الفصل السادس

175 20 30
                                    

كروان جريح مضروب شعاع م القمر
سقط من السموات فؤاده إنكسر
جريت عليه قطة عشان تبلعه
أتاريه خيال شعراء و مالهوش أثر!
و عجبي!

صلاح چاهين
............................................................................

  بعد عدة ساعات، كانت تمشي بحذر على أرضية الغابة بقدميها الحافيتين متحاشيةً الأغصان و الصخور و الاوراق الجافة، و قد أحرزت شوطًا كبيرًا لا بأس به في الإبتعاد عن ذلك الكوخ، و بين الحينة و الأخرى تتلفت حولها لتتأكد أنّها لا تُتبع من قِبل ذلك المخبول الذي تركها وحدها و هناك نافذة مفتوحة تستطيع الهرب منها!
نظرت إلى السماء من بين الأشجار العالية لتجد شمسها أوشكت على الغروب، توقفت بجانب إحدى الأشجار مخرجةً هاتفها من حقيبتها...كان مغلقًا فاقدًا لأهليته الأصلية بالإتصال بالبشر! ضغطت على أزراره محاولةً تشغيله لكنّها لم تفلح؛ و على ما يبدو أن بطاريته قد نفذت!

تأففت في ضيق و هي تسب حظها العثر، بينما كان الألم يغزو كامل جسدِها الذي وهن من قلة الطعام و الشراب و الجروح، نظرت حولها لمرةٍ أخرى تتأمل الغابة ذات الأشجار الضخمة و النباتات الغريبة المتشابكة، ثم قالت ساخرة لنفسها:
"معلموناش في الدراسات و الجغرافيا إن مصر فيها غابات!"

ثم جلست على جذر الشجرة الضخم لتستريح، ماسحةً وجهها بيديها في حيرة، متسائلة في نفسها:
هل حقًا قد فعلت الصواب بهروبها؟
و لو كانت قد ذهبت مع ذلك الغريب، هل كان حقًا سيقتلها؟..
لكن لما بالأصل فك قيدها و تركها؟!
و هل إستطاعت بذلك أن تضمن نجاتها؟...أم أنها بذلك عجّلت بهلاكها؟!....إنها فتاة منطقية لا تؤمن بالماورائيات، و بالطبع تعلم أن مصر لا تمتلك غابات!!
فهل هي تحلم؟..أم أنّها تتوهم؟، أم أنها قد أُختطفت لبلدٍ آخر بغرض تجارة الأعضاء أو البشر!

هل تستسلم لقدرها؟..أم أنّ بيدها التحكم به؟...أويمكن بالأصل أن يخوّل لإنسان بإختيار مصيره؟
إن جميع الطرق تؤدي إلى المجهول، فهل ستخاطر؟ أم تعاود أدراجها؟ و بأيهما سيكون المسار الصحيح؟؟..
ولكل ما سبق إجابات لا تعرفها..ولا تعلم متى ستحصل عليها؛ لكنّ المؤكد أنّها ستعافر، و ستحاول..و لن تسلسلم لل…

"موت؟!..أنا مش هموت!!" أردفت بها و كأنها تنهي نفسها بالتفكير في الموت! لتستطرد و هي تنظر إلى الأرضية تبحث عن شيٍ ما يصلح أن يكون سلاحًا:
"الجيش بيقولك أتصرف!....ما أنا مقضيتش حياتي بتفرج على بير جريلز¹ في ناشيونال جيوغرافيك من فراغ برضه!!"

ثم عبثت بيديها في الأغصان و القطع الخشبية على الأرضية حتى أنتقت منها غصنًا طويلاً يبدو عليه المتانة، أخرجت من حقيبتها مقصًا صغيرًا بعض الشئ لكنه يفي بالغرض، لتنظر إليه مبتسمة و كأنها تحن إليه:
"حبيبي بجد!...عشان يبقوا يتريقوا عليا في المدرسة، أهي شنطتي إلي كانوا بيقولوا عليها لمّة عفش البيت كله نفعتني دلوأتي!"

الحارس الأخير (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن