في حصةٍ شاغرة، فُتِح باب الصف مِن قبل طلابٍ يبدون انهم في مرحلةٍ أعلى
اقتربت المجموعة من الفتى و قد بدأ القلقُ يسيطر عليه تدريجيًا، إستغرب أوزول الذي كان جالسًا على الطاولة
وقف امام الفتى ولدٌ بدا أنهُ قائد المجموعة و تكلم "هل انت @#&##؟"
تردد الفتى قليلاً و لكنه أجابه "اه نعم؟" مع ان الإسم خرج كصوت تشويشٍ مُزعج، و لكن من الواضح ان ذلك الولد يعرفه و إلا لما جاء إليه مباشرةً
"أُدعى دونيل" مد الولد يده و هو يبتسم ابتسامة جانبية و صافحهُ الفتى
امسك دونيل بكتفيه و اقترب
منه اكثر قائلاً بهمسٍ كهسيسِ الأفعى
"نحنُ لدينا موضوعٌ معك، اترافقنا؟"لم يكن على الفتى أن يُتعب نفسهُ بالتفكير، لان هذا كان أمرا لا طلبًا، جرَ دونيل و المجموعة التي خلفه الفتى إلى وراء المدرسة
ما أن اصبحوا خارج عيونِ الحارس حتى تبادلت المجموعة النظرات و الضحكات فيما بينهم
رُكِلَ الفتى في بطنه ليقع على ركبتيه و يلف يديه حول مكان الركلة، بينما الألم ينتشرُ بذلك المكان بسرعة
رأسهُ بدأ يمتلئُ بالأحتمالات اللامتناهية لما يريدون فعله له، نزل دونيل إلى مستواه و جلس القرفصاء أمامه، متكلماً بنبرته الخبيثة المليئةِ بالسميّة
"اسمع هذا ليس شخصياً... حسناً ربما هو شخصيٌ بعض الشيئ لأنك مزعج، لكن كما ترى صديقك ذاك، اه ما كان اسمه؟ إكوما؟ لا يهم
كما ترى هو لديه دينٌ ليدفعه و نحنُ نريدُ إستلامه في أقرب وقتٍ لهذا رأينا انك أفضل طريقة لجعله يفهم و يدفع
طبعاً هذا لو كنتما حقاً اصدقاء مع انكما تبدوانِ كأميرٍ و خادمهِ اكثر!" ضحك دونيل و اصدقائه بقوة، خفض الفتى رأسه للأرض و عض شفتيهِ بقوة من الإذلالِ الذي يتعرضُ له
"هياا انا حتى لم اضربك بهذهِ القوة! لم يبدأ المرح بعد فتحمل اكثر"
-
كان الفتى مستلقٍ على ظهرهِ، عينيهِ على الشمسِ التي تكاد تغرُبكان بالكاد يتعرف على محيطه و جسمه قد خدر بالكامل، هو يعلم انه ما ان يزول التخدر حتى يبدأ الألم بنهشِ روحه جنباً إلى جنبٍ مع العار
ازاح نظره من على السماء و رأى أوزول جالساً بجانب و يدهُ تمسحُ على شعرهِ بلطف
<اخبرتك الأ تثق به... لقد تأذيت بسببِه...>
تمتم أوزول بهدوء يوبخه على ثقتهِ العمياءِ
بالفتى"لقد كنت محقاً أوزول... انا كالليل، جاهِلٌ للعالمِ حولي، جاهِلٌ لنفسي... هل انت حتى تعلم من أكون من هو أنا؟..."
<اجل انا اعلم، انت هو اشجع و افضل شخصٍ
في العالم، انت طيبٌ و حنون تفكر بالآخرين
قبلك، دائماً ستفعلُ ما بوسعك و تبذلُ جهدكَ
حتى لو كان امراً ميؤوساً به، ربما قد فقدت شغفك
و لكن انت ما تزال نفس الشخص الذي عرفته،
انت ما تزالُ اخي الكبير>قال أوزول، و ما أن قال تلك الكلمة حتى نزل دمعةٌ من عينهِ اليسرى، و سرعان ما مسحها
"دائماً ما تقول هذا و لكني لا اتذكركَ, في الواقع انا حتى لا أذكرُ متى بدأت بملاحقتي"
قال الفتى ببرود، عيونهُ خلت من اخر ذرة حياةٍ تبقت له<أعلم أنك تتذكرني في مكانٍ ما داخلك، يوماً ما سترى تفسكَ كما أراك، أعِدُك>
أنت تقرأ
||ظِلالُ الماضيِ||
Short Story"إذا لم اكن البطل، فلا معنى لوجودي" في طريقٌ مجهول، هل سيجدُ (الفتى) نفسهُ، ام سيضيعُ بين إشاراتِ الطرق تائِهاً بين طيّاتِ ماضيه، هل سيجدُ طريقه و حاضره في شخصٍ أخر؟ كُل الحقوق تعود لي كمؤلفة، لا أسمح بأي إقتباس او نسخ من أيّ نوع القصة خالية من أي...