زيدينى عشقا

الفصل الأول

الحياة ما هي إلا ممرات قد تتقاطع طرقنا في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى قد تكون متوازية بعد سبع سنوات وجد نفسه يعود إلى بلاده من جديد حتى يرى والده الذي علم عن مرضه والذي لازم الفراش بسببه منذ أيام كان يعلم أن علاقته بوالده منقطعة منذ فتره والسبب يرجع إلى سفره دون علمه لقد اتخذ قرار السفر في لحظه تهور منه لم يهتم لأخذ راي احد في سفره ولم يعطيهم اي فرصه لاستيعاب ما قام به بل وضعهم أمام الأمر الواقع فقط جهز نفسه واوراق للسفر في الصباح الباكر وعلموا أمر سفره حين وصل بالفعل إلى الخارج حين هبطت به الطائرة إلى أرض الغرب حينها انقطعت صلته بوالده وعائلته به واليوم كان عليه العودة لكي يطمئن على صحة والده فقد علم من السيد منتصر وهو مساعد والده أن والده السيد جلال تعرض للإغماء في وسط عمله وتم نقله إلى المشفى وأنه رفض رفضا قاطعا الحديث مع ابنه في الهاتف لذا لم يجد عدي أمامه سوى أن يعود إلى بلاده حتى يطمئن على والده وصل بأمان إلى أرض الوطن بعد غياب سبع سنوات تبدو الأمور مختلفة عن الصورة التي غادر بها استقل سيارة أجره إلى عنوان منزله الذي ما زال يحفظه كاسمه وعلم أن والده لم ينتقل إلى منزل غيره وما زال يحيى بنفس المكان استقبله السيد منتصر والذي كان في المنزل يتأكد من إمضاء السيد جلال على بعض الأوراق وكان سعيدا بعوده عدي إلى المنزل بعد غياب سبع سنوات احتضنه بشوق أب فهو كان يعامله كابنه تماما

- حمد لله على سلامتك يا عدي أخيرا قررت العودة إلى أرض الوطن هل كان على جلال أن يتعب حتى تقوم بالعودة ؟؟؟

رغم أن منتصر وصل إلى سن الخامسة والستين من العمر لكنه كان ما زال بروح شاب في الخامسة والعشرين وكان التعامل بينه وبين عدي وجلال كأنهم عائلة واحده نظرا لطول الصداقة التي تربط منتصر بجلال وتقريبا منذ قرر جلال أن يقوم بإنشاء شركته الخاصة للاستيراد والتصدير

- أنا أيضا اشتقت للجميع ولكن كما تعلم الحياة بالخارج تجذب الإنسان من عائلته وحياته الخاصة وبعد المكان عامل هام وانا لم انس أن والدي غضب من قرار سفري وقرر مقاطعتي حتى انه رفض إخباري انه تعرض لبعض التعب وتم نقله إلى المشفى ولو لم تتصل بي لم أكن لاعلم

ابتعد عنه السيد منتصر وربت على كتفه مدركا صعوبة الأمر عليه لكنه بنفس الوقت كان مقدرا لقرار جلال وما فكر فيه في ذلك الوقت

- حتى وان كان كلامك صحيحا هذا لا يعطيك الحق بان تقوم بمقاطعه والدك لاي سبب و أتمنى أن تبقى بجانبه هو يحتاج إليك لم يعد في العمر بقيه للانتظار من يدرى المره القادمة التي تأتي بها قد لا نكون نحن هنا

تسلل الحزن إلى داخل عدي عقب هذا الكلام الذي سمعه فهو بالفعل لم يفكر أن والدك قد يغادر هذه الحياة وما زال غاضبا منه ولم يحسب الوقت الكافي لكي يسامحه على تصرفه لقد كان قمة الأنانية منه أن يقوم بهذا التصرف