الفَصِلُ الثَالـثِ-

8 1 0
                                    

ظلي البعيد
للكاتبة: ily_Ashy96
الفصلُ الثالث بعنوان: حُمىٰ وعقابِ:
قراءة مُمتعة..
----------------------
بمرور ساعاتٍ طويلة..
لم يعد لها.. وهي مغمضة العينِ فقط!
اطفالها نائمين بحضنها بفوضويه طفولية
ماثيو ؏ ذراعها الايمن وآرثر خلفه كذلك
آرليت ؏ ذراعها الايمن..
ملابسهم فوضوية واحدهم بالشرق والآخر بالغرب!
أكاد احزم انها صورة من المعركة..
تتعرق،، تهذي.. تدمع ثم تصرخ صرخات مكتومة.. تفتح عينيها ؏ شريط حياتها لتتضارب تلك الاسئلة في حياتها!
لما؟!!
-عودة في الماضِ-
حيث كل اربعاء من أول الشهر..
يجتمع اولاد الجدة غيم في منزلها البسيط!
كل ابنٍ لها مع عائلتهِ لكونها لم ترزق ببناتٍ قط..
الابن الأكبر وليامز عميل مباحث سري.... والد سور.. بعده لوكاس وكارلوس التؤام..
واولاد عمها الاكبر منها و المشاغبين
سور اصغر واقرب حفيدة لجدتها
وأيضاً.. خالها.. ڪيني..
الذي تحبه ويحبها كثيراً
في هذا اليوم.. يقضونه معاً.. يأكلون.. يتمازحون.. وياخذون رأي بعضهم البعض.. ويتناولون الاخبار فيما بينهم
حتى أطرقت والدة سور..روز..جراحة عظيمة!تعرفت ؏ وليامز حين انقذته من محاولة اغتيال! بأبتسامة..
-احزوا من سيحصل على أخ صغير!
لتتعالى اصوات التفاجئ ومنها الضحك والتبريكات..
وسور لازالت تنظر بأستغراب..
هنا.. عمرها 6 سنوات..
تقدم نحوها خالها وحملها مقبلاً خدها
-فتاتي الصغيرة! سيصبح لكِ أخ!
وقرص ارنبه انفها بلطف
بحلقته بتفاجئ..
أخ؟
ضحك.. أجل أخ!
ثم نظرَ بحزن..
حلوتي.. طرق لي عمل فسأسأفر لأشهر طوييلة
قوست شفتيها..
.. لا خالي..
ابتسم لها يطمئنها..
حبيبةُ خالكِ لن اتآخر عليكِ
امالت رأسها..
تعدني؟
ابتسم لها وعانق خنصره خنصرها الصغير..
أعدكِ أميرتي..
أبتسمت له.. واخذها والدها يحملها من خالها
ودعوا بعضهم البعض وانطلق كلٍ منهم الى سيارتهِ
في الطريق.. تلعب سور بلعبتها التي اهدتها اياها جدتها
حتى بدأت السيارة فجأءة بالسير بالاتجاهات المعاكسة..
لحظات موترة!! مقلقة!! وصراخ يتعالى
حتى صدر ضوئين دائريين امامهم لسيارة تعلن اصطدامها المباشر بسيارتهم
أدى الاصطدام بأنقلاب السيارتين رأساً ؏ عقب وصنع حادث فوضوي مريع!!
هذا آخر ما تتذكره أسور..
دميتها الملطخة بدمائها.. والضوئين الاحمر والازرق.. الشرطة!
يعني.. حادث متعمد؟!!؟
وأغشي عليها...
مرت.. أشهر... عديدة.. مسحت فيها دمعة هاربه من مقلتها تبحلق الارضيه وهي بالزاوية بصمت..
جاءت الآنسة تنظر لها بحزن.. مسحت ؏ شعرها الذهبي..
-أسور.. صدقيني ستحصلين على عائلة رائعة!!
رمقتها نظرة حادة ونبرة وحشية!
-لكني اريد عائلتي الحقيقة!
تنهدت الآنسة وجلست بجانبها..
-كم مرةٍ أخبرتكٍ انهم في مكان أبيض جميل.. فيه طيور وحيوانات لطيفة
وفواكه.
-لمَ لم يأخذوني معهم؟
.. لأنهم يخشون عليكِ!
سكوت.. مفاجئ..
ومرت سنين أخرى..
جعلت من أسور الطفلة البريئة
فتاة حادة ووحشية لأبعد حد!
تفكر لمَ لم يأخذها احد من اعمامها او جدتها
وتولد الحقد والبغض داخلها
زارعين الشك ساقينه بمر الطعن والغدر والخيانه!
سور.. عمرها في الميتم11..
لم يتبناها احد لسلوكها الفض!
حتى الاطفال ينفرون منها
والجميع عجز ومل منها..
حتى ذات ليلة..
فتحت الباب ببطئ ومشت ؏ اطراف اصابعها
تتسلق الجدار رغم رعبها من المرتفعات!
لتهرب!!
ويال الكارثه كشف أمرها الحارس الليلي سلمها لمدير الميتم بقسوة
وبملل منها وغضب وتحمل فاق الحدِ
و ڪعقاب لها..
قرروا تسليمها لأول من يضع قدمه هنا غداً صباحاً..
وبالفعل.. تمت الصفقة!
أخذتها امراة لطالما مثلت الطيبة واللطف امامهم.. لكن حاسة سور السادسة استشعرت ان خيراً لن يحصل
اخذتها بسيارتها.. نحو حي آخر..
نزلت من السيارة وحملتها للداخل
نحو آخر غرفة
مهلاً!!
هناكَ سدية.. وشاب يرتدي ملابس عمليات.. وعجوز متعصب
وضعتها مستلقاة ؏ السدية وهي تنظر برعب لكل الاجهزة التي تحيطها
بالفعل خافت
اخذت تبكي وتصارع ليتركوها
لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن
تنهدت المرأة واردفت..
.. سور.. سآخرجكِ لكن بشرط!
بحلقت المراة والدموع في عينيها..
.. سآخذ كليتكِ وأخرجكِ! أو.. ستبقين هنا تخدمين أناس يحتفلون هنا!
نظرت اليهم.. وقد انتابها الشك في خيارها الثاني..
استسلمت.. وخضعت.. وهؤلاء التجار اخذوا كليتها اليُسرى بالفعل!!
يومين.. بالظهيرة..
فتحت عينها لتجد سقفاً أبيضاً
ورائحة معقمات.. وهنا.. اصابها الرعب من الخضع للفحص..
نظرت للرجل الذي امامها وأذ به
ڪيني!!!!
نظرت بتفاجئ.. والعتب يملئ قلبها وعيناها اغرقت بالدموع..
بل أحتضنها بقوة غير مبالياً لألم عمليتها بل لأن ألم قلبه أكبر!
-أسور.. بحثتِ عنكِ صدقيني لم أجدكِ.. لم يخبرني أحد عنكِ أسور!!تكتم شهقاتها وتجهش باكيةً
ثم مرَ عليها كيف عاشت معه لثلاث سنين.. وكيفَ توفيَّ.. وكيفَ عانتَ
حتى وصلت لهنا...
-انتهاء الماضي-
تهذي بكل هذا وتذرف دموعاً كلما مر حدث آخر امام ذهبيتها..
استدارت.. لم ترى الاطفال
رمشت بتعب.. اين ذهبوا؟
استدارت للجهه الاخرى.. لترى أرجوانيَّ العينين..
يغطيها بغطاء يدفئها.. ويصنع لها الكمادات بهدوء
رمشت نحوه بتعب ممزوج بعتب..
أردف بصوت بارد دون النظر اليها وهو يغير الكمادة يخفي قلقه بجدارة
-كيف حالكِ الآن؟
لم تجبه لضيقَ تنفسها
علم هو الآخر والتزم الصمت..
-آسفة!
قالتها بهدوء ترمش سريعاً كي لا تبكي..
أبتسمَ بخفوت.. واعاد الكمادة لجبينها
همس.. لكنكِ معاقبة!
نظرت له بترّجي.. واردفت بصوت خافت..
-عقاباتكَ قاسية آشي...
لطالما أحبَ أسمهُ بصوتها..
اردفَ بهدوء وحب..
.. أشفي وسنتحدث في ذلك الامر..
خافت ان تسأله ؏ آرهم فيجعلها طريحة الفراش بالفعل
لن يضربها طبعا لكن بروده وعقابه سيفعلان..
همست لهُ..
-نم بجانبي.. أخاف..
قالتها بخفوت.
ابتسمَ لها.. واستلقى بجانبها.. يضعها ؏ يده ويمسح ؏ خدها..
ادارت وجهها.. اخاف عليك العدوى.. ابتعد قليلاً
ضحك وضيق عينه بأستهزاء..
.. لا اهمل صحتي مثل احدهم!
قلبت عينيها بملل منه..
أخذَ يمسح على شعرها واردف بصوت هادئ وبارد..
.. نامي مولاتي..
ورائكِ عقابٌ لا مفر منه..
قوست شفتيها ونامت خوفا ان يتضاعف العقاب..
ماذا سيكون عقابها برأيكم
وهل تستحقه ملكتنا جراء عنادها وتمردها ام ان ملكنا بالغ قليلاً؟
سنعرف ذلك بالفصل القادم
الى اللقاء احبتي♡

"ظِليَّ البَعْيدُ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن