استفاق الفتى على صوتٍ يناديه و يدٌ تهزه، فتح عينيه و ما رآه امامه كان ذلك الولد... البطل من حادثةِ العجوز
"اوي أأنت بخير؟ ايمكنك الوقوف؟ اتريد الذهاب للمستشفى؟" انهالت الاسئلة على الفتى و هو مازال لم يستفق بالكامل حتى
عاد البطل إلى الوراء قليلاً حتى يستطيع الفتى الجلوس "من الجيد انكَ على ما يرامُ، كدتُ أحملكَ للمشفى، اه بالمناسبة انا أُدعى إلوما، أنا في الصفِ المجاور أي اننا بنفس المرحلة!
قال البطل و الذي اصبح معروفًا بـ (إلوما) و هو يبتسم ادار الفتى وجههُ له بملل، عيونٌ برتقالية مليئةٌ بالحياة و السعادة
شعرٌ اسود مبعثر و بعض
الخصل برزت منه إذ كانت مصبوغةً
بلونٍ أحمر ناريٍ جميللقد كان عكسه في كل شيئٍ تقريبًا، من رأسهِ إلى اخمص قدميه، شعر الفتى و كأن الغيرة بدأت تبتلعه من حياة إلوما التي بدت لهُ مثالية و
كيف كان يشعُ سعادةً...تمنى لو أنهُ كان مكانه... لو انه فقط حضى ببعضٍ من تلك السعادة التي يملكها إلوما لم يكن ليشتكي ابدًا بل كان ليكون فرحًا لباقي حياتهِ
'ولكن القدرُ شاء العكس، فمن أنا لأعارضه بكل أنانية؟' تمتم الفتى لنفسه و نهض لينفض العشب عن بنطاله و التراب عن ملابسه بينما كان إلوما ينظر له بأستغراب
"امم.. لم اعرف أسمك؟" سأل إلوما محاولاً تلطيف الجو قليلاً غير عالمٍ بما فعله
داهمّ عقلُ الفتى ذكرى لمرأةٍ تصرخ و ترمي أشيائاً عديدة على طفلٍ، يجلسُ القرفصاء عند زاوية
الجداريخبئ رأسه بين ركبتيه و يحاول تغطية رأسه بيديه الصغيرتين حتى لا يصاب من الأشياء التي ترمى عليه
صرخت المرأة و شتمت كأنها تكلم وحشًا لا طفلاً صغيرًا "أنت لا تستحقُ الحياة!! لا تستحق الأسم الذي تحمله!! لا تستحق الهواء الذي تتنفسه!! ياليتك متّ أنت ولا هو! ياليتكَ فقط تختفي ولا تعود-"
"هاي هل انت بخير؟ لقد شردتَ لوهلة" استفاق الفتى من تلك الذكرى العابرة على هزِ إلوما لكتفه
".. انا ليس لدي واحد، انا لا أستحِقه" تمتم الفتى اخر جزءٍ لنفسه بينما ينظرُ للأرض، ابعد يدي إلوما عن كتفيه و ذهب عنه عائدًا لمنزله ليرتاح
'من الجيد أن اليوم هوَ الجُمعة'"لم تكن فكرةً جيدةً النوم هناك من البداية" تمتم لنفسه، بينما كان الفتى يمشي في الطرقات ظهر الظل أمامه و بدأ يمشي بجانبه
<لقد ماتت، تخطى الأمر يا ولد> تمتم ظلِ و هو يربت على ظهرِ الفتى بخفة لمواساته
"اتعلم.. انا لم أعرِف إسمكَ قطّ، انت لم تخبرني به ابدًا " قال الفتى و هو يدير رأسه للظل ليرى ابتسامةً واسعةً رُسمت على شفتيه
<كم تمنيتُ ان تسألني هذا ياهه! أُدعى أوزول! رائع صحيح! حتى انا منبهر من اني حصلت على اسمٍ كهذا مِنك!>
"مني؟"
قال الفتى متسائلاً<إنها قصةٌ قديمة سأحكيها لاحقاً إن اردت>
"لا شكراً"
قال الفتى بسرعة رافضاً عرضه
<لئيم!>-
مرت ثلاثُ أسابيع، و قد كان الفتى و إلوما يلتقيان بالصدفة... و كثيرًا أيضًا!احيانًا يصطدمان ببعضهما في المدرسة
وقت الغداء، و يلتصق ألوما بالفتى
حتى إنتهاء النصف ساعةفي يومٍ اكتشف الفتى ان إلوما يعيشُ في نفس الحيّ الذي يعمل فيه
'كيف لم الاحظه من قبل!!'
سأل نفسه بغضب و هو يضع طلبَ إلوما
المبتسم في الكيس و يعطيه لهكان يحاول الفتى الاختباء من إلوما في المدرسة حتى لا يمسكه و بجبره على الجلوس معًا لنصف ساعة كاملة!
هو بالطبع لن يسمح بضياع وقته الثمين!
<فقط قل له أنك لا تريد الجلوس معه>
"سوف يجرّني معه مهما فعلت لهذا إعتقني من نصائحك"<نينيني إعتقني من نصائحك نينينيني>
قلدهُ أزول بسخرية و هو يخرج لسانه
بقى الفتى و إلوما على هذا الحال لأيام
حتى استسلم الفتى لذلك العازِم ذو رأس الحجرة

أنت تقرأ
||ظِلالُ الماضيِ||
Short Story"إذا لم اكن البطل، فلا معنى لوجودي" في طريقٌ مجهول، هل سيجدُ (الفتى) نفسهُ، ام سيضيعُ بين إشاراتِ الطرق تائِهاً بين طيّاتِ ماضيه، هل سيجدُ طريقه و حاضره في شخصٍ أخر؟ كُل الحقوق تعود لي كمؤلفة، لا أسمح بأي إقتباس او نسخ من أيّ نوع القصة خالية من أي...