الفصل الثامن

208 18 51
                                    

يا مشرط الجرّاح أمانه عليك..
و أنت ف حشايا تبص من حواليك..
فيه نقطة سودة في قلبي بدأت تبان..
شيلها كمان!...و الفضل يرجع إليك!
و عجبي!

صلاح چاهين
............................................................................


"نزهة إيه؟؟...هو حد قالك إني جاية سياحة؟!..أنا مش هتحرك من مكاني غير لما ترد عليا!."

قالتها أسماء صائحة بغضب في وجه إيثار الذي كان عقله مشتتًا بين كلامها و تلك الموسيقى اللعينة التي تتردد في عقله، حاول أن يتمالك أعصابه ليتكلم في هدوء ضاغطًا على أسنانه:
"حسنًا يا أسماء، لن نذهب بأي مكانٍ لعين..ها أنا ذا، قولي ما عندك!"
لحسن حظ أسماء أنّ عصابة عيني إيثار قد صُنعت من قماش نادر يحجب ضوء عينيه، و بنفس الوقت يستطيع المشاهدة من خلالها، و إلا قد أصيبت بالعمى لو نظرت إليها!
لو كانت أسماء..

أستجمعت شتات أفكارها، لتقول:
"أنا فين بالظبط؟.."

شبّك ذراعيه على صدره ليقول:
"و كأنني لم أقل شيئًا مسبقًا!..حسنًا التكرار جيد لشخص أخرق مثلك، أنتِ لست على الأرض..أرضك التي تعرفينها، لم تعودي تمشين فوق ترابها الآن.."

صكّت على أسنانها بغيظ، لتردف:
"طب تمام حلو أوي..أقنعني بقى!"
"و هل أعطيتني فرصة؟!...كلما حاولت أن أريكي تختلقين المشاكل!..في البدء عندما كنا بالكوخ، فهربتي!
قلت لا مشكلة لعل هروبها سيقنعها، لكن لم يفعل!
و الآن أقول لك..."

قُطع حديثه فجأة و لم يستطع أن يكمل من إحتضانها المفاجئ له، ضمته بقوة تحسد عليها بينما كان الآخر مندهشًا من تصرفها ذلك، ظلّ عدة لحظات هكذا.... قبل تهمس أسماء بقرب أذنه بصوت أقرب للفحيح..و بلغة يعرفها عن ظهر قلب:
"عزيزي إيثاروهيل، أرجو أن تكن مسرحيتي المتواضعة قد نالت إعجابك...لكنني قررت إعتزال التمثيل الآن!"

ثم أبتعدت عنه رافعةً يدها أمامه بإبتسامة شيطانية، بعد أن تبدلت خلقتها لأخرى، يدها التي كانت تحمل سكينًا ملطخًا بالدماء!
لقد طعنته!

شعر بالوهن فجأة و لم تعد قدماه قادرةً على حمله، هوى على ركبتيه في ضعف واضعًا يده على بطنه التي نزفت بغزارة، و رغم ذلك لم يشعر بالألم و لم يتأوه، محاولاً مقاومة جسده الذي ينهار، أقتربت منه لتخلع عصابة عينيه، ناظرة مباشرةً إلي مقلتيه اللتين خفت ضوءهما في وهن، قائلة بشماتة:
"لطالما قال أبينا أن من يأتي على الأقل برأسك له المُلك...و لم أكن مبتغية رأسك ولا المُلك، لكني أردت قلبك و لم أستطع، فعلى الأقل لأنال الرضا من المَلك و هو أهم من كلاهما..فما بالك إن جلبتُك له بجسدًا كاملاً..!"

الحارس الأخير (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن