذار أخيه المنكسر ليحول بصره إليه بينما يبتسم أخوه بانكسار قد شعر به يحطم فؤاده لأشلاء قائلاً " أنا بخير حقاً ! لا تشغل بالك "

لماذا ؟ لماذا هو دائماً هكذا ؟ يحمل نفسه مالا يطيق ويحاول أن يبقي مشاعره لنفسه ؟ أليس هو الأكبر وهذا من عاتقه ؟ بل من الأساس أليسا توأماً ؟! إذا لماذا ؟!

ابتلع تلك الغصة التي تكونت بحلقه قبل أن بعثر شعر أخيه  بخفة  ثم بدأ يزيد قوة فركه لينفخ ريو خديه بعد إبعاد يد شقيقه عن ممتلكاته قائلاً " توقف عن افساد شعري كلما أردتَ ذلك ! أنا لست طفلاً !" سكت بضع ثوان ثم أكمل بتجهم أكبر  " حتى لو كنت كذلك! نحن بذات العمر !"

قهقه جيون بخفة قبل أن يردف " اعذرني اعتدتُ الأمر يدي تحركت وحدها !" صمت قليلاً ثم اردف " لا داعي للتفكير بأمور لن تقدم شيئاً أو تؤخر ، عليك النظر للأمام فقط ولا تنظر للخلف أبداً مادام سيجعلك تتحسر وتنحسر ، حسناً ؟"

ختم جملته بابتسامة خفيفة جعلت ريو يبادله إياها بابتسامة هادئة وإيماءة موافقاً على كلامه .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يمشون في طريقهم متوغلين أكثر فأكثر في الغابة القريبة من القرية نسبياً
مشوا ما يقارب الساعة ولم يبقى على الغروب سوى ساعتين
توقفوا قليلاً ليستريحوا قبل أن يسمعوا صوت صراخ إمرأة فركضوا مسرعين نحو مصدر الصوت ليفاجأوا بما يرونه ......

بركة قرمزية تحاول فرض نفسها على الأرض تسبح فيها امرأة ذات شعر ابيض ، انها المرأة التي يبحثون عنها !!

سامحني رجاءًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن