الجزء الثالث عشر والأخير: نعم أبديّة

692 35 11
                                    

فتحت سحر باب الغرفة بعد طرق خفيف لتجد باقة كبيرة من الورود الحمراء مسندة إلى حاجب الباب شُكّ بين أزهارها ظرفٌ أبيض صغير، تلفّتت يمينًا ويسارًا مبتسمة تتوقّع هويّة المرسل، رفعتها عن الأرض بهوادة تحاوطها بحنان ممرّغة وجهها بسحر حمرتها تستنشق عبيرها الفوّاح يتسرّب نديًّا إلى أنفاسها الناعمة. ما أجملها مفاجأة صباحيّة بعد لقاء الأمس! لقاء حطّم حاجز التباعد وأعاد إلى سحر صفاء القلب والبال، وكيف لا ترتاح وقد عاشت حرقة رحيل سيادته وإن كانت في المنام؟ أمّا الرئيس فقد أخبرها عن حلمه الذي رآه بعد الفراق، أسمع ملكته كلّ الكلام الذي تاق إلى قوله في حقيقة الواقع والذي دفعه إلى الذهاب لزيارتها في البيت.

جلست على حافّة السرير في حضنها غمر الورد وبين يديها الظرف الأبيض تفتحه متحمّسة تتلهّف لقراءة البطاقة:

"صباح الورد ملكتي... أنا ما زلتُ أسير قبلة الحديقة... تتجدّد أسرارها في داخلي... وأنتِ... ماذا عنكِ؟ ليتني أراك في هذه اللحظة، أتخيّلك محمرّة الوجنتين ترتعش روحك من الخجل... أمّا عن روحي فلا تسألي، لقد هجرتني حين صادفت نصفها الآخر، نصف يكمّلها حتّى التماهي والانصهار... أنتظرك على الفطور فأرجوك... أرجوك لا تتأخّري في الظهور"

خرجت جميلة من الحمّام فرأت ابنتها تشمّ ورود الباقة مغمضة العينين، إبتسمت الأمّ مطمئنّة إذ بدا لها أنّ المياه قد عادت إلى مجاريها، إقتربت منها على مهل وهي تقول:

-ما أجملها حبيبتي! سيادته يتمتّع بذوق رفيع

إستدارت هانئة تهزّ رأسها استحسانًا للكلام مأخوذة بمضمون تحيّة الصباح لكن سرعان ما قفزت واقفة وهي تهتف:

-بسرعة ماما، ليس من اللائق أن نتأخّر على الفطور

رفعت الأمّ حاجبيها وهي تميل برأسها إلى اليمين تقول راضخة لطلب ابنتها المموّه:

-بالطبع حبيبتي، بالطبع... لا يجوز أن نتأخّر...

----------------------------------------------------------------------------------------------------

كان جالسًا عند رأس الطاولة يشيح بنظره صوب البهو، ينتظرها وحيدًا منذ خمس دقائق بدت له خمسة دهور بمئات السنوات، سيادته لم يغفُ لحظة واحدة طيلة الليل، بقي ساهرًا حتّى طلوع الصباح يخطّط لمفاجأة تليق بالملكة، صحيح أنّ ملفّ الإرهاب يشغل تفكيره إلى حدّ كبير إلّا أنّه يتحضّر لمناسبة خاصّة أجبر على تأجيلها بسبب الرسالة. فجأةً عبقت رائحة الياسمين في الأرجاء تدعو عينيه إلى الالتفات فإذا بالملكة تُقبل من آخر البهو متهادية كالغيم، ما أرقّ الشعر يتمايل على الكتفين! ما أبهى زرقة الفستان تنساب كالمياه! وقف في الحال يوافي طلّتها بالترحاب تسبقه ذراعه إلى نقطة الالتقاء:

-نوّرت الصباح بجمالك ملكتي

إبتسمت نظراتها ترحّب برونق التحيّة، تتلفّت في الأرجاء تتأكّد من خلوّ المكان من الخدم وتقول له بمنتهى الهدوء:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 17, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سيادة الرئيس الموسم الأوّلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن