الفصل الثامن

130 8 3
                                    

زيارة المريض واجبه ورغم أن عدي لا تربطه اي صله بفاروق لكنه ذهب بالفعل حتى ينفذ ما أمره به والده ورغم انها المقابلة الاولى بينهما لكنه كان يرى أو ربما شعر بان مقابله فاروق له لم تكن جيده بل كان واضح انه لا يرغب في رؤيته وهذا ما لم يستطع فهمه فرغم انه لم يحدث بينهم اي شيء يستدعي كل هذا لكن كان واضحا من نظرات فاروق انه لا يستطيع تقبل وجود عدي امامه.

لكنه حاول تجاهل الأمر والحديث مع منير الذي كان من الواضح انه متجاوب جدا ولا يواجه اي مشكلة معه كما كان يواجه فاروق تلك المشكلة التي لا يعلمها عدي.

- لقد شعر والدي بالتعب منذ بضع أيام وقد أخبره الطبيب أن عليه الراحة في الفراش لبعض الوقت لذا لم يستطع القدوم للاطمئنان عليه السيد فاروق وقد أتيت بدلا منه حتى اطمئن عليه.

لم يعد فاروق بقادر على الصمت أكثر أو تحمل وجود عدي نفسه لينطلق في الحوار دون أن يمنع نفسه فهو كان يجبر نفسه دوما على تحمل وجود ذلك المدعو عدي حتى الآن سوف ينفجر فيه وقد أتته اللحظه.

- يبدو أنك قررت العودة أخيرا لحيث والدك وزوجتك التي تركتها خلفك لقد ظننت أنك لن تمتلك الجرأة أو الشجاعة لتعود من جديد بعد فعلتك الاخيره.

مواجهة واضحه وصريحه ورغم إن عدي تعجب كثيرا من انفجار فاروق لكنه بنفس الوقت لم يحب طريقه حواره معه.

- حياتي الشخصية هي شيء خاص جدا يا سيد فاروق لا يحق لك أو لاي شخص التدخل فيها سأكون ممتنا أن أبقيت تلك الأمور لنفسك فقط ولم أكن أنا طرفا فيها.

كلام عدي زاد من غضبه أكثر وكأن الآخر لا يعلم ما فعله أن فاروق لا يرغب في رؤيته في حياته بل انه يحمل مشاعر ليست جيده ابدا تجاه عدي والذى لا يفهم سببها.

- قراراتك كلها خاطئة و للأسف لست أنت من يدفع ثمن بل هناك أبرياء هم من يدفعون ثمن تلك القرارات وبدلا من أن تعود نادما مقررا تصحيح الأوضاع أراك ما زلت تكابر وتعاند لكن أنت الخاسر في النهايه.

هذا الرجل من المؤكد انه يحمل الكثير من الأشياء التي لا يعلمها عدي بل أن علاقته بوالده قوية جدا لكي يسمح لنفسه بالتدخل في الموضوع والحوار معه تلك الصراحة مما جعله يسأله هذا السؤال.

- ما الذي تعرفه أنت ولا اعلمه أنا ؟؟؟

أول مره يسال السؤال الصحيح هو بالفعل يجهل ما حل بوالده وزوجته بعد سفره ولم يسال يوما عن الأمر حتى من الواضح أنه لو كان بحاجة إلى إن يسال عن الأمر لكان فعل فإن فاروق لم يرحه بالإجابة التي يبحث عنها.

- لقد تركت كل شيء خلف ظهرك حين قررت السفر فلما قد تهتم الآن بما حدث أثناء سفرك لو كنت تهتم لما حاولت البحث أو على الأقل لأخذت زوجتك معك بدلا مما حل بها هنا.

يحتاج إلى أن يستفسر منه أن يستوضح لكن الوقت لا يساعده فقد أخبره الطبيب أن عليهم الرحيل وان فاروق بحاجة إلى أن يرتاح بعض الوقت أن وجودهم معه في هذا الوقت سيتعبه أكثر لذا لم يكن يملك سوى الرحيل و العودة إلى منزله.

عاد إلى منزله رغم انه لم يستطع أن ينزع كلام فاروق الغريب من رأسه تصرفات جميع من حوله يراها بالنسبة إليه غريبه جدا تدفعه للشك أن هناك أمرا يجهله غياب سبع سنوات لم يكن أمرا سهلا أو بسيطا لكن هل ما حدث فيهما يجعل الجميع تبتعد عنه وتكرهه بهذا الشكل.

ما إن دخل العمارة وجد أن ريتال تحمل بعض الأشياء التي أحضرتها من السوق حتى تقوم بصنع الطعام لوالده ويبدو انها تعجز عن حملها وانتبه ايضا إلى ذلك المدعو حسان يقترب منها يعرض عليها مساعدته.

تقدم من كلاهما بحركة مقصوده دفع حسان من صدره حتى يقف هو أمام ريتال وبدا يحمل الأشياء التي كانت بيدها حتى صارت يديها فارغه تماما حتى انها حمل حقيبتها الشخصية ايضا وطلب منها أن تكون أول من يدخل المصعد.

ما أن رأت ما فعله عدي فقد دخل هو ايضا واغلق الباب حتى لا يسمح لحسان بالدخول انتبهت ريتال على ما فعل.

- لم يكن عليك فعل هذا على الأقل كنت سمحت له الدخول معنا

أجابها حينها بابتسامة سمجه مصطنعة فهو لا يطيق ذلك الرجل حسان منذ أره أول مره.

- إنه حارس شخصي اي أن صعود السلم بالنسبة له يكون تدريبا لعمله لا تفكري كثيرا بأمره هو أكثر من قادر على حماية نفسه وحده والصعود إلى السلم لن يكلفه حياته .......

يتبع......

زيدينى عشقا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن