VI

42 3 1
                                    

دخل الفتى المقهى و لمح إلوما مباشرةً،
قد كان يجلسُ عند نافذةٍ تطلُ على الشارعِ العام

يشربُ بعض القهوة المثلجة و يأكل من فطيرة التفاح، امامهُ مقعدٌ و الكعكة يرافقها كوب شاييٍ في الجهة المقابلة له من الطاولة

كأنهُ كان يعلم ان الفتى سيأتي لا محال

تقدم الفتى و جلس امام إلوما بدون كلمة، وجه إلوما نظرهُ له و كأن عيناهُ تظهرُ بريقًا من شِدّةِ السعادة

"لقد اتيت!"
قال إلوما بحماس و سعادةٌ تغمرُه
"اجل، فقُل ما لديك بسرعة لان نوبة عملي لم تنتهي بعد" قال الفتى ببرود و بدأ يأكل من الكعكة، اخذ إلوما نفسًا عميقًا

"اسمع انا اسف، قد علمتُ ما حدث ذلك اليوم و لم اكن اعرف أنهم سببوا لك هذا الأذى...انا حقًا، حقًا لم اعلم انهم سيأتون خلفك من اجلِ امرٍ قديم حدث بيننا، لقد تعاملتُ معهم و لن يؤذ-"

قُطِع إلوما بكلماتِ الفتى التي جعلتهُ يفتحُ عينيه على وسعهما للحظة

"لا بأس، لقد تعودتُ على هذا بأية حال، عندما كنتُ صغيرًا والدتي... حسنًا، ماذا يسموه؟ اه،

كان نهجها عنيفاً قليلاً، كانت تغضب على أقلِ الأشياء لهذا، شيئٌ كالضرب و الشتم عاديٌ لديّ لذا لا داعيٍ لإقلاقِ نفسك، أتعلم مرةً كانت قد جعلتني أنامُ في الفناء الخلفي شتائًا"

تكلم الفتى بهدوء و كأنهُ يحكي قصةً لطيفة، حتى أنهُ ضحك في نهاية حديثهِ، لم يعلم إلوما أنهُ قد مرّ بشيئٍ كهذا

بدأ رأسهُ يدور بالأحتمالات و السيناريوهات التي كان قد تعرض لها الفتى في صغره

"هي ماتت الان فلا بأس، انا اشعر بالوحدةِ في بعض الأحيان ولكن هذا لا شيئ مما عاناهُ هو.. "

اشتدت يدُ الفتى على الكوب عندما (ذكره)

ذكرياتٌ كانت مدفونةً في أعماق عقله تدفقت إليه مجدداً كأن كل ما حصل كان البارحة

"هو؟"
ردد إلوما من بعده بتسائل و هو ينتظر منه ان يُكمِل

"اخي"
قال الفتى بغصةٍ صعدت لحنجرته

"لقد كان بالثامنة و انا بالتاسعة... كانت والدتي حينها شخصًا اخر، لم تكن قاسيةً او ايًا من هذا الهُراء

في يومٍ ما جررتهُ إلى الحديقة المجاورة للمنزل، كان قد اقترب الغروب و كلابُ الشارع قد بدأت بالتجول، اخي كان خائفًا، و انا كنتُ كذلك في الواقع

||ظِلالُ الماضيِ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن